اذا وثق الناس بالله وتحركوا على اساس هديه فمن سنن الله ان ينصر اولياءه.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الواحد والعشرون من دروس رمضان صـــ17.
تذكر نعم الله لها أثر مستمر، وأثر هام في كل الظروف، وفي كل الوضعيات {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} لكن المؤمنون بما تعنيه الكلمة، والمؤمنون الذين بنيانهم بنيان صحيح، على أساس قرآني، تجد الآية هذه أيضاً فيما يتعلق بنسف كثير من المفاهيم التي تقعد الناس، أو الرؤى القاصرة التي تؤدي بالناس إلى أن يقعدوا، أنها كلها ناتجة عن ضعف ثقة بالله سبحانه وتعالى، هو هنا يقول للمؤمنين: {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ}؛ لأن الله هو مسيطر ورقيب ومهيمن على كل الناس، على نفوس وقلوب أوليائه وجنده، ونفوس أعدائه.
وفي الوقت الذي يقدم وعوداً عندما يقول: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}(الحج من الآية: 40) يقدم أمثلة عملية وقعت فعلاً {هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ} هذه تنسف الشعور الذي هو حاصل عند الناس، نقول: العدو.. قال العدو إذا كذا.. فيمكن يضربنا، لا تعملوا كذا، لأنه يمكن يضربنا ضربة قاضية!!.
لا، إذا الناس يتحركون على أساس دين الله، على أساس هدي الله، ويثقون بالله وثوقاً عملياً، ويبتنون على أساس قرآني، فهذه هي سنة الله أن ينصر أولياءه، وأن يكف أشياء كثيرة من جانب العدو قد لا يكون في طاقتك أنت، ولا إمكانياتك – سواء معدات عسكرية، أو إمكانيات أخرى – أن تدفعه، هو يكف يده عنك {وَاتَّقُوا اللَّهَ} لا يكون من عند الإنسان تقصير يقصر، يتراجع، يقعد؛ لأنه يرى العدو كبيراً، ربما يحصل، وربما يضربنا، وأحسن نحافظ على أنفسنا، أحسن نتحول إلى دعوة، دعوة هكذا نحافظ على الدين بشكل دعوة، لا ننطلق بهذا الشكل فيضربونا فيقضوا على الإسلام، هذه رؤى قاصرة كلها، الله يقول: {وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.