نص كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة يوم الولاية 1438هـ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وسائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمني المسلم العزيز، أمتنا الإسلامية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يحتفل شعبنا اليمني مع كثير من المؤمنين في شتى أقطار العالم في هذا اليوم المبارك بمناسبة عظيمة لها شأنها الكبير ومنزلتها الرفيعة في الإسلام، هذا اليوم الذي عرف بيوم الغدير هو يوم الولاية، اليوم الذي أعلن فيها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله على رؤوس الأشهاد في غدير خم ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وهذه المناسبة اعتاد شعبنا اليمني عبر الأجيال أن يحتفل بها على نحو متميز، وأن يستقبلها بحفاوة كبيرة، فعادة يتجمع الأهالي يتجمع الناس في المناطق في القرى، في المدن، في كثير من المناطق ويحيون هذه المناسبة بالكلمات وكذلك بالقصائد الشعرية، بالزوامل الشعبية إلى غير ذلك، ويجعلون منها مناسبة فرح، ومناسبة يستبشرون بها ويتوجهون فيها إلى الله سبحانه وتعالى بالشكر، ويؤكدون فيها كذلك ولاءهم للإمام علي عليه السلام، ولهذه الذكرى أهمية من جوانب كثيرة، ومن أجمل ما حافظ عليه شعبنا اليمني من موروثه الإيماني والديني بسبب أصالته والتزامه بهذه الأصالة واستمراريته على هذه الأصالة، احتفاله بهذه المناسبة بالرغم من محاولات الكثير جدا من القوى التكفيرية الوهابية إلى السعي لإلغاء هذه الفعالية وهذه المناسبة فيما مضى على مدى سنوات، ولكنهم فشلوا لأن شعبنا اليمني إنما يحييها امتدادا لأصالته المبدئية ووعيه العميق وإيمانه الراسخ بالمبادئ التي يحملها.
الاحتفال بهذه المناسبة له أهمية من جوانب كثيرة، واليوم هو يوم عظيم في الإسلام، يوم له شأن كبير، ليس هناك ما يمكن أن يقدم لنا ويبين لنا ويكشف لنا عن مستوى أهمية هذا اليوم، عظمة هذا اليوم وجلالة قدر هذا اليوم في الإسلام مثل قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، هذه الآية الكريمة، هذا النص القرآني العظيم، كان في يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة في المناسبة نفسها، في الحادثة نفسها، يوم البلاغ التاريخي العظيم الذي بلغه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله على روؤس الأشهاد في الأمة الإسلامية يبقى بلاغا تتناقله الأجيال إلى قيام الساعة، هذا اليوم له هذه العظمة له هذه الأهمية، له هذه المكانة، له هذه القيمة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، في الميزان الديني، في الاعتبار الديني في القيمة الدينية، وهي الأساس بالنسبة لنا كمسلمين باعتبار هويتنا الإسلامية، بهذا الاعتبار، بهذا الميزان، من هذا المنظور لهذا اليوم هذه الأهمية الكبيرة، يوم أكمل الله فيه الدين، لكل ما لهذا اليوم من أهمية جدا، ويمكن للكلام أن يطول جدا حول هذه النقطة بالذات لو اتسع الإنسان، لكن مثل هذا الكلام لا يتسع له محاضرة أو كلمة، أو ما يلقى في فعالية أو مناسبة، هذا يقدم في دروس، في محاضرات، يوم أكمل الله فيه الدين، وأتم فيه النعمة، وارتضى لنا فيه الإسلام دينا بعد أن أكمله وأتمه، بكمال الدين وبتمام النعمة نحتفل في هذه الذكرى، نبتهج بهذه الذكرى، وحق لأمة تعي قيمة الدين، قيمة الإسلام، عظمة النعمة الإلهية بالهدى والإسلام، بما فيه من مبادئ بما فيه من قيم، بما فيه من نهج قويم، تصلح به حياة البشرية إن تمسكت به، إن سارت عليه، إن التزمت به يبني واقعها على نحو فريد ومتميز يكفل لها العزة والخير والسعادة والفلاح في الدينا والفوز والنجاة يوم القيامة، فلذلك يحق ليوم له هذا الشأن له هذه الأهمية، له هذه القيمة، يوم إكمال الدين، يوم تمام النعمة أن نبتهج به، أن نشكر الله سبحانه وتعالى ونعترف له بعظيم النعمة والمنة حتى لا نكون من الجاحدين، من الكافرين بنعمه، من المتجاهلين بفضله، من الذين لا يلتفتون إلى ما قدمه لنا، وأنعم به علينا وأتاح لنا في هذه الحياة، في هذا الوجود، بما يكفل لنا إن نحن تفاعلنا وأقبلنا وارتبطنا وانسجمنا وتفاعلنا كما ينبغي يكفل لنا الخير كل الخير، والفوز كل الفوز والفلاح كل الفلاح.
شعبنا اليمني هذه المناسبة بالنسبة له دخيلة وليست طارئة وليست بدعة، بل مناسبة اعتاد عبر الأجيال وتناقل عبر الأجيال الاحتفاء بها، كما قلنا لأصالته الإيمانية، يمن الإيمان، الإيمان يمان، هذا من الإيمان، هذا جانب من جوانب إيمانه، ثم الاحتفال بهذه الذكرى له أهمية كبيرة جدا لأنه عملية توثيقية وتبليغية، عملية توثيقية تتناقلها الأجيال لذلك البلاغ العظيم المهم، فهو عملية توثيق ومحافظة، حتى يبقى هذا البلاغ متنقلا من جيل إلى جيل، وتتوارث الأجيال نقله وإيصاله، فيبقى صوت النبي صلوات الله عليه وعلى آله، يبقى بلاغه ونداؤه وإقامته لله الحجة على عباده، يبقى متناقلا بين الأمة، بين المؤمنين من جيل إلى جيل، يرثه الصغار من الكبار وهكذا، عملية توثيقية مهمة وأسلوب عظيم في الحفاظ على نص من أهم النصوص الإسلامية، همن أهم النصوص النبوية من أهم المبادئ الإسلامية، ونص يلقى محاربة شرسة وحقد كبير وانزعاج كبير من قوى أخرى نتحدث عن هذا أثناء حديثنا إن شاء الله.
أما مستوى أيضا الأهمية للمحتوى، محتوى الذكرى وما كان في هذه الذكرى فكذلك مهما قلنا يبقى تعبيرنا ناقصا قاصرا وضعيفا في محدودية واقعنا البشري ومستوى قدراتنا البشرية في التعبير والبيان والفهم والاستيعاب، لكن ما هناك ما يمكن أن يقدم المسألة بمستواها، في عظمتها وأهميتها وما تدل عليه مثل النص القرآني، الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)، هذه الآية المباركة أمرت النبي صلوات الله عليه وعلى آله أمر من الله وتوجيه من الله سبحانه وتعالى أن يبلغ، يبلغ أمرا أوحاه الله إليه، له في أهميته داخل الرسالة الإلهية وفي مضمون الرسالة الإلهية وضمن التشريع الإلهي والتوجيهات الإلهية بالغ الأهمية لهذه الدرجة، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، من المدهش أن هذا التوجيه الإلهي للنبي صلوات الله عليه وعلى آله أتى في آخر أيام حياته، يعني ما قبل وفاة النبي صلوات الله عليه وعلى آله بأقل من ثلاثة أشهر، وبعد أن كان النبي صلوات الله عليه وعلى آله قد قطع الشوط الأكبر من تبليغ الرسالة بدءا بالقضايا الرئيسية في الرسالة مثلا التوحيد ومحاربة الشرك ومسائل مهمة جدا ذات حساسية جدا بين أوساط المجتمع العربي وغيره، وذات أهمية كبيرة في منزلتها في الدين وأهميتها الجوهرية في الدين نفسه، الرسول صلوات الله عليه وعلى آله طوال بعثته منذ أن بعثه الله رسولا إلى الأمة إلى العالمين، منذ بداية نشاطه التبليغي وعمله الدؤوب لتبليغ رسالات الله وإقامة دين الله، كان قد قدم معظم ما يتعلق بالشريعة الإسلامية والتعاليم الإسلامية، في ما يتعلق منها بالعقيدة الإسلامية بدءا من معرفة الله سبحانه وتعالى في كل ما يتصل بذلك، ثم فيما يتعلق بالشرع الإسلامي، الأحكام الإسلامية، الفرائض والشرائع، العبادات والمعاملات، قد بلغ تبليغا واسعا وشمل تبليغه ما تحتاج إليه الأمة من ذلك، بعد كل هذا وفي أواخر أيام حياته يأتي هذا النص القرآني الذي يأمره أن يبلغ أمرا ما، هذا الأمر لو لم يبلغه لاعتبر كما لم يبلغ رسالات الله سبحانه وتعالى في كل ما قد بلغه منها، لاحظوا، هذا هو ما يمكن أن نستوعب إن تأملنا أو تفهمنا مستوى الأهمية الكبيرة جدا لبلاغ يوم الغدير وكيف يجب أن نتعاطى معه نحن بهذه الأهمية، أن ننفتح عليه في تفهمنا وفي تأملنا، في تركيزنا بمستوى هذه الأهمية ولا نمر عليه، كنص عادي وكحدث عادي وككلام عادل لا نعطي له ما ينبغي التركيز عليه فيه والتأمل له، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، ما يتعلق الشرائع والمعاملات والعبادات قد بلغها، ما يتعلق بالمواقف بما في ذلك المواقف من أعداء الإسلام الذين حاربوه سواء في واقع المشركين من العرب أو ما يتعلق باليهود الذين حاربوا الإسلام وكانوا أعداء أشداء وألداء لهذا الدين، أو الذين حاربوه من النصارى كانت المواقف تجاههم مواقف واضحة ومعروفة ولم يكن ثمة جديد فيما يخص هذا الموضوع، فيما يخص هذا الموضوع موضوع العلاقات، موضوع المواقف من كل القوى التي تحارب الإسلام وتعادي الإسلام وتسعى لطمس معالم الإسلام، كانت المواقف واضحة منها وصريحة جدا، مثلا المواقف مع اليهود منذ مراحل مبكرة منذ بداية الصراع معهم، منذ بدايته مع بني النظير إلى آخر الأحداث مع اليهود في خيبر مثلا في السنة السادسة للهجرة إلى غير ذلك، فكل تلك المسائل، الاعتقادات، المعاملات، العبادات، العلاقات، المواقف قد تضمنها التبليغ فيما مضى في المرحلة الماضية، فبقي هناك أمر واحد، هذه الآية المباركة نزلت متى على النبي صلوات الله عليه وعلى آله، نزلت عليه في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وهو عائد من مكة إلى المدينة، في حجة الوداع، فما هو أمر الولاية ما هي حكاية الولاية ما هو نص الولاية ما هي القصة؟ النبي صلوات الله عليه وعلى آله حج ما عرف بين أوساط المسلمين في السيرة والتاريخ بحجة الوداع، بحجة الوداع، حجة الوداع كانت في العام الأخير من حياة النبي صلوات الله عليه وعلى آله، يعني أواخر السنة العاشرة، النبي دخل في السنة الحادية عشرة لم يلبث فيها إلا شهر محرم وصفر على اختلاف الأخبار في أنه هل توفي في اليوم الأخير من شهر صفر أم في بداية ربيع، على كل النبي صلوات الله عليه وعلى آله حج هذا الحج هذه الحجة التي سميت بحجة الوداع أعلن فيها للأمة تأهبه للعروج إلى الله سبحانه وتعالى، للرحيل من هذه الدنيا الفانية وأن مهمته الكبرى في إبلاغ رسالات الله سبحانه وتعالى وإقامة دين الله جل وعلا ومحاربة الظلام والضلال والباطل والكفر والإجرام والطغيان، وإقامة الحق وإحقاقه وإقامة العدل في الحياة، هذه المهمة بالنسبة له قد اكتملت، لم يبق له إلا الشيء اليسير ثم يرحل من هذه الحياة، ولذلك تلك الرحلة سواء فيما تضمنته من إعلانات وكذلك نصوص مهمة أثناء حجة الوداع نفسها أو في الطريق، النبي صلوات الله عليه وعلى آله عاد من رحلته تلك وقد أتم مهمته، ما كان منها في أثناء الحج في صعيد عرفات في خطبته الشهيرة، ما كان منها في طريقه عائدا من مكة وسيأتي الحديث عن هذه المحطة محطة غدير خم، في عودة النبي صلوات الله عليه وعلى آله من حجة الوداع وقد ودع الأمة في ذلك اليوم نزل عليه قول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) الآية في مضمونها على حسب التعبير المعتاد ساخنة قوية في مضمونها وتعبيرها وأسلوبها، يعني أتت تأكيد على النبي صلوات الله عليه وعلى آله فيها بشكل كبير بشكل عجيب، بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، وأرفقت بضمانة للحماية الإلهية كضمانة التي أعطاها الله لموسى وهارون في ذهابهما إلى فرعون، قال: (لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى)، هنا ضمانة إلهية، والله يعصمك من الناس، من المؤكد أن النبي صلوات الله عليه وعلى آله كان دائما في حالة استعداد تام للتضحية في سبيل الله جل شأنه ولم يكن ليتردد عن إبلاغ أي شيء من أوامر الله وتوجيهات الله ودين الله نتيجة مخاوف من الناس، لا، هو كان منذ البداية ولكن هنا كان لهذه القضية شيء من الخصوصية لربما أكثر من مسألة القتل، لربما أكثر من مسألة الاغتيال، لربما أكثر من المخاوف في أن يعاجل بالتصفية قبل أن يتم عملية البلاغ أو أن يتعرض لإساءات كبيرة تمس بعرضه تمس بكرامته، تمس بمقامه في أوساط الأمة من خلال توجيه الإساءات إليه، والاتهامات إليه بالمحاباة والإيثار لعلي بن أبي طالب لاعتبارات أخرى، النبي صلوات الله عليه وعلى آله تلقى هنا ضمانات من الله، والله يعصمك من الناس، في مرحلة الوسط الذي سيقدم فيه هذا البلاغ هو وسط إسلامي ليس فيه أحد من المشركين، تلك الجموع الغفيرة العائدة من الحج والتي جُمعت في مفترق الطرق قبل أن تتفرق نحو الآفاق التي أتت منها إلى الحج، تلك الجموع الغفيرة من المسلمين، ولكن هذا يدل على حساسية المسألة والتي بقيت حساسة أصلا في الوسط الإسلامي على طول التاريخ، بقيت حساسة دائما والنظرة إليها والتعاطي معها بحساسية مفرطة جدا جدا، هذا يجعلنا مثلا نستشعر حساسية تلك التي عاشها النبي صلوات الله عليه وعلى آله ما قبل تقديم البلاغ وأثناء تبليغه البلاغ، ولذلك أعطي تأكيدا كبيرا من جانب يترافق مع هذا التأكيد الكبير ضمانة إلهية بالحماية له والحماية لمقامه صلوات الله عليه وعلى آله، في أوساط الأمة وفعلا تحقق ذلك، لم يجرؤ أحد على الإساءة إليه بما يؤثر على مكانته في أوساط الأمة، إن كان هناك مواقف ضعيفة جدا لم يكن لها أي تأثير أبدا، يعني كان الحالة السائدة ما بعد التبليغ هي حالة الهدوء، لم يترتب على هذا البلاغ وهذا الإعلان أي مشاكل في وسط الساحة الإسلامية آنذاك، الكل هدأ ما بين مرتاح وما بين ساكت، ما ترتب على ذلك، كان هناك احتمال ربما أن يترتب على هذا الإبلاغ مشاكل في الساحة الإسلامية واحتجاجات من البعض واعتراضات من البعض ونزاعات من البعض، لكن لا، تحققت الإرادة والوعد الإلهي بقوله تعالى: (والله يعصمك من الناس)، فالساحة بقيت عادية ومتماسكة ومستقرة وهادئة، النبي صلوات الله عليه وعلى آله جمع الناس في غدير خم في تلك المنطقة أثناء عودته من مكة إلى المدينة، يريد المدينة، عائدا إلى المدينة وجمع الآلاف المؤلفة من الحجاج المسلمين العائدين إلى آفاقهم، إلى مناطقهم والذين سيسهمون بشكل كبير إلى إبلاغ هذا البلاغ إلى مناطقهم، جُمعوا وفي وقت وبأسلوب أشبه ما يكون بحالة نفير، لأن الحالة كانت أثناء الظهيرة، أقفت الجموع التي لا زالت متحركة، استعديت الجموع التي كانت متقدما شيئا ما، جمع الكل في صحراء واحدة في ساحة واحدة، في مكان واحد، واضح، لم يكن فيه أي عوامل يمكن أن تمثل عائقا إما عن رؤية النبي أو عن سماعه، حضر الكل، في حالة استدعاء عاجل وملفت وطارئ، ترى ماذا هناك؟ ماذا يريد النبي صلوات الله عليه وعلى آله؟ وأثناء الظهيرة قام النبي صلوات الله عليه وعلى آله بعد أن رصت له أقتاب الإبل ليصعد عليها وأَصعد معه علي علي السلام على نفس الأقتاب ثم وجه خطابه إلى الأمة وأبلغ ما أمره الله بإبلاغه بعد حديث هيأ فيه الذهنية العامة للمستمعين لما سيقدمه إليهم وبكل ما يساهم على لفت الأنظار وعلى جلب التركيز والانتباه وعلى جلب حالة الإصغاء والانتباه، يعني النبي صلوات الله عليه وعلى آله أدى مهمته على أكمل وجه وأتم ما ينبغي، لا نقص، لا في مستوى التبليغ ولا في طريقة التبليغ ولا في إعطاء التبليغ جوا يساعد على إدراك أهميته والالتفات إلى أهميته، فتحدث بخطاب شهير ثم وصل إلى الموضوع الرئيسي في الخطاب فقال صلوات الله عليه وعلى آله: (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه)، وكان علي عليه السلام إلى جانبه، وأخذ بيد الإمام علي عليه السلام ورفع يده أمام الحضور، الآلاف المؤلفة من المسلمين، (فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله).
لتصفح وتنزيل الكلمة بشكل كامل اضغط على الرابط التالي:-
نص كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة يوم الولاية 1438هـ