الثقافة القرآنية كفيلة بأن تعزز الأمل بالله والثقة به.
بصائر من نور القياده
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
كلمة في ذكرى الصرخة للعام الهجري 1434هـ.
الثقافة القرآنية كفيلة حقاً بأن تعزز الأمل بالله والثقة به، وأن تُخرج الإنسان تماماً من حالة اليأس والإحباط، إضافةً إلى الاستفادة من الوقائع، ما حصل في لبنان، ما حصل في فلسطين، ما تحقق على يد الحركات المقاومة والمجاهدة من نتائج كبيرة، كله يمكن أن يعالج حالة اليأس والإحباط ويخلِّص البعض من هزيمتهم النفسية التي أقعدتهم وأذلتهم، وجعلتهم على هامش مسرح الأحداث، ليس لهم موقف، ليس لهم قضية، ليس لهم هَمّ، إنما ينتظرون ما سيحصل.
هناك قوى أخرى كان لها موقف مختلف ليس فقط عدم التقبّل لهذا المشروع، أو التجاهل لهذا المشروع، بل العداء لهذا المشروع، التحرك العدائي على كل المستويات، إعلامياً وثقافياً وأمنياً وعسكرياً لمواجهة هذا المشروع، وفي محاولة لفرض حالة الصمت وحالة الاستسلام على الأمة، في محاولة أن لا يكون هناك أي صوت حُرّ، ولا أي موقف مسئول في مواجهة حالة الهيمنة والسيطرة الأمريكية والإسرائيلية على شعبنا وعلى أمتنا بكلها، وهذا هو الموقف الأكثر سلبيةً، موقف غير مبرر أبداً، كان يفترض مهما كان هناك من خلافات على المستوى السياسي والمذهبي أن تبقى الأسس التي لا يمكن لأحد أن يجاهر برفضها أو انتقادها، أو الخروج عليها، كان يفترض أن تبقى منطلقاً للجميع ومرجعاً للجميع.
القرآن الكريم، نحن كأمة مسلمة كان بالإمكان أن نرجع إلى القرآن الكريم جميعاً، القوى التي تحاول أن تفرض حالة الصمت والاستسلام وتحاول أن تقف بوجه أي تحركٍ جاد ومسئول، كان يمكن أن نتحاكم جميعاً إلى القرآن الكريم، كان يمكن أيضاً ومن الأشياء الثابتة والتي لا يمكن الجحود بها ضرورة أن يكون شعبنا مستقلاً وأن تكون أمتنا مستقلة وحُرّةً لها قرارها وسيادتها، كان يمكن أن يكون هذا قاعدة ننطلق منها جميعاً لمناقشة هذا الموقف.
أيضاً الخطر الواضح على الجميع بلا استثناء، كان يمكن أن يشَكِّل قاسماً مشتركاً ولكن كان هناك تجاهل لكل القواسم المشتركة ولكل الأسس التي كان يفترض أن تكون منطلقاً للجميع، لا استقلال البلد، لا الأسس الثقافية والفكرية والتي يمكن أن يكون أساسها وأسها القرآن الكريم، ولا مسألة الخطر الداهم على الجميع، كل هذا تجاهلوه واتجهوا ليس لديهم أي خيار بديل، أي خيار ولا أي بديل ولا أي مشروع ولا أي فكرة، سوى أنهم يريدون أن نسكت.! أن نسكت فحسب.
هل هناك مشروع لديهم لدفع الخطر الحقيقي عن شعبنا وأمتنا؟ هل هناك أي بديل مشرِّف يمكن الرهان عليه؟ لا. المطلوب هو أمرٌ واحد الصمت والاستسلام والسكوت، وأن تبقى ساحتنا على مستوى شعبنا وبلدنا اليمني وأمتنا من حولنا في المنطقة العربية وغيرها ساحةً مفتوحةً للأعداء يفعلون فيها ما يشاءون ويريدون، ويفرضون كل ما يشاءونه ويريدونه من مؤامراتهم ومكائدهم فيما يَصُبّ في مصلحتهم ويضرب الأمة، هذا هو المطلوب.! أن يكون اليمن كما هي المنطقة العربية، كما هو حال معظم العالم الإسلامي، ساحة مستباحة مفتوحة للعدو بدون أي موقف، بدون أي صوتٍ حُرّ، بدون أي توجُّه يعارض أو يمانع أو يناهض الهيمنة الغربية الأمريكية الإسرائيلية على بلدنا وعلى أمتنا وعلى شعوب منطقتنا، كان هذا هو المطلوب، يعني موقف غير مبَرَر، غير سليم، غير صحيح، ولا يستند إلى مبادئ ولا إلى حقائق أبداً، موقف يَصُبّ فقط وفقط في مصلحة الأعداء.