شعارُ الصرخة يُعانِقُ قبّةَ الصخرة. بقلم/ زيد البعوه.
| مقالات | لا شَكَّ ولا ريبَ أن الصرخاتِ والتكبيراتِ التي انطلقت من حناجر اليمانيين في مسيرة الصرخة نحو الأقصى عانقت قُبّة الصخرة، وآنست وحشتَها وبعثت فيها الأمل، لما لا؟! وهي صرخاتُ الصادقين المجاهدين الصامدين الذين يواجهون طواغيتَ العالم اليوم وينتظرون الفرصةَ بلهفة وشوق لملاقاة العدو الصهيوني في ميدان المعركة وجهاً لوجه في المستقبل القريب ليحتدمَ الصراعُ ويعلوَ غُبارُ المعركة الفاصلة التي سيرتفعُ فيها هتافُ محمد في غزوة الخندق (برز الإيمان كله للشرك كله) ويتحقق وعد الله (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ).
من يوم القدس العالمي إلى ذكرى الصرخة مسيراتٌ كبرى ليس لها حدودٌ لم تستوعبها صنعاءُ ولا صعدةُ وبقية المحافظات اليمنية رغم مساحتها الواسعة، يخرُجُ الملايين من أبناء اليمن الميمون يحملون قلوبَهم على أكفهم، وقد غرسوا في داخلها حُبَّ الأقصى، ورسموا على جدرانها قبّة الصخرة واقسموا على أنفسهم أن لا تنحصرَ مواقفُهم على المسيرات الجماهيرية فقط من أجل نُصرة القضية المركزية للأمة العربية والإسْلَامية قضية فلسطين والأقصى مسرى رسول رب العالمين، بل سيواصلون مشوارَهم الثوري والجهادي في مواجهة طواغيت الأرض وعلى رأسهم حفَدة القردة والخنازير.
وتزامناً مع ذكرى الصرخة المعروفة التي يصرُخُ بها الشعبُ اليمني منذ أَكْثَـر من 15 عاماً، الصرخة التي هزت عروش المستكبرين وحددت موقفَ المستضعفين، الصرخة التي عبّرت عن مواقف الشعوب من أَعْدَاء الأُمَّة والتي يُحيي ذكراها اليمنيين في هذه الأيّام، حيث تزامن ذلك مع تصعيد صهيوني واقتحامات متواصلة للمسجد الأقصى ومنْع الصلاة فيه وإغلاق جميع أبوابه، فكانت الصرخة موقفاً وسلاحاً رفعه الشعب اليمني في وجه العدو الصهيوني بالموت لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود قبل اقتحام الأقصى وبعد منْع الأذان وإغلاق أبوابه هي الموقف الحكيم والصائب الذي أثبتت الأيّام أن الإعدادَ النفسي والمعنوي والمادي والعسكري واتخاذ مواقف واستباق الأحداث ومواجهة الخطر قبل أن يستفحلَ هو الموقفُ الصحيح والمُجدي والمؤثر، وهذا ما تفعله الصرخة ورجالها اليوم.
لقد أثبت الشعبُ اليمني ولا يزال يُثبِتُ أنه شعبٌ طغى عليه الوعيُ والبصيرة، كما طغت الذلة والتيه على الكثير من أبناء هذه الأُمَّة، وعلى الرغم من الحرب الكونية التي تُشن ضد هذا الشعب إلا أنها لم تزده إلا صلابة وقوةً ووعياً وبصيرةً ومواقفَ يسطرونها تذهل العدو والصديقَ ليس من أجل أنفسهم، فقد تجاوزوا الأنانية واعتصموا بحبل الله في زمن تعلَّق فيه الكثير بحبل الشيطان ليقودَهم إلى قعر الجحيم في الآخرة وإلى الذل والهوان في الدنيا.
أطل السيدُ القائدُ اليماني عَبدالملك بدر الدين الحوثي بعد أن كان آخر خطاب له في يوم القدس العالمي ليُلقيَ خطابَ ذكرى الصرخة وتحدث فيه عن المستجدات التي أبرزها ما يحصلُ في فلسطين وتحديداً في المسجد الأقصى الشريف، ودعا الشعبَ اليمني العظيمَ إلى الخروج في مسيرات صاخبه وكبيرة؛ تضامناً مع الأقصى ونُصرةً لفلسطين بعد أن حذَّر العدوَّ الصهيوني ونبَّهه أن الشعبَ اليمنيَّ سيكونُ حاضراً في أية معركة قادمة في الأقصى أَوْ في جنوب لبنان، وهو على يقين أن الشعبَ اليمنيَّ سيستجيب وسيفرَحُ بهذه الخطوة التأريخية والجبَّارة وخَرَج الشعبُ وصَرَخَ بأعلى صوت: الموت لإسرائيل واللعنة على اليهود الذين يدنسون الأقصى ويمنعون المسلمين من الصلاة والأذان.
وفي هذه الظروف الحساسة ورغم ما يعانيه الشعبُ اليمني؛ بسبب العدوان السعوديّ الأمريكي وفي ذكرى الصرخة، وتزامناً مع ما يحصل اليوم في فلسطين من قبل العدو الصهيوني الذي أغلق أبواب المسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من الصلاة والأذان وسمح للمستوطنين الصهاينة باستباحة حُرمته الشريفة يخرج اليمنيون ليُحيوا ذكرى صرختهم يكبّرون الله كثيراً حتى تصلَ صدى صرخاتهم وتكبيراتهم إلى مكبرات الصوت التي تعلو مئذنة الأقصى كرسالة مفادها كلنا فلسطين وكل ساحاتنا الأقصى وكل صرخة نطلقها هي بمثابة عهدٍ لمسرى الرسول بأننا قادمون لتحرير الأقصى مهما طال الزمان ومها كانت الظروف.