من ابرز ما حققته ثورة الـ21 من سبتمبر انها افشلت مخططات العدو.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
خطاب بمناسبة الذكرى الأولى لانتصار الثورة 21 سبتمبر في سنة 2015م ، 8 ذو الحجة 1436هـ.
أن من أكبر ما حققه يوم الحادي والعشرين من سبتمبر أنه أفشل عليهم المخططات، صحيح الآن هم يأتون لاحتلال البلد بهذا الهدف ولغزوا هذا البلد؛ ولكن ليس كما خططوا مقبولين وأن ينظر إليهم الشعب كمنقذين فيسلم لهم الأرض والبلد، لا!؛ أتوا غزاة ومحتلين ؛ ولكن الشعب واعي ومنتبه ، والشعب يتحرك بكل شجاعة بكل ثبات بكل وعي لمواجهتهم والتصدي لهم ، والشعب يُلقّنهم دروس مهمة في الاستقلال والحرية والعزة والإباء ، ففشلوا في أن يصلوا بالبلد إلى المستوى الذي يتمكنون فيه من غزوة مع الترحيب بهم والنظرة إليهم كمنقذين.
وهنا ندرك أهمية التحرك الشعبي والثورة الشعبية؛ لأنها أنقذت البلد من الضياع ، أنقذت البلد من الاحتلال المقبول المُرحَّب به ، أنقذت البلد من تمكين الغُزاة من السيطرة عليه بدون أي ثمن بكل راحة بال؛ بل وبالنظرة الإيجابية التي كانوا يريدونها وكانوا يؤمِّلونها وكانوا يسعون إلى كسبها.
هم شياطين، شياطين بكل ما تعنيه الكلمة ، وخططوا هذا التخطيط المحكم وأرادوا أن يحتلوا البلد بكل راحة بال وأن يغنموا موقعة الجغرافي وأن يستبدوا بثرواته المختزنة في باطنه والواعدة والمهمة ، وكانوا لو تحقق لهم ذلك – والعياذ بالله – كانوا لن يتوانوا في أن يزرعوا المزيد والمزيد من الفتن والمشاكل الداخلية بين أبناء هذا الشعب ؛ ولكنهم أرادوها فوضى تحت السيطرة فوضى تستمر ، ولكن تحت سيطرتهم وبما لا يؤثر على تمكنهم من الهيمنة الكاملة والسيطرة التامة والاستئثار بكل المناطق الحساسة والمواقع المهمة والثروات المختزنة والمتواجدة في هذا البلد فكانوا يخططون لذلك ، حينها كان لا بُدّ من تحرك شعبي واسع لذلكم الزَّخَم الذي شهدته ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ، ولم يكن أمام شعبنا اليمني العزيز من خيار آخر.
لو نأتي للقوى السياسية ؛ القوى السياسية بالأساس لم تعد حاملة لا لآمال ومطالب الشعب ، ولا في مستوى مواجهة التحديات ، البعض منها كانت قد انخرط تماماً ضمن هذا المشروع ، بعض القوى السياسية كانت قد أصبحت أداة من تلك الأدوات التي يُمرَّر بها هذا المشروع الخطير جداً على شعبنا وبلدنا الذي نتيجته ضياع بلد وضياع شعب .
والبعض من القوى السياسية لا، لم يكن قد انخرط في ذلك المشروع ؛ لكنه كان ضعيفا مغلوباً على أمره ، لم يكن لا في مستوى التحدي ، ولا في مستوى مواجهة تلك القوى المتكالبة والمتآمرة ، ولم يكن باستطاعته لعوامل – أيضاً – واعتبارات متعددة أن ينهض بهذه المطالب والآمال لشعبنا اليمني العزيز ، ولمواجهة تلك التحديات.
أيضاً النشاط السياسي والاقتصار عليه بعيداً عن النشاط الثوري لم يعد مجدي ؛ لأن أهم عملية سياسية تمت في هذا البلد كانت هي عملية الحوار الوطني والتي خرجت بجملة من المخرجات المتفق عليها ، تلك المخرجات المتفق عليها كان هناك سعي دؤوب عقب ذلك لتلك القوى ذاتها في الخارج والداخل للانقلاب عليها وتضييع كلُّ ما هو مهم داخل تلك المخرجات كلُّ ما يتناسب أو يُلبِّي مطالب هذا الشعب أو يحقق شيء من أهدافه .
كانوا يريدون أن يقتصروا من مخرجات الحوار الوطني على ما يحقق لهم فقط آمالهم وأهدافهم حصرياً، أما كلُّ ما له صلة أو علاقة بحقوق هذا الشعب أو آمال هذا الشعب أو مطالب هذا الشعب فكانوا يريدون تضييعه نهائياً ، وخططوا لذلك وعملوا أشياء كثيرة على المستوى الأمني ، على المستوى العسكري ، على المستوى السياسي ، التفاصيل كثيرة لا يتسع المقام لذكرها وتناولها ، وحينها كان لا بُدّ من تلك الثورة الشعبية لمواجهة كل ذلك المخطط من أساسه.
وما كان يصحب ذلك المخطط على المستوى الاقتصادي من جرع من ظلم رهيب جداً على المستوى المعيشي والحياة المعيشية وعلى كل المستويات وعلى المستوى الأمني ومع النفوذ الخارجي الذي كان يسند تلك القوى فمثل يوم الحادي والعشرين خطوة قوية إلى الأمام وانتصار مهم للشعب ، وعزَّز الأمل والشعب يتجه لفرض التغيير المنشود .
الخارج في مواجهة هذا التحرك الشعبي منذ البداية وقف موقف سلبي ، وندَّد بهذا التحرك الشعبي ، وواجه بأشكال متعددة ، ووقف إلى جانب أدواته بكل الوسائل ، ولم ينصف لم ينصف هذا الشعب أبداً وصولاً إلى أن واجه هذا التحرك الشعبي لعدوان عارم بالرغم من أن الذي توجه يوم الحادي والعشرين هو اتفاق السلم والشركة ، واتفاق منصف حتى مع أدوات ذلك العدوان حتى مع العملاء والمرتزقة ، بمعنى: أن الثورة الشعبية حرصت على أن تتسع في أهدافها ومطالبها ومسارها السياسي للجميع لكل أبناء هذا البلد ، حتى المتآمرون على بلدهم وعلى أنفسهم بغبائهم اتسع لهم اتفاق السلم والشراكة ، لكنهم هم لم يتسعوا لهذا الشعب ، اتسع لهم ولم يتسعوا له، انفتح عليهم بالرغم من كل ما قد تآمروا عليه وظلموه وقاموا، كانوا دوماً إلى جانب أعدائه؛ ولكنه مع كل ذلك تغاض وهم كانوا سيئين لدرجة عجيبة .