خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في ذكرى عاشوراء 1439هـ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمني المسلم العزيز، أمتنا الإسلامية كافة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعظَّم الله لنا ولكم الأجر في ذكرى مصاب سيد الشهداء، سبط رسول الله محمد، الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وبن فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أيها الإخوة الأعزاء، هذا اليوم العظيم الذي هو بقدر ما يذكرنا بفاجعة كبرى في تاريخ أمتنا وأيضا يشدنا نحو المدرسة الإسلامية الأصيلة التي حفظت للإسلام أصالته، وحفظت للحق امتداده عبر الأجيال.
إن الإمام الحسين بن علي عليهما السلام في موقفه وفي ثورته، حينما تحرك كان كما قال عليه السلام: (إني لم أخرج أشِرا ولا بَطِرا ولا متكبرا ولا ظالما، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)، إن الإمام الحسين عليه السلام من موقعه العظيم، وفي دوره المهم في هذه الأمة، حدد الموقف المسؤول التاريخي الذي يبقى منارا للأمة في كل مراحل التاريخ، الإمام الحسين عليه السلام لم يكن مجرد ثائر عادي، له مطالب محدودة، تحرك من أجلها في الساحة وله اعتبارات حقوقية ومطالب حقوقية معينة تحرك من أجلها، الإمام الحسين عليه السلام أولا باعتبار مقامه الإيماني العظيم، وهو في عصره وفي مرحلة ثورته البقية الباقية من أهل بيت النبوة الذين قال عنهم رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)، الإمام الحسين عليه السلام من هذا الموقع في هذا الدور، في ظل هذا الدور المسؤول، من موقع الهداية وموقع القدوة، موقع الهداية باعتباره ا%D