نخشى ان تصيبنا دائرة ، ويسارعون فيهم.
يوميات من هدي القران الكريم
السيد حسين بدر الدين الحوثي
الدرس الثاني والعشرون من دروس رمضان صـ18ـ19.
أفضل لك أن تضرب وأنت فقير، وقع الضرب عليك في نفسك وأنت فقير معك غرفتين، أو وأنت صاحب ممتلكات، وبنايات فخمة؟ هنا أليست الضربة ستكون أشد على نفسك؟ الله يعتبرها عذاباً ـ كما قال في آية أخرى ـ يعني الله سبحانه وتعالى هو حكيم، ولا يمكن لأحد أن يكون ذكيا أمامه على الإطلاق كما نكرر دائما، عندما يكون عند واحد أنه سيحاول أن يتولاهم من أجل، ومن أجل، ومن أجل، هنا يقطع الطريق، لن يتحقق، ولو تحقق في الصورة إنما ليكون عذابا لك في الوقت الذي يعتبر اشد نكاية عليك.
{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} (المائدة من الآية: 52) وهذا من الأشياء المؤسفة جدًا أنه بعد هذا البيان العظيم، وهذا الكتاب العظيم، وبعد ما أعطى من صورة واضحة، قدم صورة واضحة جدًا عن بني إسرائيل ويكون ما يزال هناك ناس يريدون أن يتولوهم!! هم بالطبع ليسوا طبيعيين، أي ليسوا سليمين، لن يتولاهم إلا أناس في قلوبهم مرض، ومعنى في قلوبهم مرض، لم ينطبع هذا الدين، هذا الكتاب، وهذا الهدى، وهذا النور، ما انطبع عليها، لم تمتلئ نورًا، ولا اهتدت، قلوب مريضة، أما قلوب مهتدية فلا يمكن أن تتولاهم على الإطلاق.
{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} مع أنهم بالشكل الذي يجب أن تسارع في الابتعاد عنهم، وليس أن تسارع فيهم، أن تسارع في الابتعاد عنهم؛ لأنهم هكذا قدمهم بشكل فضيع جدًا في نفوسهم، أهدافهم، تفكيرهم، نواياهم، أعمالهم كلها. {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} وكلمة مرض واسعة المعنى، أهم شيء فيها قلوب لم ينطبع فيها هدى الله، ولم تستنر بنور الله، ولم تستبصر ببصائر الله، هي قلوب مريضة، فليكن فيما بعد يظهر إما بشكل نفاق، أو بشكل جبن، أو بشكل بحث عن مصالح، أو بشكل ـ التي يسمونها ـ مزايدات حزبية، أو كيفما كانت، المهم أن هناك مرضاً، أما ناس سليمين لا يتولونهم على الإطلاق، يبتعدون عنهم. إذًا فمعناه مريض يتولى مرضى، ألم يقدمهم مرضى، هم، بنوا إسرائيل؟.
{يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} يسارع فيهم، مثلما تقول: في الله، أشبه شيء مثلما تقول: يعمل في الله، أو يحب في الله، يسارع فيهم، يحاول في الشيء الذي فيه ماذا؟ فيه استرضاء لهم، أو الشيء الذي ربما يظهر لهم منه فيعتبرون أنه قدم خدمة لهم فيأمن شرهم، أو كيفما كان، المهم مسارعة إليهم بالشكل الذي يريدون، أنت عندما يقال لك: أنت تحب في الله أي: أنت تحب إنساناً الحب الذي يريد الله منك أن يكون قائما بينك وبينه، فهم مسارعون بالشكل الذي يريد بنوا إسرائيل، يسارعون فيهم أي يسارعوا إليهم بالشكل الذي يريدونه هم، وإذا لم يكن عنده معرفة أنهم يريدون فالقلوب المريضة هي تتشابه، {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} (البقرة: من الآية118) ألم يقل هكذا؟ ثم ولا تدري في الأخير وإذا أنت أهدافك أهداف السفير الأمريكي تماماً ولست تدري إذا لم ينتبه واحد!.
لأن هذا الهدى هو قدم بالشكل الذي يجعل قلوب الناس مستنيرة وسليمة، القلوب المستنيرة المهتدية السليمة المستبصرة لا يمكن على الإطلاق أن تكون متشابهة مع القلوب المريضة، لكن القلوب المريضة يمكن تتشابه مع بعض، {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} ذلك من هناك يحاول أن يسكت الناس بأي طريقة حتى لا يرفعوا شعارًا في المسجد، وذلك الذي داخل المسجد، وإذا هو مثله محاول أنهم يسكتون ويتوقفون! ألم يبرز في الشاشة وإذا هم تشابهت قلوبهم؟ ذلك مريض من النوعية التي قال: {بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا} (النساء من الآية: 155) ونفوس خبيثة {أولئك الذين لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} (المائدة من الآية: 41) وأنت لأن قلبك مريض يعني: من يكون على هذا النحو قلبه مريض، أصبح عملك عمله ومشابهاً له، وبالطبع لا يتحرك هؤلاء الذين يعارضون إلا وقدهم عارفين أن أمريكا شغالة؛ ولهذا يكون خائفا، معظمهم، لو نقول ـ مثلاـ: [الموت لهولندا] هل أحد سيصيح في المسجد؟ لا، لن يعارضنا أحد، لو تقول: [الموت للعرب] أو تلعن العرب، هل سيعارضك أحد من هذه النوعية؟
إذًا فيها خوف، إما خوف، أو رغبة، المهم مرض، وهو يعرف في نفس الوقت أنك تقول: أمريكا، وهو يعرف أن أمريكا هي تتحرك وأن أمريكا أصبحت مهيمنة، وأن أمريكا بالشكل الذي يخاف منها، أو يرغب إليها، كيفما كان الأمر، قل: [الموت للسويد] لن يستثار، ولن يقول لماذا؟ ولن يرفع بك بلاغًا إلى أي جهة نهائيا، ولن يبادر الأمن السياسي إلى إلقاء القبض عليك، تقول: [الموت للعرب] تقول: [الموت لليمن] لن يغضب أحد عليك. إذًا فهذا معناه ماذا؟ أنه فعلا مرض، هناك مرض، المرض نحن نقول فيه، على أساس نحاول أنه مثلما قالوا نتأول مهما أمكن للموضوع إلا أنه بالطبع مرض واسع جدًا المرض، فليكن جهلا بدين الله، جهلا بأعداء الله، جهلا بما ينبغي أن يكون عليه باعتباره مسلم، وهذا مرض، أليس مرضا؟ لكن نحن نعتبر لا بأس إذا تأولنا لك مرضك بالمرض الذي يذهب واحد يتعالج منه وممكن يشفى، فقد يكون جهلا، وقد يكون غير فاهم، وقد يكون .. ، وقد يكون .. ، وإلا فقد هو فاهم أن أمريكا موجودة، وأن هذا الشيء يغضب أمريكا.
{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} لم يقل مثلا: المواطنين الذين في قلوبهم مرض، أو الحكام الذين في قلوبهم مرض؛ لأن مرض القلوب يمكن أن يكون من عند أكبر مسئول إلى أصغر مواطن. {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} ليكون في الأخير ممن يرتد عن دينه والمفروض أن يسارع ليكون ممن قال الله: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ} (المائدة من الآية: 54) نسأل الله أن يجعلنا جميعا منهم.