يوم القدس منطلق لتحرك جاد لمشروع عملي لمواجهة عدو الامه.
بصائر من نور القياده
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
خطاب يوم القدس العالمي لعام 1433هـ.
احياء يوم القدس من اجل أن يكون يوماً لإفشال كل المؤامرات من جانب الأعداء لتصفية هذه القضية، أن يكون يوماً لتبقى هذه القضية حيّة في نفوس المسلمين، يوماً تقول فيه الأمة كلمتها عن عدوها الحقيقي في ظل سعي للبس على الأمة، ولإدخال الأمة في مشاريع عدائية أخرى بعيداً عن مواجهة عدوها الحقيقي، يوماً لتبقى مشاعر الرفض لإسرائيل حيّة في نفوس المسلمين، فنستشعر من خلال استشعارنا لهذه المظلومية لهذه القضية، نحمل في نفوسنا مشاعر الرفض لهذا العدو الذي يمارس أكبر الظلم لأمتنا لشعبنا الفلسطيني العزيز، وأكثر من ذلك ليكون هذا اليوم منطلقاً لتحرك جاد مسئول واعِ، نحو مشروع عملي لمواجهة هذا الخطر، لتغيير هذا المنكر، لإزالة هذا الظلم، لطرد ذلك المغتصب؛ لأن الشعوب العربية من خلال الشعوب المسلمة بكلها، من خلال إحياء هذه القضية في مشاعرها وإدخالها في دائرة اهتمامها، في سلّم أولوياتها كقضية مركزية رئيسية يمكن لها البحث عن الرؤى الصحيحة التي تُمثل حلاً، ويمكن أن تحقق لها ما يتوجب عليها من مسؤولية وموقف لتغيير ذلك الظلم المؤسف.
وعندما نعود أيها الإخوة الأعزاء إلى هذا اليوم الذي يجب أن يتحرك فيه الجميع لإحيائه، يجب أن تتحرك الشعوب المسلمة من موقع المسؤولية، تحركاً جاداً فيه لتقول كلمتها، لتوصل صوتها، لتعيد تفعيل هذه القضية من جديد.
عندما نتعامل مع هذه المناسبة كمنطلق وأُفق واسع نطل من خلاله على هذه القضية بكل أبعادها، بكل مسبباتها، لندرس ما هي العوامل التي جعلت واقع الأمة يتعاطى مع هذه القضية الكبرى من موقع الضعف والعجز والاضطراب والتجاهل إلى حد كبير؟ ما هي العوامل السلبية المؤثرة على موقف الأمة تجاه هذه القضة؟ ثم ما هي العوامل الإيجابية التي يمكن تفعيلها حتى تكون الأمة في المستوى المطلوب والمنشود والمستوى اللائق والمستوى الذي يمثل فعلاً استجابة لله سبحانه وتعالى وانسجاماً مع هوية الأمة الهوية المقدسة إلى إسلامها العظيم؟.