نص محاضرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – المولد النبوي 9 ربيع اول 1439هـ – المحاضرة الثالثة
| محاضرات ودروس السيد القائد | 9 ربيع اول/ الثقافة القرانية:-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمني المسلم العزيز، أمتنا الإسلامية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد مخاطبا لنبيه الكريم محمدا صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا . وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)، يخاطب الله نبيه صلى الله وسلم عليه وعلى آله بقوله: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ)، الوحي هو الطريقة التي يوصل الله بها هديه إلى أنبيائه، وعن طريقها يتخاطب معهم، ويوصل إليهم هديه بما فيه من تعليمات وتوجيهات، والله يؤكد هنا وحيه بالنبوة، وبكل ما في النبوة من تكليف وبكل ما فيها من تعليمات وتوجيهات ومسؤوليات وما يرتبط بذلك بشكل تام، إلى نبيه وخاتم أنبيائه رسول الله محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله، كما كان وحيه تماما إلى الأنبياء السابقين، نوح والنبيين من بعده، كما أوحى إلى الأنبياء المذكورة أسماؤهم، إبراهيم، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، إلى آخر الأسماء التي ذكرناها، قائمة طويلة من أسماء الأنبياء عليهم السلام ممن نبأهم الله، ممن أرسلهم الله رسلا مبشرين ومنذرين.
وهناك أيضا قائمة أخرى وردت في صورة الأنعام والله سبحانه وتعالى بعد ذكره لنبيه إبراهيم عليه السلام وما وهب الله له في ذريته من الأنبياء من ذريته، ومن شملتهم الهداية الإلهية، وجعلهم الله هداة لعباده، قال جل شأنه: (ووهبنا له) لنبيه إبراهيم عليه السلام، (إسحاق ويعقوب)، إسحاق ويعقوب هو حفيد إبراهيم، يعقوب ابن إسحاق، كلا هدينا، شملهم الله بهدايته، (وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)، لأن من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى، ومن أعظم ما يكافئ به عبده أن ينعم عليه بذريته طيبة صالحة يهديها الله سبحانه وتعالى بهدايته، يعتبر هذا من أعظم المكافآت الإلهية التي يكافئ الله بها عباده المحسنين، والأنبياء درجة إحسانهم درجة عالية جدا، وزكريا، يستمر الحديث، (وَزَكَرِيَّا ويحيى وعيسى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصالحين وَإِسْمَاعِيلَ واليسع وَيُونُسَ وَ لُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ )، يعني من شملتهم هداية الله سبحانه وتعالى التي هي أعظم النعم وأشرف النعم، (وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
الله سبحانه وتعالى قال في الآية السابقة عن رسله، ورسلا قد قصصناهم عليك، يعني قصهم الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد فيما ورد بشأن بعضهم في القرآن الكريم، قصص عنهم وعن نبوتهم، والبعض ربما لم يذكروا في القرآن وقد ذكروا في القرآن، ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل، ورسلا لم نقصصهم عليك، فيظهر أن قائمة الرسل والأنبياء هي قائمة طويلة جدا، في بعض الروايات يصل عدد الأنبياء إلى عشرات الآلاف، في بعضها إلى أكثر من 120 ألف نبي.
لتصفحر وتنزيل المحاضرة كاملاً اضغط على الرابط التالي:-
نص محاضرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – المولد النبوي 9 ربيع اول 1439هـ – المحاضرة الثالثة