العرب مقبلون على ولاية امر يهودية.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
حديث الولاية صـ1.
من المفارقات العجيبة أن تأتي هذه الذكرى والأمة الإسلامية والعرب بالذات مقبلون على فرض ولاية أمرٍ من نوع آخر، ولاية أمر يهودية، ولاية أمر صهيونية؛ كي تعلم الأمة كم كانت خسارتها يوم أن رفضت إعلان ولاية أزكى وأطهر وأكمل شخص بعد نبيها في مثل هذا اليوم، فهاهي اليوم, ها هي اليوم تقف باهتة، تقف عاجزة تنتظر بدلاً عن علي [شارون]، تنتظر بدلاً عن محمد ليعلن تنتظر [بوش] ليعلن هو من الذي سيَلِي أمر هذه الأمة، إنها لمأساة حقيقية أيها الإخوة.
ونحن عندما نحيي هذه الذكرى، عندما نحيي ذكرى إعلان ولاية الإمام علي (عليه السلام) فإننا نعلن أن الدين – حسب مفهومنا ووفق رؤيتنا وعقيدتنا – أنه دين ودولة، أن الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لم يغادر هذه الحياة إلا بعد أن أعلن للأمة من الذي سيخلفه. وهذا هو موضوع هذا اليوم.
ففي مثل هذا اليوم من السنة العاشرة وبعد عودة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) من حجة الوداع مع عشرات الآلاف من جموع المسلمين وقف في وادي [خُم] – منطقة بين مكة والمدينة وهي أقرب ما تكون إلى مكة – بعد أن نزل عليه قول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}(المائدة:67).
بعد نزول هذه الآية، وفي وقت الظهيرة، في وقت حرارة الشمس، وحرارة [الرَّمْضَاء] أعلن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لمن تقدم أن يعودوا, وانتظر في ذلك المكان حتى تكامل الجمع، وبعد ذلك رُصَّتْ له أقْتاب الإبل ليصْعَدَ عالياً فوقها؛ لتراه تلك الأمة – إن كان ينفعها ذلك – لتراه, لتشاهده, وهي تعرفه بشخصه، لترى علياً يد رسول الله رافعة ليده وهي تعرف شخص [علي]، ومن فوق تلك الأقتاب يعلن موضوعاً هاماً، يعلن قضية هامة هي قضية ولاية أمر هذه الأمة من بعده (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).