نص المحاضرة الرمضانية الـ6 للسيد عبد الملك الحوثي ( ان الشيطان لكم عدو ) الجزء 3 ـ 8 رمضان 1438هـ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حديثنا مستمرٌ حول العدو الألد للبشرية بكلها وللإنسان وهو الشيطان الرجيم نعوذ بالله منه، كنّا في حديثنا بالأمس وصلنا إلى ماعمله الشيطان في بداية حربه على الإنسان وفي بداية منازلته ومعركته مع الإنسان، وطبيعة هذا الصراع وطبيعة هذه الحرب ووسائلها وأساليبها في معركته الأولى مع أبينا آدم عليه السلام.
الهدف الأساسي للشيطان في عداوته للإنسان ومعركتة مع الإنسان أن يُشقي هذا الإنسان أن يتسبب في ضلال هذا الإنسان وفي عذاب هذا الإنسان وأن تكون عملية الانتقام من هذا الإنسان هي من خلال الإيقاع به إلى ما يسبب له سخط الله وغضب الله وعذاب الله باعتبار أنه لا شيء أشد من عذاب الله سبحانه وتعالى، فالشيطان يريد أن يوقعك فيما يسبب لك عذاب الله سبحانه وتعالى والشقاء الأبدي في الدنيا والآخرة، هو يعمل من خلال أساليبه وحربه التي يمكن أن تسمى ضمن مصطلحات هذا الزمن مصطلحات هذا العصر بالحرب الناعمة وإن كانت امتداداتها في الحياة وتصل إلى كل المجالات بما في ذلك الحروب العسكرية وغيرها، وعلى كلٍ عرفنا بالأمس كيف عمل مع أبينا آدم عليه السلام كيف كان أسلوبه معتمداً على الخداع، وعلى الغرور فدلاهما بغرور، وعلى المخادعة وحاول حتى على أن يكسب ثقة أبينا آدم من خلال قسمه له ولأمنا حواء عليهما السلام عندما قال الله سبحانه وتعالى يحكي لنا كيف عمل ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) أقسم لهما وحلف لهما ليصدقاه وبالتالي يقدمان على الأكل من الشجرة، النتيجة كانت نتيجة مؤسفة أخرجا من الجنة دخلا في أعباء هذه الحياة ومعاناة هذه الحياة لكنهما توفقا للتوبة وتدارك الخطيئة وبالتالي لم تمتد عملية الإيقاع بهما للشقاء الأبدي والدخول في غضب الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله، هذه نقطة أيضاً لها مايلحق بها من بعض المسائل المهمة نتحدث عنها إن شاء الله حينما نصل إلى آخر الحديث حول هذا الموصوع.
الأسلوب ذاته مع بقية البشرية مع بقية الناس أسلوب التزيين الخداع العمل على الإيقاع بالإنسان من خلال اللعب على رغبات هذا الإنسان وآمال هذا الإنسان وشهوات هذا الإنسان، واهتمامات هذا الإنسان يركز الشيطان في عمله على ذلك وهذا ما سنتحدث عنه.
الله سبحانه وتعالى حكى لنا عن طبيعة النشاط الشيطاني في الاستهداف للإنسان قال الله جل شأنه وقال يعني إبليس: (وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) سأخذ منهم حصة كبيرة لي، فماذا يريد من هذه الحصة ماذا يريد من هذا النصيب ماذا يريد من هذا التجمع البشري الذي يسعى إلى استقطاعه ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا* أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا) هو يقول ولأضلنهم عملية التضليل في كل المجالات هي عملية رئيسية بالنسبة للشيطان وأسلوب أساسي يعتمد عليه في حربه معنا كبشر وفي استهدافه لنا كبشر، التضليل على المستوى الثقافي والفكري .
وكثير من الأفكار وكثير من الثقافات الضالة التي تضل الإنسان لأن الإنسان في واقعه العملي والسلوكي والحياتي وفي مواقفه وفي قراراته، في توجهاته في الحياة، هو ينطلق من خلال ثقافات وأفكار، الإنسان ليس مخلوقاً آلياً يشتغل بدون رؤية بدون ثقافة بدون فكرة، قبل العمل هناك فكرة، الإنسان ينطلق في واقع هذه الحياة من فكرة معينة في أي مجال من المجالات وفي أي اتجاه من الاتجاهات، فكرة أولاً يبنى عليها عمل أو موقف أو تصرف أو سلوك ثانياً، فلذلك الشيطان يأتي أولاً إلى الفكرة التي ستنطلق من خلالها في الواقع العملي، ولذلك أسلوبه في التزيين يعني أنه يسعى إلى أن يوجد لديك تصوراً معيناً وفكرةً معينة تجاه أي عمل معين، حتى يحبب إليك ذلك العمل ويرغبك في ذلك العمل ولأن كل الأعمال الشيطانية كل الأعمال السيئة في هذه الحياة هي في حقيقتها مطبوعةُ بسؤها يعني كل الأعمال التي نهانا الله سبحانه وتعالى عنها وكل التصرفات التي حذرنا الله سبحانه وتعالى منها وكل المحرمات في هذه الحياة في واقعها الحقيقي هي سيئة مطبوعةٌ بطابع السوء هي قبيحة هي شنيعة، لا تستحسنها الفطرة التي فطرنا الله عليها لأن الله سبحانه وتعالى فيما أمرنا به وفيما أحلّ لنا وفيما أذن لنا وفيما رخّص لنا وفيما أباح لنا، كل هذا في إطار الطيبات من كل الأشياء الطيبات من الأعمال الطيبات مما أحله الله لنا سبحانه وتعالى، الأشياء الطيبة الأشياء الحسنة الأشياء الخيّرة الأشياء المفيدة الأشياء الصالحة، فالطيب والصالح والحسن والخير هو كله في هذا الإطار في إطار ما أمر الله به وفيما أحله وفيما أباحه، والسوء والخبيث والشر والقبيح والشنيع والفضيع هو في الإطار الآخر الأشياء التي نهانا الله عنها، لو نأتي مثلاً إلى دائرة التحريم والتحليل مابين الحلال والحرام، الحلال هو الطيبات، الحرام هو الخبائث، لو نأتي في مسألة الأعمال والتصرفات والسلوكيات كذلك، الأشياء التي أمرنا الله بها وأرشدنا إليها الأعمال الصالحة، التي لها أثرٌ صالح في نفسيتك في الحياة من حولك، في الواقع من حولك، وانعكاساتها صالحة ونتائجها صالحة وامتداداتها صالحة، وفي الاتجاه الآخر الأشياء التي حرمها الله علينا وحذرنا منها الأعمال السيئة التي لها آثار سيئة في النفوس في الوجدان في الواقع من حولك في الناس من حولك وهكذا.
فإذًا الشيطان عندما يسعى إلى أن يبعدنا عن الأشياء الطيبة والأشياء الصالحة والأشياء الحسنة الجميلة في هذه الحياة، المفيدة في هذه الحياة، النافعة في هذه الحياة، الصالحة في هذه الحياة التي تنفع الإنسان وتفيد حياته وشؤونه وتستقر بها شؤون حياته، ويحاول أن يذهب بنا باتجاه الأشياء السيئة التي انعكاساتها سيئة علينا في حياتنا وفي شؤون حياتنا وفي استقرار حياتنا وفي نفسياتنا وفي واقعنا كيف يعمل ؟ هو يحاول أن يزين أن يزّين القبيح أن يزين الخبيث أن يزين السيئ يجعل من الشيء الذي هو سيء تنفر منه فطرتُك وينفر منه وجدانك وتمقته نفسُك لو انطلقت على فطرتها، أن يخدعك، فيقدم صورة حسنة وصورة جميلة للشيء السيئ الفظيع الذي هو في واقعه فظيع شنيع، وتمقته النفس، تكرهه النفس، تنفر منه النفس بفطرتها، فيعمل عمليات تزيين ويقدم صورة مختلفة وصورة مخادعة وحيثيات للأمور، حيثيات ترغبك في ذلك الشيء، كيف عمل مع أبينا آدم عليه السلام، شجرة ليس لها أي شيء من تلك الآثار التي حكى عنها أو الحيثيات والاعتبارات التي قدمها، قال هل أدلك على شجرة الخلد، يعني قدم اعتبارات أخرى غير واقعية، لا حقيقة لها، ليست بشجرة خلد، لكن هو يدرك أن هذا الموضوع موضوع جذاب لأبينا آدم، للإنسان بفطرته، موضوع مؤثر موضوع جذاب، سيتفاعل معه، فالشيطان عندما يريد الإيقاع بك إلى جريمة معينة أو إلى تصرف معين سيسعى إلى أن يجعل اعتبارات مقنعة لنفسك، مزينة لنفسك، محسنة لنفسك، يعطيك مثلا مكاسب لهذا العمل، مكاسب مغرية للنفس أو دوافع، يحرك في نفسك اعتبارات معينة إما اعتبارات الغضب أو اعتبارات القيمة الشخصية، القيمة الشخصية الاعتبار الشخصي، أو أي دافع معين يعطيك قناعة في نهاية المطاف للوصول بك إلى الدخول الفعلي في التصرف الذي نهاك الله تعالى عنه، وعملية الإضلال عملية ثقافية عملية فكرية، وعملية صنع قناعات في النفوس وتصرفات خاطئة عن الأمور وهو يشتغل على ذلك حتى بالتضليل تحت العناوين الدينية إذا لزم الأمر ما عنده مشكلة، واليوم الكثير من البشر، جزء كثير من قناعاتهم ومساحات واسعة من تصوراتهم، وكمية هائلة من أفكارهم ذات طابع ديني وباسم الدين والتدين، سواءً عند اليهود سواءً عند النصارى، سواءً عند المسلمين، سواءً عند مختلف الملل والنحل، يصنع عندهم ثقافات، بل يشتغل أحيانا من خلال الوسائل والعناوين الدينية والأدوات الدينية، فيشتغل مثلاً عند الأحبار والرهبان، القرآن الكريم يحذرنا ويحكي لنا أن الكثير، يعني الأغلبية الساحقة من الأحبار والرهبان، الأحبار والرهبان العلماء والعباد يشتغلون وفق الشغل الشيطاني، (ليألكون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله) يصدون عن سبيل الله وهو بصفة حَبْر يعني عالم، عالم دين، وبصفة راهب، يعني عابد من العباد، وزاهد من الزهاد ذو صفة دينية ومقام ديني واعتبار ديني، ويشتغل باسم الدين، ويقدم ما يقدمه عن الدين وباسم الدين، فيلقى القابلية الكبيرة والتشبث القوي به باعتباره دينا تدين به الناس، وتتمسك به الناس، تقربا، قربة دينية وباعتبار ديني وباندفاع ديني، وهو يشتغل تحت كل العناوين، سيعمل تحت العنوان الديني، وبالوسائل الدينية وبالعناوين الدينية وبعض المسائل التي هي شيطانية بكل ما تعنيه الكلمة تصبح حسب ما قدمت من علماء السوء ومن مضلين ومبطلين واجبا دينيا، عندما تلحظ مثلا ما يعمله الدواعش اليوم سيذهب إلى امرأة، امرأة مسكينة مسالمة، موقف الاسلام من المسالمين، يحرم الاستهداف للمسالمين، (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا)، ما يجوز لك أن تستهدف إنسانا مسالما، مالك عليه أي وجه حق، ما عنده ما يستدعي أن تؤخذه وأن تعاقبه، يقتل لك امرأة، يقتل طفلا، ينفذ عملية انتحارية في تجمع من الناس، قد يكون هذا التجمع في سوق، قد يكون هذا التجمع في مسجد، قد يكون هذا التجمع البشري في مدرسة، قد يكون هذا التجمع البشري في مناسبة بشرية أو دينية إنسانية، إلى غير ذلك، فيستهدف هذا وذاك، وعنده أنه يعمل قربة دينية وأنه يضحي بروحه وحياته، هكذا الشغل الشيطاني، يشتغل بكل العناوين، بكل الوسائل، لكن يكون الشغل في أدنى تأمل وتحرر وتفهم ومعرفة بحقيقة هذا الدين بأهداف هذا الدين، بالمبادئ العامة للدين الحق، تكون المسألة واضحة مفضوحة لأنها في نهاية المطاف شغل شيطاني، المستفيد منها في واقع الحال يكون طرفا واضحا، مثل ما نلحظ اليوم كيف أن أمريكا وإسرائيل على رأس وتقع في الهرم من موقع كل هذه التشكيلات التي تعمل كل هذا العمل في بلداننا ولو أنها تعمل تحت عناوين دينية، الداعشي والقاعدي وكل الفصائل التفكيرية ذات الطابع التكفيري الوهابي، في نهاية المطاف كلها تحت العباءة السعودية، العباءة السعودية تقع في نهاية المطاف – ولو أن الأمريكي ليس له عباءة – تحت البنطلون الأمريكي.
على كل، المسألة في نهاية المطاف امتداداتها الشيطانية تكون واضحة، لكن البعض من الناس لا ينظر إلى الأمور في مآلاتها ولا في امتداداتها، ولا من منابعها، يكتفي بقصر النظر بالعنوان، ينخدع البعض بعنوان، والبعض ينشد ويخدع بأبسط الوسائل بأبسط الأساليب، أو ينجر بعوامل أيضًا أخرى ومرغبات أخرى، يجتمع عليه مرغبات مادية وعناوين دينية أو إلى غير ذلك، ليس هذا فحسب، العنوان الديني يشتغل عليه الشيطان، يشتغل بين كل فئات البشرية، اشتغل في النصارى اشتغل لدى اليهود، يشتغل لدى المسلمين تحت العناوين الدينية والتضليل الديني، التضليل المصبوغ بصبغة دينية، المطبوع بطابع ديني، الذي يحاول أن يتحرك تحت العناوين الدينية، وسنأتي إلى مزيد من التفاصيل عندما نأتي إلى التشكيلات الشيطانية في الداخل البشري، وفي الواقع البشري، يهمنا أن نلحظ النص القرآني الذي يحكي لنا أن الشيطان يقول: (ولأضلنهم)، فهو سيشتغل للإضلال، وبهدف الإضلال تحت العناوين الدينية، ويشتغل تحت عناوين أخرى، عناوين قومية، عناوين وطنية، عناوين ذات أهمية على المستوى الفردي كشخص كإنسان لك آمالك الشخصية، لك أهدافك الشخصية، لك طموحاتك الشخصية، لديك رغباتك الشخصية، من المستوى الفردي إلى المستوى الجماعي، إلى المستوى العام، إلى الطابع الجماعي الذي قد يكون مهما بالنسبة مثلا لفئة معينة من البشر، شعب معين، بلد معين، أهل منطقة معينين، فئة معينة، حزب معين، مذهب معين، يشتغل تحت كل العناوين، تحت كل العناوين، وهدفه التضليل، التضليل الذي يبدأ، وهذه قاعدة أساسية، يبدأ من الفكرة، من النظرة من التصور، من القناعة التي ستنطلق من خلالها إلى العمل، ولأضلنهم، فالأسلوب الشيطاني أسلوب تضليل للإنسان، يعني أن يقدم لك عنوانا خاطئا، ليس حقيقيا، رؤية خاطئة، ليست حقيقية ليست صائبة، تصورا مغلوطا عن الأمور، ليس تصورا سليما، إما في الهدف والغاية والنتيجة يقدم لك هناك، أو في حقيقة المسألة يقلب لك صورة الحقيقة، الصورة الحقيقية للموضوع، فيقدم لك الهدى ضلالا والضلال هدى، والحق باطلا والباطل حقا، (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون)، ويحسبون أنهم مهتدون “ولأمنينهم” وهذه المسألة من أهم المسائل على الإطلاق التي يشتغل عليها الشيطان، الأماني هي تلحظ الرغبات البشرية الرغبات الإنسانية ما تهواه وتتمناه وترغب به كإنسان، الشيطان يشتغل على هذا الجانب شغل مكثف ويقدم لك المزيد من الأماني، يعني يمنيك بشيء هو رغبة لك ويمثل رغبة لك ولكنه لن يوصلك إليه، إنما مثلاً يسول لك من خلال تصرف معين أنه سيوصلك إلى تلك الأمنية وأنه سيحقق لك تلك النتيجة وأنه سيوصلك إلى ذلك الأمر المرغوب الذي ترغبه نفسُك، هنا يفترض أن يكون الإنسان حذراً أمام الرغبات والأمنيات، إذا أتى الشيطان من هذه الناحية احرص على أن تكون إنساناً واقعياً لا تُستغوى، لا تُستغوى ولا تتجه وراء هذه الأماني في هذه الحياة (ولأمنينهم) أسلوبه في الأشياء المرغوبة والأشياء التي تمثل أماني هو أسلوب له أبعاد متعددة أبعاد متعددة ومتنوعة مثلاً، سيقدم لك أموراً مرغوبة مثل ما عمله مع أبينا آدم عندما قال له عن تلك الشجرة أنها شجرة الخلد وهي ليست كذلك فيقدم لك عن أشياء كثيرة أنها تلبي لك رغبات معينة وهي لن تلبي لك تلك الرغبات، إضافة إلى ذلك سيحاول، أوهو يحاول في العادة إلى أن يبعدك عن الجانب الواقعي، عن الاهتمامات الواقعية عن التصرفات الواقعية ويمدد ويسوف لك آمالاً بعيدة، مثلاً من الأماني التي يركز عليها الشيطان أنك فيما بعد سوف تتجه إلى الله سوف تستقيم، سوف تعمل على مراجعة حساباتك وتغيير واقعك السلبي في تصرفاتك وأعمالك السيئة وتتوب وتنيب إلى الله سبحانه وتعالى، أو مثلاً من الأماني التي يحاول أن يغريك بها أنه ماهناك مشكلة تجاه بعض التصرفات وبعض الأعمال أنت لا زلت مسلماً تهتم ببعض الأعمال الإسلامية وبعض التصرفات وأنت تصلي وأنت تعمل وأنت، والله غفور رحيم والله سيغفر لنا هذه الأشياء، فلا تتعامل بمسؤولية لتصحيح وضعك وتقويم تصرفاتك وأعمالك.
(ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) تدخل في تصرفات فيها تحليل وفيها تحريم وفيها حتى في التعامل مع ما خلق الله سبحانه وتعالى طبعاً في (فليبتكن آذان الأنعام) هذه التصرفات حصلت، حصلت مثلاً لدى بعض العرب لدى بعض الكفار والمشركين آنذاك في الجاهلية قبل الإسلام في سياق التحليل والتحريم أنهم كانوا يحرمون الأنعام فيقطعون آذان البعض منها كعلامة على تحريمها وهي حلال، فمسألة الشغل الشيطاني في الحلال والحرام فيدفع البعض مثلاً إلى أن يحرموا ما أحل الله وأن يحلوا ما حرم الله، تصل إلى هذا المستوى يحكي القرآن الكريم في نص مهم الأسلوب الرئيسي الذي يعتمد عليه الشيطان في إغواء الإنسان واستدراجه إلى المعاصي يقول (يعدهم ويمنيهم) الشيطان يستخدم أسلوب الوعود، الوعود المغرية الوعود الجذابة الوعود التي يركز فيها على ما يمثل أملاً بالنسبة لهذا الإنسان ورغبة بالنسبة لهذا الإنسان ويلبي اهتمامات معينة لدى هذا الإنسان مثلاً: عندك رغبة أن تحصل على وظيفة أو أن تصل إلى منصب أو يكون لك اعتبار معين أو قيمة معنوية معينة سيقدم لك وعوداً وأحلاماً وردية حول هذا الموضوع ثم يجرك إلى وسائل إلى أساليب إلى تصرفات إلى أعمال لتحقيق هذا الهدف، هي أعمال فيها ظلم أو فيها معصية، فيها خروج عن الحد الأخلاقي، عن القيم عن الأخلاق، عن التعليمات الإلهية، فيها معصية لله بأي شكل من الأشكال، قد يأتي إليك ويعدك بالغنى، بالثروة، بطول اليد، أن تحصل على أموال، أن تحصل على ممتلكات، من خلال تصرفات معينة فيها معاصي فيها ظلم، فيها غش فيها خداع، فيها دخول في المعاصي التي تتعلق بالنشاط مثلاً التجاري، أو سلوكيات عملية معينة، وهكذا يأتي ليقدم لك وعداً بالراحة والاستقرار، الاستقرار النفسي والراحة النفسية والتنعم في هذه الحياة، والوصول إلى السعادة في هذه الحياة، فتصل إلى موقع معين من مواقع المسؤولية العامة، أو من موقع المنصب، منصب معين، يتحقق لك فيه الاعتبار الشخصي، تصبح شخصا مهما، والثروة المادية، وتتحقق لك مطالبك ورغباتك من موقع السلطة، من موقع المنصب، من موقع الأهمية إلى آخره، لربما العنوان الرئيسي والأمنية الكبيرة التي يركز عليها الشيطان مع الإنسان هي السعادة، هي تلبية الرغبات والاحتياجات المادية والمعنوية، أن تحظى بالأهمية وأن تتوفر لك احتياجاتك ورغباتك ومتطلباتك في هذه الحياة بدون مشقة، وبدون حدود معينة لأن الإنسان رغباته تزداد ومطالبه وآماله تتزايد في هذه الحياة، وطبعا يتفاوت هذا من شخص إلى آخر، البعض آمالهم وطلباتهم ورغباتهم كبيرة في هذه الحياة، البعض متوسطة، البعض في الحد الأدنى، لكنه يلعب، الشيطان يلعب لعبته مع الجميع، فيمني الجميع، لأنه من خلال هذه الطريقة، من خلال هذا الموقف تصل إلى رغبتك، تتحقق لك آمالك، وأحيانا تعرض آمالا تفصيلية، مثلا البعض قد يكون لديه آمال انتقامية، يريد أن ينتقم من هذا الشخص أو ينتقم من هذا الطرف أو من تلك الجهة المعينة فيرى في موقف معين، هو موقف باطل بلا شك أنه يلبي له هذه الرغبة، فقد ينضم إلى ذلك الموقف الباطل وهكذا، فالأماني والوعود الوهمية والمخادعة التي يتعمد عليها الشيطان في لعبته مع الإنسان وما أكثر الذي ينجرون، على مستوى الآمال السياسية والرغبات السياسية، وعلى مستوى الآمال السياسية البحتة، والأطماع المادية البحتة، وما أكثر الذين ينجرون وراء الوعد الشيطاني والوهم الشيطاني والمخادعة الشيطانية، على مستوى اعتبارات معنوية، اعتبارات معنوية، سواءً من خلال الموقع الديني أو الموقع السياسي أو الموقع الاجتماعي، أو أي موقع، أو الموقع العسكري، في أي موقع كان الإنسان، في النهاية تتفاوت التوجهات بحسب الطبائع والرغبات، أما نهاية المسألة نهايتها واحدة، يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، الذي يجمع الوعد الشيطاني مع كل البشر في كل مستوياتهم وتوجهاتهم وآمالهم وطموحاتهم، نهاية الوعد الشيطاني غرور، لا تصل إلى سعادة، لا تصل إلى راحة حقيقية، بل تصل في نهاية المطاف إلى شقاء، إلى تبعات كبيرة، إلى أعباء كبيرة، مثلا البعض قد يكدح ويسعى ويعمل المستحيل من أجل أن يصل إلى موقع سياسي معين، إلى السلطة مثلا، سلطة في أي مستوى من مستويات السلطة، رئيسا وزيرا، محافظا، مديرا، شرطيا، أي موقع، أي مستوى من مستويات السلطة، تتفاوت الطموحات والرغبات، ويتفاوت الواقع يعني الفعلي الذي يصل إليه الإنسان، والذي يمكن للإنسان أن يصل إليه، قد يظلم، قد يرتشي، قد يقتل، قد يكسب المال الحرام، قد يفعل الأشياء الكثيرة، لأنه يرى في أنه لو وصل إلى هذا المستوى، إلى هذا المنصب إلى هذه السلطة، لو وصل إلى ذلك سيرتاح سيرى في نفسه في واقع ذو شأن ذو أمر ذو سلطة ذو أهمية تتوفر له المتطلبات المادية وفي نفس الوقت مع الاعتبار المعنوي يصبح له أمر يصبح له سلطة يصبح له شأن يصبح له قرار وصل وصل مثلاً أصبح رئيسا، أصبح ملكا، أصبح أميرا، أو أصبح وزيرا، أو أصبح محافظا، أو أصبح في أي مستوى من المستويات التي طمع في الوصول إليها البعض مثلا قد يصلون إلى ذلك، لكنه لم يشعر يوما بالراحة.. بقي دائما يعاني من مشاكل كثيرة غارقا في هموم كثيرة بل تضاعفت همومه في الحياة وتضاعف إحساسه بالخطر، أصبح يحس بخطورة كبيرة أصبح متضايقا في أكثر أوقاته، مهموما في أكثر أوقاته، أصبح يعيش تبعات لأعماله وأصبح أمام مثلا مخاطر كثيرة وتصرفات هي تشكل خطورة حتى على مستوى التزامه الديني والإيماني، وأصبح يعيش مشاكل كثيرة وهموم لا أول لها ولا آخر، فيصبح ذلك الإنسان العادي البسيط الذي لا يحمل أي مسؤولية بهذا المستوى مرتاحا أحسن منه وأفضل منه قرير العين، ومرتاح البال، ولايحمل تلك الهموم الكثيرة والمخاطر الكبيرة التي تملأ فكره، ونفسه، وشعوره، ووجدانه ليلا ونهارا.. مثلا البعض قد يطمع إلى أن يحصل على الثروة المادية أن يصبح تاجرا كبيرا وذا ثروة هائلة جدا لماذا؟.. لأنه يرى أن ذلك سيحقق له السعادة النفسية، والرغبة النفسية، الاطمئنان النفسي والسعادة النفسية، بما تعنيه الكلمة، فيكدح لجمع المال من حلال وحرام ويسرق وينهب بعناوين وأساليب كثيرة ويغش ويدخل في معاملات محرمة كثير من المعاملات المحرمة ويمضي جزءًا كبيرًا من عمره سنين طويلة من حياته، وردحا من الزمن وهو يشتغل بهذه الطريقة وبتلك الأساليب الكثيرة ويبذل جهودا كبيرة جدا على المستوى النفسي والذهني والبدني، وفي النهاية يصبح لديه ثروة هائلة، مليارات من المال ولكن يرى نفسه يعيش هما كبيرا جدا، انشغالاته الذهنية والنفسية وهواجسه والمخاطر لديه المخاطر على هذه الأموال على هذه التجارة كيف لاتنهار، عنده قلق على هذه الثروة لاتنهار لا يتحول إلى فقير لايفلس وعنده كذلك تحديات كبيرة، لأنه في هذه الدنيا من يكبر أكثر في هذه الدنيا في مالها أو في ثروتها أو في سلطانها يصبح همه أكبر، التحديات عليه أكبر، المخاطر عليه أكبر، الهموم عليه أكبر، الأمور المقلقة له أكثر، فيصبح دائم الهم دائم الانشغال النفسي الذهني الفكري، وتكبر المخاطر عليه تكبر المخاطر بقدر ما كبرت ثروته بقدر ما كبرت المخاطر عليه، مخاطر أمنية، مخاطر عسكرية، مخاطر سياسية، مخاطر مادية تجارية، معرض للإفلاس، ومعرض لمخاطر أمنية على نفسه وعلى حياته على ثروته، فيصبح قلقا إلى حد كبير أيضاً انشغالاته تتكاثر حتى ما يصبح له أي وقت يرى فيه نفسه أن يمكن له أن يرتاح وأن يهدأ أيضا متطلباته في الحياة تكبر يريد ويريد ويريد ويحتاج ويحتاج متطلبات كثيرة جداً جدا وغالية الثمن ومرتفعة السعر، نوعية فلا يعيش حالة الاطمئنان والارتياح النفسي وارتياح البال والتهني بما في يده مثل البعض من الناس البسطاء الذي يعيش بقناعة ولديه إمكانيات بسيطة في هذه الحياة واهتمامات مادية متواضعة، يعيش قرير العين والبال وهادئ النفس وسعيدا بما يتوفر له، بما يتيسر له من متطلبات هذه الحياة وله كنز عظيم هو كنز القناعة، فيكون ذلك قد عاش تبعات ما جمع تبعات الحرام وما أخطر تبعات الحرام والكثير يقع فيها الكثير من الناس، الكثير من أصحاب المال، الكثير من أصحاب الجاه، الكثير من أصحاب السلطة والدنيا، هذه القليل منهم هو الذي ركز على الحلال اقتنع بالحال حمل الهم الطيب، النوايا الطيبة الآمال الطيبة يعني كان همه ستر الحال وكان همه أن يتمكن ليبسط يده في الخيرات ينفق، يعطي، يقدم لنفسه ولآخرته ولمستقبله عند الله. قليل هم الذين على هذا النحو وعد الشيطان هو غرور هو وهم يجعلك دائما تلهث وراء ما تريده وراء هذه السعادة، وراء هذه الرغبة، وراء هذه الأغنية، تلهث وتكدح بشكل مستمر..اليوم الكثير مثلا من ملوك هذه الدنيا من السلاطين من الزعماء من القادة لا لم يصل بعد إلى ما أمل، لا يزال يسعى ولا يزال مثلا بذل جهدا كبيرا إلى أن يصل إلى منصب معين ثم هو يبذل جهدا كبيرا وجبارا ويحمل همه في الليل والنهار كيف يحافظ على ما قد وصل إليه، أو كيف يحقق لنفسه المزيد، وصل إلى رتبة ولي ولي العهد كيف يصل إلى ولي العهد كيف يصل إلى الملك كيف يصل إذا وصل إلى الملك.. كيف يحافظ على هذه السلطة، كيف يواجه الكثير من التحديات التي تعترضه هنا وهناك، فيعمل ويعمل الكثير من الجرائم والمحرمات والمعاصي والذنوب والكوارث، لكن لم يهنئ لم يهنئ بما قد وصل إليه ولن يهنئ، كل الوسائل المحرمة لاتصلك إلى أن تهنئ أبدا، بما تصل إليه. قد تصل إلى مستوى معين إمكانيات معينة مادية، قد تصل إلى ثروة معينة، قد تصل إلى منصب معين، لكن دون أن تهنئ، هذه سنة الله في هذه الحياة. من يعتمدون على وسائل محرمة لا يصلون إلى أهدافهم الحقيقية. قد لا يكون مجرد السلطة لن تكون أبدا هي بحد ذاتها بغية للإنسان أو هدف للإنسان لكن ما وراء السلطة، كل الذين أرادوا الوصول إلى السلطة أرادوا من السلطة ما وراءها وأرادوا من المال ما وراءه أرادوا الراحة أرادوا السعادة أرادوا أن يهنأوا بما وصلوا إليه لكن كما ورد عن النبي صلوات الله عليه وآله في معنى حديث نبوي لانذكره بالنص ولكن ببعض النص والمعنى “ماحاول امرؤ شيئا بمعصية الله إلا كان أبعد له مما رجا” أبعد أبعد بكثير يعني لاتهنئ أبدا بشيء تصل إليه من خلال وسائل محرمة فيها عصيان لله سبحانه وتعالى.. فإذًا الشيطان أسلوبه التضليل هو يعتمد على التضليل والتضليل هو في الفكرة هو في التصور هو في القناعة التي ستتجه عمليا بناءً عليها أصبح عندك تصور معين قناعة معينة فكرة خاطئة عن أسلوب معين عن عمل معين عن موقع معين أنه من خلاله سيتحقق لك ماتريد تحقيقه مما يشكل ويمثل رغبة نفسية لك مادية أو معنوية..التزيين أسلوب أساسي بالنسبة للشيطان وبوسيلة الإضلال والأماني يعتمد على هذه الوسائل بشكل كبير جدا. نصل إلى نقطة لأنه أيضا لايزال أمامنا الكثير من المحاور حول هذا الموضوع الكبير ممكن أن نتحدث عنها في محاضرات قادمة لكن واحدة من النقاط.. إبليس بدأ وحده بدأ مشواره وحده ومعركته الأولى خاضها مع أبينا آدم لوحده وبشكل مباشر فيما بعد أصبح لإبليس ذرية ،جنود، أعوان، أتباع، قبيل، أنصار، شياطين كثر وأعوان كثر من الجن من عالمه لأنه من عالم الجن من الجن فهناك الكثير من الشياطين من شياطين الجن يسميهم القرآن الكريم ويقول الله عنهم شياطين الجن من الجن، ولربما هم أعداد هائلة جدا وينشر في الأرض فرقا كثيرة. يعني اليوم إبليس ما عاد عنده شغل يسرح وحده يلاحق بني آدم أمامك أكثر من ستة مليار يذهب من عند هذا إلى عند هذا ويسافر إلى السعودية إلى مدري أين.. ربما مهمات خاصة أو نوعية مع بعض الشخصيات يباشر بعض الأدوار، إبليس يعني يقوم بزيارة مثلا إلى ملك من الملوك أو أمير من الأمراء ويؤكد عليه في توجيهات معينة أو دوافع معينة أو موضوع كبير ومهم يعني المواضيع التي يرى ضرورة التدخل المباشر فيها ينشر في الأرض فرق كبيرة يعني بالملايين من شياطين الجن وأصبح في عالمه هناك تخصصات في الأحاديث عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله ما يفيد هذا يعني شياطين معينين عندهم تخصص في مجال معين.. مثلا المجال السياسي ربما هناك أعداد كبيرة من الشياطين المتخصصين في الموضوع السياسي، هناك آخرين متخصصين في الموضوع الأخلاقي لنشر الفساد الأخلاقي، هناك آخرين متخصصون مثلا في موضوع الإغراءات والفتن ونشر المشاكل ما بين البشرية، في كل مجال متخصصون ينشر منهم أعداد كبيرة ويستلم منهم تقارير يومية.. ما الذي قد عملوه ما الذي قد أنجزوه وما الذي قد حققوه على المستوى اليومي.. وهكذا شغل وشبكات واسعة أصبح له كما قال الله سبحانه وتعالى:( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي) بين قوسين “وذريته” عنده ذرية وأتباع كثر مشتغلين أيضا قال (إنه يراكم هو وقبيله) “هو وقبيله” هؤلاء أنصاره من الجن شياطين الجن الذين هم معه يشتغلون معه من حيث لاترونهم آيات أخرى يتحدث القرآن عن أنصار الشيطان عن أتباعه عن حزبه، حزب الشيطان يعني أكبر من أي حزب من مسمياتنا في الواقع البشري حزب كذا إلا حزب كذا حزب يشمل الكثير والكثير من الأحزاب والأشخاص وكثير من أعضاء هذا الحزب يتحركون في عموم مناطق الأرض وشتى أقطار الأرض أولئك حزب الشيطان الله يقول هكذا ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون، سنأتي ماهي عناوين البطاقة للانتماء إلى هذا الحزب سنأتي أيضا في الحديث عن هذه التشكيلات الواسعة لأصحابه تشكيلات عسكرية وتشكيلات سياسية تشكيلات متنوعة تشتغل شغل واسع في شتى مجالات الحياة ونشاطهم الواسع، على العموم المجالات التي يركز عليها الشيطان الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ) صوت الشيطان الصوت الإغوائي صوت الإغواء جزء منه نشاط إعلامي نشاط إعلامي واسع يمثل صوتا للشيطان كل صوت يضل وكل صوت يغوي هو صوت شيطاني هو يؤدي خدمة للشيطان هو بوق ينفخ فيه الشيطان سواء كان باسم الدين أو محسوبا على غير الدين أو تحت عنوان سياسي أي عنوان، كل صوت إغوائي يفسد نفسيتك يفسد زكاءك يدنس نفسيتك.. هناك مثلا أغاني لها هذه النتيجة على الإنسان تدنس نفسية الإنسان تجر الإنسان إلى الفساد والإغواء على المستوى الأخلاقي أو على المستوى الثقافي الفكري على مستوى القناعات الثقافية الدينية حتى كل صوت يغويك أو صوت يضلك هو من هذا الصوت “واسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ ” هو صوت شيطاني هو بوق نفخ فيه الشيطان فأغوى أو أضل “وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ”.. عنده تشكيلاته العسكرية الضخمة وقوته العسكرية الضخمة التي يحركها في أوساط الناس ولو أن المعنى المجازي هنا يؤدينا إلى مدلول حقيقي، مدلول مجازي يوصلنا إلى مدلول حقيقي.. هناك جنود للشيطان والقرآن أكد هذه الحقيقة في سورة الشعراء أيضاً “وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ”.. هؤلاء كلهم إلى جهنم. عنده جنوده عنده أنصاره، البعض برتب ومسميات.. نأتي إلى الحديث عن هذه التفاصيل إن شاء الله في المحاضرة القادمة.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم في هذا الشهر المبارك لأن نكون من عباده الصالحين الذين ليس للشيطان عليهم سلطان ولاتأثير.. أن يوفقنا بتوفيقه أن يهدينا بهديه أن يجعلنا من المتمسكين بكتابه أن ينصرنا بنصره ويؤيدنا بتأييده ويعيننا بعونه ويعصمنا من الشيطان وتأثيراته كل الشياطين من شياطين الجن ومن شياطين الإنس إنه سميع الدعاء.. نسأل الله أن يرحم شهدائنا الأبرار وأن يشفي جرحانا وأن يفك أسرانا وأن يفرج عن شعبنا المظلوم إنه سميع الدعاء..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.