نص: خطاب السيد عبد الملك الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة للعام 1438هـ.
نص الخطاب:-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين،
وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين، الهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد،
وارضى اللهم برضاك على أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في هذا اليوم نستذكر ذكرى مهمة في تاريخ مسيرتنا القرآنية هي ذكرى يوم الصرخة في وجه المستكبرين، وقبل أن نتحدث عن هذه المناسبة، نتحدث كمقدمة مهمة، نتحدث عن مقدمة مهمة نصل من خلالها إلى الموضوع الرئيسي للمناسبة، من المعلوم أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 حرصت أمريكا على توظيف هذه الأحداث وجعلت من خلالها غطاءً تتحرك من خلاله ضمن مرحة متقدمة ومخطط لها لاستهداف عالمنا الإسلامي ومنطقتنا العربية، والأهداف الأمريكية التي جعلت من عنوان الإرهاب غطاًء للتحرك لتحقيقها وللوصول إليها هي أهداف خطيرة جداً، معلوم أن في مقدمة هذه الأهداف هو الاستعمار الجديد لعالمنا الإسلامي، السيطرة المباشرة على منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي، وتقويض كِيان العالم الإسلامي من دول وشعوب وبعثرتها وسحقها والاستحواذ على مقدراتها وثرواتها وخيراتها وإنهاء الكِيان الإسلامي ككِيان بشكل نهائي، وهدفٌ في مستوى هذا الهدف له خطورة كبيرة جداً على عالمنا الإسلامي وهو بالتأكيد هدفٌ رئيسٌي جُعل عنوان الإرهاب غطاء له لا أقل ولا أكثر، في مقابل هذا التحرك الكبير من جانب أمريكا بهذه الأهداف الخطرة جداً، كيف كان الموقف في عالمنا الإسلامي وفي منطقتنا العربية، أغلب الأنظمة في الواقع العربي وأغلب الأنظمة في الواقع الإسلامي عموما كان موقفها موقفًا سلبيًا جداً لا يمكن أن نقول عنه أنه صحيح ولا أنه سليم بأي اعتبار من الاعتبارات، توجهت معظم الأنظمة في المنطقة العربية في العالم الإسلامي معظمها إلا القليل توجهت نحو الإذعان لأمريكا ونحو التسليم لأمريكا ونحو الاسترضاء لأمريكا بالاستعداد التام والطاعة المطلقة لتنفيذ ما تطلبه منها أمريكا وتنفيذ السياسات والتوجيهات والأوامر الأمريكية أيا كانت وكيفما كانت وبكل ما يمكن أن يترتب عليها من نتائج، وبالتأكيد سياسات أمريكا التي تريد من الأنظمة في منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي تنفيذها ومطالب أمريكا التي تريد من أنظمة وحكام بلداننا تحقيقها ماهي إلا مطالب وإلا أهداف وإلا سياسات وإلا توجيهات تسهل لأمريكا مهمتها في السيطرة المباشرة وفي ضرب هذه الأمة، بمعنى أن الاستجابة من جانب الأنظمة في المنطقة لأمريكا وسعيها لاسترضاء أمريكا من خلال طاعتها لها لم تثمر ثمرة إيجابية لأن تغير أمريكا سياستها نحو المنطقة أو أن تلغي أهدافها الحقيقة التي تتحرك تحت غطاء الإرهاب لتنفيذها فتحول توجهها نحو استعمار المنطقة ونحو احتلال المنطقة ونحو السيطرة المباشرة على المنطقة وكذلك نحو ضرب الأمة ضربةً قاضية وإنهاء هذا الكيان الإسلامي من الأساس، لا لم تغير هذا التوجه ولم تغير هذه السياسة، إنما تجعل من هذه الاستجابة الرسمية في الواقع العربي وفي معظم العالم الإسلامي وسيلةً تسهل الوصول إلى هذا الهدف وتحقق النتائج المطلوبة بأقل كلفة هذا واضح وسنتحدث عنه بعد قليل إن شاء الله في أثناء الكلام أكثر فأكثر، أيضا على مستوى الواقع الشعبي، كيف كان الموقف الشعبي لمواجهة هذا التحرك الأمريكي؟ من المعلوم أن كثيرا من شعوب بلدان المنطقة كان موقفها لا يتجاوز الحيرة، الاستسلام، الجمود، الانتظار للمجهول بمعنى لم يقابل التحرك الأمريكي بكل ما حوله وبكل ما معه من قوى ودول، الدول الغربية إسرائيل إلى غير ذلك، وبكل ما يشكله من خطورة كبيرة علينا كشعوب لم يقابل ولم يواجه بالتحرك الطبيعي المفترض الذي تفرضه المسؤولية، المسؤولية الدينية، والمسؤولية الإنسانية، والمسؤولية الوطنية والمسؤولية بكل الاعتبارات، انعم هذا الموقف لدى معظم الشعوب لعدة عوامل، كثير من الشعوب في بلدان المنطقة تخضع في مواقفها وفي تحركاتها وحتى في نظرتها ورؤيتها تجاه الأحداث والمتغيرات تخضع بشكل كامل لمواقف حكوماتها وسلطاتها، بمعنى الواقع القائم لدينا كعرب وفي واقعنا الإسلامي في معظمة أن الحكومات، أن الدول، أن الأنظمة تسيطر سيطرةً مطلقة على شعوبها فشعوبها لا تمتلك أن تفكر بغير ما يفكر به الحاكم والزعيم والرئيس أو الملك إلى آخره، لا تستطيع أن ترى إلا بعينه إلا برؤيته أن تفكر إلا بتفكيره أن تتكلم إلا بما يريد أن يكون لها موقف إلا الموقف الذي يحدده لها أيا كان، ولا تمتلك حتى أن تستقرئ الوقائع والأحداث وأن تطلع على خلفياتها وعلى أهدافها وعلى نتائجها إلى آخره، لا، حالة من التبلد السياسي وحالة من التبلد في قراءة الأحداث والمتغيرات على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي وهذه حالة قائمة في بعض دول الخليج وفي بعض بلدان المنطقة أن الشعوب فيها مسلوبة الإرادة ومسلوبة القرار مسلوبة التفكير لا تمتلك تفكيرًا حرًا ومتحررًا ومستقلًا لقراءة الأحداث والمواقف، وممنوعة عن اتخاذ أي موقف
لتصفح وتنزيل نص الخطاب اضغط على الرابط التالي :-