ولى زمان الانبطاح. بقلم/ فيصل الهطفي.
| مقالات | من جرح ينزف دما ومن أشلاء تقطعت وصلا ومن قوة أسير ذبح وأخر بالرصاص قتل ومن زغاريد تعالت
من فم أم الشهيد مستبشرة بتقديمها فلذة كبدها قائلة أهلا ياولي الله رافعة أكفها للسماء اللهم تقبل منا هذا القربان .
من مسجد تهدمت أركانه وقصفت منارته وأختفى منه صوت التكبير والاذان نتيجة لقصف طائرات العدوان ومن مصحف أحرقت صفحاته.
من مدرسة خالط جدرانها وتكسرت مقاعدها وأصبح طلابها يذرفون الدمع حزنا على مدرستهم التي جمعتهم وبالمعارف زودتهم يبحثون لهم عن شجرة تقيهم حر الشمس ليواصلوا تعليمهم ومن بيت دفن ساكنيه تحت ركامه وجامعة تحولت الى خراب ومصنع دمر وطريق ضربت فاعاقة المارة والمسافرين .
من صالة عرس تحولت عزاء وصالة عزاء تفرع منها الف عزاء ومن مطار قصف وميناء دمر وشعب حوصر جوا وبرا وبحرا.
من صرخة بطل يرفعها وهو ماض لدك تحصينات العدو وثكناته يفترش الأرض ويلتحف السماء ويأكل مع الوحوش حاملا سلاحه وعتاده ومصحفه واثقا بربه طلق حياة الذل والخنوع متسلحا بالإيمان والصمود يزلزل الأرض من تحت أقدام العدو وبولاعته قضى على فخر الصناعات.
عامان والثالث قد مضت منه أشهر ومازال الشعب صامدا هامته فوق السحاب مرتفعة لم تنحني إلا لله ، ومع كل هذا جراح والم حصار ودمار تطفو على السطح أصوات تدعوا للانبطاح وتريد من هذا الشعب أن يمدوا رقابهم للجلاد مقابل دراهم معدودة أجرة جلوسهم وتقاعسهم وتأمرهم ضاربين بتضحيات هذا الشعب عرض الحائط ناسين دماء الشهداء وأشلاء الجرحى.
فمالم يحققه العدو بالقصف والحصار والمواجهة ومالم يحلم به ولد الشيخ وأسياده جاء من يقول هاكم الحديدة ومينائها وسواحلها تفضلوا على طبق من السكر تفضلوا أيها الغزاة سنتاجر معكم بدماء أبناء هذا الوطن الذي منحنا ثقة أهله ساكتين وغاضين الطرف عمن يقود المرتزقة ضد هذا الشعب وفي غرف الرياض المغلقة متآمر أهله فإذا ماظهر صوت يرفض الانبطاح ضج من قد أستلم ثمن المبادرة ليحيل الشريف للمسائلة القانونية ليسلبوه حصانته ناسيا أن اعادة الشرعية له جاءت من أجل أن يكون له صوت قوي في وجه العدوان (والله مخرج ماكنتم تكتمون )صدق الله العظيم.
فنصيحة شعب عشق الشهادة والاستشهاد لكل من مد يدالخيانة والعمالة أن يراجع حساباته ويغير مواقفه وقبل أن يسقط في مستنقع الخيانة والعمالة وقبل أن يلفظه هذا الشعب كما يلفظ البحر الميته ثم يدون في صفحات التاريخ السوداء فالتاريخ لن يرحم الجبناء والمتآمرين.
أن أبناء اليمن ليسوا قاصرين ومحتاجين الي وصاية أحد فهم أهل الإيمان والحكمة قوم أيمانهم بالله قوي ورجالهم رجال البأس والشدة.
وليفهم من أراد الأنحناء والخنوع أن زمن الذل والخنوع والانبطاح قد ولى وأن هذا الزمن هو زمن النصر والتمكين والغلبة لأولياء الله.
فمبادرة الأحرار والشرفاء هي أن يخرج الغازي والمحتل من هذا البلد ويتركوا التدخل في شأنه الداخلي فابناء اليمن أخوة وسيحلون مشاكلهم بأنفسهم وبدل من التدخل في شأن اليمن يحركوا طوائرهم وبوارجهم والياتهم العسكرية الي فلسطين ليحرروها من دنس اليهود المحتلين ويفكواأسر بيت الله المسجد الأقصى من أيادي اليهود ليعود الاذان فيه من جديد وينعم الفلسطينيين بأداء شعائرهم فيه..
لكنهم وايم الله أجبن من أن يتفوهوا بكلمة أمام اليهود ..آلا.. فهم ليكونوا كذلك ان شاءوا…!!!
أما نحن فماضون للدفاع عن أنفسنا وكرامتنا وديننا وسنكون عونا للمظلومين بأرادة قوية وعزيمة لاتلين.