برنامج رجال الله اليومي.
التمييز بين المواقف المنسجمة مع القران والمواقف المخالفة للقران
السيد حسين بدر الدين الحوثي
الشعار سلاح وموقف صـ11 ـ 12.
أنت تستطيع أن تعرف المواقف التي هي منسجمة مع القرآن، أو مواقف مخالفة للقرآن، من قبلك أنت ومن قبل آخرين، أنت ستعرف المواقف التي هي متفقة مع القرآن الكريم وتطبيق لآياته، من المواقف التي تعتبر رفض للقرآن الكريم, ونأخذ دروس أو تعليمات من الأمريكيين أنفسهم، إذا لم نكن إلى درجة أن نفهم من كتاب الله، تفهم من تصرفات الأمريكيين أنفسهم, لاحظ كيف نحن مثلاً نقول: الناس ضعاف ما بأيديهم شيء, مهذي معنا؟ ما معنى شيء ولا.. ولا.
طيب لماذا السفير الأمريكي عندما يخرج يحسب ألف حساب للأسلحة التي يراها أمامه في سوق الطلح، مع أنه يعلم أن عنده صواريخ عابرات القارات، عندهم طائرات، وكل أسلحتهم متطورة من أرقى الأسلحة، عندهم قنابل نووية, هل الأمريكي عندما يرى البنادق تلك مركَّز في دكاكين في سوق الطلح، هل هو يمر من عندها ولا يبالي؟ أو يرى ألغام، ويرى قنابل يدوية، ويرى مواصير آر بي جي، وأشياء من هذه, هل هو يمر من عندها ولا يفكر فيها، يقول: نحن عندنا صواريخ، وعندنا طائرات، إيش با تجي هذه… يحسب ألف حساب لهذا.
نأخذ عبرة من هذا، نأخذ عبرة من هذا, حتى تفهم بأن منطقك أنت عندما تقول: [مهذي معنا مهذي جهدنا نعمل!] إنك أنت غبي, إذا أنا أقول هكذا فأنا غبي, الأمريكي يرى بأن هذه الأشياء تعمل ألف شيء, أن يكون هناك عند اليمنيين أسلحة من هذه الأسلحة الخفيفة ستعيق, ستجعل من هؤلاء الناس ناس قابلين على أن يعيقوا هيمنة أمريكا عليهم, ولو كانت تمتلك صواريخ، وتمتلك قنابل نووية، وتمتلك طائرات، ودبابات، وأشياء من هذه.
فتصرفه شاهد على أن باستطاعة الناس أن يعملوا شيء، وبهذه الأسلحة العادية التي معهم التي يراها أمامه في سوق الطلح, وما هو مثلنا غبي, يمر ويقول: [إيش با يجي هذا البندق ونحن معنا صورايخ, يرمي بطلقة واحنا معنا قاذفات صواريخ] هم يحاولوا أن يبعدوا الأشياء هذه؛ لأنهم يعرفوا أنها ستشكل عائق أمامهم.
تجد العربي مننا يقول: [مهذي معنا، مهذي با يجي بندقي أمام كذا] أليس هكذا منطق الناس؟ [مهذي با يجي منطقنا حين نقول: الموت لأمريكا، مهذي با يجي بندقي أمام أمريكا مهذي مهذي..] ينتهي القرار بعد قائمة من مهذي مهذي إلى أنه ما هناك حل إلا أن نقبل كل شيء ونستسلم ويجي ما جاء، ضد ديننا وضد بلادنا, ولا نبالي.
ولهذا مما يؤسف أن يكون اليهود أصبحوا أكثر وعياً, أكثر إدراكاً, أكثر فهماً, وأكثر قدرة على التخطيط منا وعندنا كتاب الله، والأحداث أمامنا ماثلة، الأحداث أمامنا ماثلة، نسمع التلفزيون ينقل كل شيء، الصحف، الإذاعات, ولا نحسب حساب المستقبل، أنه ربما هؤلاء في الأخير يريدوا فعلا أن يهيمنوا علينا, يريدوا فعلا أن يذلونا ويقهرونا ويغيروا ثقافتنا الدينية، وينشروا الفساد, سينشرون الخلاعة على أرقى مستوى، ينشرون الخمور, والمخدرات, الفساد بكل أنواعه.
وحتى يصبح الإنسان الذي يحاول يستنكر يكون قد هو نفسه نكر أن يستنكر, من يستنكر انتشار الفساد، في الأخير سيصبح عندهم نكر هو عند الناس, ولو مازالوا يتحركون في أوساط الناس، يجعلوا القضايا طبيعية والفساد لا تعترض على أي شيء, إذا أنت تشتي تصلي سير صلي ما لك حاجة من أحد.! لا.. في القرآن الكريم ما هو هكذا منطقه، أن بإمكانك أن تتجه في أعمالك هذه، وما أنت مسئول عن أي شيء آخر.
هم قديرين على الخداع، الله ذكر عنهم في القرآن الكريم أنهم يلبسون الحق بالباطل {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}(آل عمران: 71) يتكلم عن اليهود بشكل عام, تجد الرئيس الأمريكي في شهر رمضان قالوا: جمع عائلات من أجل يعمل لهم مائدة إفطار, ودعا مسلمين من داخل أمريكا من جاليات! يعني حتى يقولوا إنه ما عنده توجه لمحاربة الإسلام, إنما محاربة الإرهاب، وأن حربهم للعراق لا يعني حرب للإسلام، خداع هذا, خداع, خداع.
لأنك تجد الواقع يختلف عن منطقه، الواقع يختلف عن منطقه، لماذا اختلف موقفهم من كوريا الشمالية عن موقفهم من العراق، ما هو أختلف, كوريا أعلنت أن عندها برنامج نووي، عندها أنها قد صنعت فعلاً قنابل نووية، لماذا ما يحاولوا يضربوها؟ يحاولوا يحلوا الإشكالية ويعطوها مساعدات، ويحاولوا عن طريق الحوار والعمل الدبلوماسي كما يسموه.
أما العراق ما بلا يتهموه هم أن عنده أسلحة دمار , يسموها, ما بلا يا الله يحاولوا كيف يعملوا مبرر لضربه. قال يجي مفتشين يفتشوا، وبدون شروط، وبدون أي قيد، قالوا هذا كلام خداع، يقولون: إن العراق مخادع، ما بلا فوقه, ويجهزوا الحشود العسكرية والقطع الحربية والبحرية إلى المنطقة، حتى أصبحوا جاهزين للضربة, جاهزين للضربة، يحاولوا أن لا يصل القرار إلى مجلس الأمن الذي عمله المفتشين، ثم بعد ما وصل قرارهم إلى مجلس الأمن، يحاولوا أن يكون بالشكل الذي يكون فيه ثغرة، عندما يرجع المفتشين عندما يدخلوا، احتمال كبير أنهم هم يعملوا عائق، المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تعمل أي شيء، عائق أمام المفتشين عائق يخليهم يعودوا حتى يقولوا: إذن خالف.
وهم قالوا هكذا: أن أي إعاقة لعمليات التفتيش يعتبر ملغي للقرار، يلغى القرار يعني أن نضرب، جاهزين وبسرعة يريدوا أن يضربوا، قد ينزلوا وقد يعملوا أي عائق هذا إذا بقيت القضية حتى ينزلوا.
طيب ما هو العراق وحده، كلام على اليمن، كلام على السعودية، على لبنان، على سوريا، على إيران، على مصر على المنطقة كلها، تهديد للمنطقة كلها, وفي الأخير يقول لك: ما هناك حرب، مع أنه هو قال كلمة في البداية، أنها تعتبر حرب صليبية ثم تداركها فيما بعد, [هذه بداية حرب صليبية]، أول ما بدءوا يتحركوا ضد أفغانستان, يخادعوا من أجل أنهم يجندوا الناس وقد عرفوا طبيعة الناس, الناس الذين ما عندهم فكرة عملية يتشبثون بأي مبرر، يتشبثون حتى بأي خداع من جانب عدوهم، يخدع.
إذا هناك توجه عملي يكون الإنسان عارف أن هؤلاء مخادعين، وسيرى أن الواقع في أعمالهم يخالف ما يقولوه، في الواقع أنما يقولوه إنما هو خداع، مثلما هم يقولون: أن العراق مخادع, عندما يقول ترجع لجان التفتيش وبدون أي شرط وبدون أي قيد. قالوا ما بلا خداع، يعني امتثاله بهذا الشكل إنما هو مناورة وخداع.
القرآن الكريم تكلم كثيراً عن اليهود والنصارى, وشرح في أكثر من سورة, شخّصهم, بيّن كيف نفسياتهم، كيف تصرفاتهم، كيف نظرتهم للمسلمين أنهم أعداء، أنهم يريدون أن يضل الناس، ويضلوا الناس ما يودوا أي خير للناس، القرآن فيه كلام كثير، وجعل الحكم الذي يجب على المسلمين أمامهم, الذي صرح به في سورة التوبة: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(التوبة: 29) ما هذا صريح في سورة التوبة، في حديثه عن أهل الكتاب، {مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ}، أهل الكتاب اليهود والنصارى، {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.
هذا موقف القرآن بالنسبة لهؤلاء, بعدما تصبح القضية إلى أنه لا يعد يسمح لك مسلمون, ويعارضوك أن لا تتكلم كلام, ما قد هو قتال, كلام عن اليهود والنصارى, وتمنع الأوراق التي فيها: [الموت لأمريكا والموت لإسرائيل]، والله أمر بالقتال, وليس فقط الكلام, يقوم يعارض أن لا تكون هناك كلمة ضدهم, والموقف الإلهي منهم هو هذا، من أهل الكتاب: القتال لهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون؛ لأنهم أعداء وسيتحركون كلما ملكوا إمكانيات.
طيب الحديث عن هذا الموضوع نفسه، لا يتصور أي إنسان بأنه موضوع زيادة على ما نحن مكلفين به من جهة الله, يقول واحد: الكلام أو التحرك في هذا المجال إنما هو زيادة, فضلة، وكل واحد يصلِّ ويصوم وما له حاجة! ليس صحيحاً، ليس صحيحاً.
الإنسان المسلم ملزم بالقرآن الكريم, المسلمون ملزمون بالقرآن الكريم، بتوجيهاته بأوامره، تجد الأوامر بأن يكون الناس أنصار لدين الله، أن يكونوا أنصاراً لله، أن يكونوا قوامين بالقسط، أن يكونوا آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، أن يجاهدوا في سبيل الله، أن ينفقوا في سبيل الله, ما هي أوامر صريحة داخل القرآن الكريم؟ مثل الأوامر التي فيها: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}(النور: 56) {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}(آل عمران: 97) {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}(البقرة: 185).