شهيد المحراب. بقلم/ فيصل الهطفي.
| مقالات | من جامع الكوفة أقتبس لوعات الأسى وعبرات الحزن والألم من ذلك المحراب الذي كان يأنس بالإمام العابد والسيد المجاهد أبي السبطين وسيد الاتقياء وكأن لسان حال ذلك المحراب يقول
أين أنت يا أبا الحسن لماذا تتركني وقد تعودت على خشوعك وتذللك أمام الله؟!! .
لقد تركت بصماتك في كل ناحية من نواحي هذا المسجد وانت ترتل آيات الذكر وتناجي الله بدعاء يخرج من أعماق قلبك
عندما بزغت خيوط الفجر وشوهد دم هامتك الشريفة قد تحول مسكا تبخر منه منبرك الذي كانت عباراتك تتساقط من فوقه وكأنها الدرر
وكيف لا يحزن ويبكي عليك المحراب وأنت كنت له خير صاحب وأنيس.
حقا انه أشقاها الذي ضرب بسيفه الغادر جبهتك الشريفة فخضب شيبتك من دم رأسك
ياله من جبان !!
ضرب الإسلام ضرب القرأن ضرب الحق الذي كان متمثلا فيك
لماذا قتلوك سيدي ؟!
هل إنتقاما وثأرا لما عملته بأبأئهم يوم بدر وأحد والاحزاب أم لأنك القرأن الناطق
انه الحقد والكراهية للإسلام وللقرأن وللرسول محمد صلوات ربي عليه واله ولأهل بيته الاطهار
نعم حقد كراهية وانحراف مشئوم حدث
في تاريخ هذه الأمة .
والذي كان المفترض أن توجد جوا أمنا للصادقين والعظماء ،لكن للأسف حدث غير ذلك
أصبحت ساحة يقتل فيها العظماء أمثالك سيدي أمير المؤمنين علي عليك سلام الله
ومن بعدك قتلوا أولادك فسمموا الحسن وقتلوا الحسين عطشانا فسلام الله عليكم أهل بيت النبوة.
نسوا ماقاله الله على لسان نبيه محمد صلوات ربي عليه واله :قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.
فلا رعوا حرمة ولا أحسنوا الي قربى
عذرا رسول الله لم يكن والله هذا الجزاء العادل
الذي عملوه بقرابتك وأهل بيتك أن يقتلوهم ويسجنوهم ويطاردوهم
وأنت كنت الرحمة المهداة والنعمة العظيمة
وكنت أنت المنقذ والهادي
لاشك أن الكل سمعك يوم كنت تقول :علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي
ويوم قلت لهم ولكل الأمة ياعلي لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق
وسمعوا منك ايضا لأعطين الراية غدآ رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يده.
سيدي يارسول الله لقد قتلوا حبيب الله وحبيبك في محراب صلاته في عاصمة دولته وللأسف بسيف محسوب على الإسلام وفي ظل خلافة دولة تدعي الإسلام .
أخي القارئ انا وأنت يجب أن نعود الي التاريخ لنبحث بصدق وشفافية عن الصادقين الذين أمرالله بأتباعهم في كتابه الكريم حيث قال سبحانه وتعالى :(ياأيها الذين ءامنوا أتقوا الله وكونوا مع الصادقين)صدق الله العظيم
ولنكن مع من أمرنا الله بتوليهم
فالإمام علي عليه السلام لم يكن قتله نتاج ذلك الانحراف التاريخي الخطير فحسب بل كان أولاده من بعده وكل الصادقين الي هذا اليوم
ومرورا بكربلاء مران الذي قتل فيها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين (رضوان الله عليه)والكثير من أخوانه وأقاربه وأهل بيته
فمعاوية وأبن ملجم ويزيد وزياد والشمر في كل عصر والحق واحد والباطل هو نفس الباطل
ولكن هيهات أن نذل أونضعف أونخضع للباطل وأمامنا شهيد المحراب من كان يقول :والله لأبن أبي طالب آنس بالموت من الطفل الرضيع بثدي أمه
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم أستشهد مخضبا بدمه ويوم يلقى الله حيا ولعنة الله على قاتليه.