لا يوجد أي مبرر للسكوت بل ان السكوت يجلب الشر.
برنامج رجال الله اليومي.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
خطر دخول أمريكا اليمن صـ5 ــ 6.
لا يوجد أي مبرر للسكوت بل ان السكوت يجلب الشر.
إذاً نحن – والذي كنت ألمسه أنا عندما أتحدث مع الناس – مع أنكم فعلاً من أكثر الناس وعياً, وأكثر الناس فهماً – لكن كنت ألمس أن الناس بعد لم ينظروا للقضية بأنها فعلاً قضية واقعية وخطيرة فعلاً، وأنه يجب أن يكون لهم موقف، ما استطعت أن ألمس إلى الدرجة التي أطمئن إليها فعلاً، يبدو لي وكأن القضية هي تعاطف من جهة، وصداقة من جهة، واحترام من جهة، وتصديق أيضاً من جهة، لكن في الداخل لا ألمس بأنه فعلاً أصبح مستقراً في قرارة أنفسنا أننا نواجه خطراً، وأن مواجهة الخطر هي أن تعمل ضده، لا أن تسكت، وتدس رأسك في التراب كالنعامة.
إذاً نحن بعد هـذا الخبر, هل استطعنا أن نفهم؟ هل فهمنا الآن؟ هل تيقنّا؟ هل تأكدنا؟ إذاً هذا هـو المطلوب {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}(السجدة: من الآية12).
وعلى الرغم من هذا تجد أن أولئك الذين هم قد يكونون في واقعهم جبناء لكنهم يصبغون جبنهم بالحكمة سيكونون هم من يقول للناس: [اسكتوا، لا تُكَلِّفوا علينا] وعندما نقول: هم الآن وصلوا اليمن يقول لك أيضاً: [لأنهم في اليمن اسكت، أما الآن فقد هـو خطر من صدق اسكـت]، سيصنع المبرر, كما يقولون في المثل العربي: [لا تَعْدَم الخَرْقاء علّة] يستطيع أن يطلّع عِلّة، يستطيع أن يطلع عذر: [نحن نقول لكم اسكتوا وهم مازالوا هناك أما الآن فقدهم هنا اسكت وإلا بايضربوك من عندك.. إذاً اسكت].
طيب إذا سكتنا – وهذه الكلمة التي أقولها دائماً – إذا سكتنا هل هم ساكتون؟ هل هم نائمون؟ أم أن سكوتنا سيهيئ الساحة لهم أن يعملوا ما يريدون؟. أم أن سكوتنا يعني أن يطمئنوا من جانبنا أننا أصبحنا لا نشكل عليهم أي شيء يزعجهم ويقلقهم.. إذاً فهم سيحترموننا؟ أم ماذا سيعملون؟ هل سيحترموننا؛ لأننا سكتنا؟ هل عدوك يحترمك إذا ما سكت؟ أبداً.
إذاً نقول لأولئك الذين يقولون, أو سيقولون كما قالوا, وكما قالوا في الماضي: اسكتوا. أو لا مبرر لهذا, أو لماذا تتفاعلوا هكذا؟ نقول: أنتم برروا لنا سكوتكم من أي منطلق هو؟ هل أنه على أساسٍ من كتاب الله سبحانه وتعالى؟ فأنتم تخاطبوننا باسم القرآن؟ أن القرآن فهمتم منه هو أن نسكت؟ فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. أم أنكم تريدون أن نسكت؛ لأن السكوت سيكون فيه سلامتنا أمام أعدائنا؟.
إذاً سنسكت ولكن أنتم انطلقوا وأخرجوهم من اليمن، جربوا أنفسكم، جربوا السكوت, جربوا الحكمة. هل تستطيعون بسكوتكم أن تعملوا على إخراجهم من اليمن؟. لا. إذاً فعندما تقولون لنا: أن نسكت، نحن لا نرى أي مبرر للسكوت أبداً إلا قولكم بأننا قد نثيرهم علينا. هم أساساً مستثارون من يوم هم أطفال في مدنهم وقراهم، ثقافتهم، تربيتهم كلها قائمة ضدنا نحن المسلمين، ضد العرب، فهو من أصله بثقافته, بتربيته، هو مستثار ضدك لا يحتاج إلى أن أستثيره من جديد.
هل اليمنيون أثاروا الأمريكيين أن يأتوا؟ ماذا عمل اليمنيون؟ هل عملوا شيئاً يستثير الأمريكيين أن يأتوا؟ أم أن اليمنيين هم من قدموا الجميل للأمريكيين يوم انطلقوا استجابة لدعوة [الزنداني] وأمثاله, الذين خدعوا كثيراً من شباب اليمن أن ينطلقوا للجهاد في سبيل الله في أفغانستان, لجهاد الشيوعية.. والرئيس قالها: [بأن ذلك كان بأمرٍ من أمريكا]. أليس يعني أن ذلك كان خدمة لأمريكا؟ إذاً لماذا أمريكا تعتبر تلك الخدمة أنها ماذا؟ أنها عمل إرهابي، أنه إذاً أنتم منكم إرهابيون، وأنتم كنتم تَدَعُون الإرهابيين يتحركون.
هم من أمروا، وعملاؤهم من نفذوا، وأولئك الشباب المساكين هم من خُدعوا، وقد يكون البعض منهم انطلق على أساس – فعلاً – الجهاد في سبيل الله في أفغانستان، وأفغانستان في مواجهة الشيوعية، نقول لهم: لكن انظروا اتضحت الأمور فيما بعد أن ذلك كان بتوجيه من الأمريكيين، إذاً فهو خدمة للأمريكيين من جهة.. أليس كذلك؟. فما بال الأمريكيين الآن يعدون تلك الخدمة، يعدونها إساءة، يعدون ذلك الجميل إساءة؟!. ماذا يعني هذا؟.
ألم يظهروا هنا أسوأ من الشيطان؟ الإمام الخميني عندما قال: أن أمريكا هي [الشيطان الأكبر] فعلاً مواقفها مواقف الشيطان تماماً، الشيطان بعد أن يضل الناس في الدنيا، وهم في الدنيا يتحركون كما يريد، أليس كذلك؟ ماذا سيقول يوم القيامة؟ هو سيقول ماذا؟ {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ}(إبراهيم: من الآية22) ألم يكفر الأمريكيون الآن بالجميل الذي قدمه الشباب اليمني عندما انطلقوا للجهاد ضد الشيوعية، التي كان من أهم الأشياء لدى أمريكا أن تخرج من أفغانستان، وكان يهمها أن تخرج من أفغانستان؟ إذاً كفرت بما أشركوها من قبل.
وهكذا حتى السعودية تواجه بهذا الموقف، السعودية من كانت تدعم سواء دعم وزاري أو دعم من تجار.. يدعمون الوهابيين في مختلف المناطق، أليس ذلك معروفاً؟ إذاً أصبحت السعودية يقال لها أنها ارتكبت جريمة هي أنها تدعم الإرهاب، من كانوا يقولون لهم ادعموهم, فيدعمونهم موافقة لهم وطبقاً لتوجيهاتهم، يصبح ذلك الدعم نفسه, وتنفيذ تلك التوجيهات نفسها هو دعم للإرهاب. هكذا (الشيطان الأكبر) يعمل.
الإمام الخميني عندما قال هذه الكلمة ضد أمريكا لم يقلها مجرد كلمة، يفهم هو أنه إسم على مسمى، وأن تصرفاتها هي تصرفات الشيطان تماماً. الشيطان يحزب الناس معه.. أليس كذلك؟ وعندما يحزبهم معه هل ذلك على أساس ليقودهم – بشكل معارضة – إلى الحرية والديمقراطية وإلى التطور والتقدم وإلى ما فيه كرامتهم وعزتهم في الدنيا والآخرة؟ أم أنه يريد ماذا؟ الله قال عنه: {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}(فاطر: من الآية6) وهكذا أمريكا تعمل، تجمع الناس حولها ثم حزبها تدعوهم ليصبحوا من أصحاب السعير، بل هي نفسها تذيقهم السعير في الدنيا.
إذاً فإذا كنا نقول في الماضي: أنه لا ينبغي أن نسكت أمام أي جهة تقول لنا أن نسكت يصبح الآن الموضوع أكثر أهمية.
ومن جهة أخرى نطمئن إلى أن عملنا قد كان – إن شاء الله – بتوفيق الله، أن عملنا هو بتوفيق الله، وأن عملنا هو العمل الذي تتطلبه الظروف، ظروف الأمة, وظروف اليمن، ظروفنا كمسلمين, وواقع ديننا, وواقع أمتنا. أليس هذا هو ما يمكن أن نكتشفه؟ فهل اكتشفنا أننا أخطأنا – كما يقول الآخرون – أم اكتشفنا أننا بحمد الله على صواب ونحن نعمل هذا العمل؟.
إذاً هذا هو مما يزيدنا يقيناً، وهذا – فيما أعتقد – هي من البشارات التي قال الله فيها عن أوليائه: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}(يونس: من الآية64) البشارات تأتي – أحياناً – بشكل طمأنة لك في أعمالك أنها أعمال صحيحة، وأنها أعمال مستقيمة، وأنها الأعمال التي تتطلبها المشكلة, ويتطلبها الزمن, ويتطلبها الواقع.
أليس الإنسان يرتاح إذا اكتشف أنه مصيب، إذا اكتشف نفسه أنه محق؟ الإنسان يرتاح، كما يتألم إذا اكتشف نفسه أنه أخطأ، مع أن الأخطاء في مجال الأعمال الدينية أشد خطورة من الأخطاء في مجال أعمال الدنيا، عندما تكتشف نفسك أنك [بذرت الذُرَةَ] قبل وقتها فقدمتها للطير، أليس الإنسان يتألم أنه يخطئ، أو أنك قطفت [قاتك] وليس السوق مربحاً، أليس الإنسان يتأسف؟ فإذا ما صادف أن أحدنا قطف [قاته] وصادف سوقاً مربحاً, وحصل على مبالغ كبيرة أليس يفرح؟.
في أعمال الدين، في الأعمال التي هي لله رضى أنت تنطلق فيها على أساس رضى الله سبحانه وتعالى, أن تحظى برضاه, تفرح كثيراً عندما ترى بأن عملك صواباً, وأن تحركك في موقعه, وفي وقته {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}(يونس: من الآية58) وقال أيضاً: {آلم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ}(الروم: 1- 5) هو يتحدث عن المؤمنين بأنهم يفرحون متى ما حققوا شيئاً فيه لله رضى، ويفرحون متى ما اكتشفوا أنفسهم أنهم يسيرون على طريق هي طريق الله، ويفرحون عندما يكتشفون أنفسهم أنهم استطاعوا أن يضربوا أعداء الله، هكذا المؤمنون يفرحون.