جرائمُ النظام السعوديّ تكشِفُ حقيقة العالَم الوحشية! بقلم/ عبد الغني العزي
| مقالات | بعد كُلّ جريمة يرتكبها ضد الإنْسَانية وبعد كُلّ إبادة للمدنيين البسطاء يتلذذ باقترافها عتاولة الإجرام السعوديّ الإماراتي والتي ليس آخرها مجزرة محضة بمحافظة صعده يكون البعض منا متطلع إلى صحوة ضمير أُمَمي أَوْ دولي هنا أَوْ هناك أَوْ تغير في المواقف لا سيما من أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنْسَان قد تتراءى في الأُفق الدولي المظلم والأسير للمال السعوديّ ولكن دون جدوى حتى ولو تكرر التطلع مرة أَوْ مرتين فإنه لا محالة يعود خاسراً وهو حسير ليس على الدماء والأشلاء التي تتناثر على امتداد رقعة الوطن العزيز بأيادي وآلة آل سعود ومن لف لفهم فحسب، بل وعلى الخذلان الدولي والأُمَمي وخَاصَّة الحقوقي والإنْسَاني الذي بات اليوم شريكاً أَسَاسيّاً في ما يرتكبه النظام السعوديّ من جرائم ضد الإنْسَانية في اليمن..
إن المرحلة الحرجة والمؤلمة التي يمر بها الشعب اليمني ورغم فداحة ما يجري من تآمر وما يحدث من جرائم قد أماطت القناع عن العديد من الوجوه التي كنا نراها على غير حقيقتها، وكشفت العديد من المواقف التي لم نكن نتوقعها وأظهرت العالم المتقدم الذي كنا نتغنى طول السنوات الماضية بديمقراطيته وإنْسَانيته وبحرصه الشديد علَى القوانين والمواثيق الدولية أظهرته علَى حقيقته التي غابت عنا طويلاً، بل لقد بات جوهر هذا العالم مكشوفا وعاريا من هول ما ارتكبه النظام السعوديّ من جُرم في حق الإنْسَانية والديانات السماوية والمواثيق الدولية في اليمن بل لقد ظهر جوهر العالم المخفي فكانت الوحشية والتآمر والإجرام هي سماته الحقيقية وأن ما كان ظاهراً للعيان من ادّعاء وتصنُّع لم يعدو كونه قشوراً فقط يتوارى خلفها جحيم الإجرام ووحشيةُ التآمر وبشاعةُ المبادئ وإلّا كيف بالله عليكم يتم التضامن مع حيوانات بلدان إن تعرضت لخطر ويتم التغاضي عن جرائم ضد الإنْسَان في بلدان أُخْرَى وخَاصَّة بلادنا..
إن وحشية العالم التي كشفتها المواقف من جرائم النظام السعوديّ الإماراتي في اليمن وأظهرها التغاضي المفضوح عن الانتهاكات المستمرة لآدمية الإنْسَان اليمني باتت شاهدا حيا علَى جوهر العالم ووحشيته التي تتجلى يوماً بعد آخر لا سيما وأن الجرائم المرتكبة ترتقي إلى جرائم حرب يجب محاكمة مرتكبيها والمتسببين في حدوثها وارغامهم للمثول أمام العدالة التي غابت عملياً عن الجرائم السعوديّة وانكمشت مبادئها أمام المال السعوديّ..
وبهذا يجب علَى من لم يزل لديه ادني امل أَوْ ذرة تعويل علَى صحوة قد تنبثق في هذا العالم الوحشي أَوْ لدى ادعياء الحقوق والحريات والمنظمات لتنتصر للمظلومين أن يغير نظرته اليهم ويراهم علَى حقيقتهم كون هؤلاء الادعياء مجرد أغطية بل وَشركاء فعليين في سفك الدم اليمني وفي قتل النساء والأطفال جنباً إلى جنب مع آلة القتل السعوديّ الإماراتي..
حقائقُ كشفتها الأحداث وبيّنتها المواقف وأكدتها بشاعة الجرائم السعوديّة في اليمن ولم نقُل ما قلنا تطرفاً أَوْ تجنياً أبداً؛ لأننا لم نجد موقفا إيجَابيا ولا بارقة امل من مكونات العالم بما فيها الأُمَم المتحدة تساند الضحايا وتقف في صفهم، بل وجدنا مواقفَ تساند القاتل تقف في صفه وتبرر مجازره، وفي أحيان كثيرة تدين الضحايا والقتلى والمشردين، وليس ابلغ من هكذا مواقف تؤكد وحشية العالم وتفضح إدعاءه المزيف..
وعلَى ما سبق يجب أن لا يلتفت الشرفاء الوطنيون إلى هذا العالم الوحشي بل وأن يتم رفض التعامل معه على أَسَاس أنه حامي الديمقراطية وداعي الحقوق والحريات وراعي الإنْسَانية من خلال التشريعات التي يتم المزايدة بها عبر أبواق الإعلام..
تغاضٍ وصمت وجرائم ضد الإنْسَانية كشفت حقائق كانت غائبة وأظهرت وحشية عالم ظل متخفيا وراء دعاوى مزيّفة.
وستستمر جرائم آل سعود في اليمن تؤكد عبر الأجيال وحشية العالم وشراكته في سفك الدم اليمني..