الضلال في الحياة هو التَّيْه والجهل والضَّعة والذلة وافتقاد القوة والشقاء.
برنامج رجال الله اليومي.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الأول من سورة ال عمران صـ11ـ 12.
والضلال هنا الذي قاله الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لا يعني ضلال أنك تقع في معصية تدخل في باطل من الباطل الذي نسميه نحن, هذا الباطل المعروف، بل الضلال بكله، ضلال في العقيدة، ضلال في الفكر، ضلال في الحياة، ما هو الضلال في الحياة؟ أليس هو التَّيْه، الجهل، الضَّعة، الذلة، افتقاد القوة، الشقاء، أليس هذا هو الضلال؟.
الإسلام هو جاء دين يهدي الأمة فيزكي النفوس، يعلّم الناس، يزكيهم، يطهرهم, يجعل الحياة كلها سعيدة بالنسبة لهم، يجعلهم متمكنين في الأرض، كل خيرات الأرض تحت أيديهم، كل أسباب القوة بأيديهم، هذا الذي أراده الله سبحانه وتعالى للمسلمين، للعرب بالذات، لكن تنكروا لكل شيء فأصبحوا أذلاء وأصبحوا لا يمتلكون شيئاً، إلا ما كان فضلات مما لدى الآخرين.
حتى في المناهج الدراسية نحن ندرس نظريات قد عفا عليها الزمن، وقد تجاوزوها هم فأصبحت قديمة لديهم، سواء في الطب أو في الفيزياء، أوفي غيرها، وأصبحت غير مجدية كاملة أو بنسبة معينة، أصبحت معروفة لديهم، وقد تجاوزوها، وقد مشوا من بعدها بزمان، أصبحنا إلى هذه الدرجة لا نستطيع أن نصنع مثل تلك قطعة الغيار الفلانية مثل هذه المسجلة مثل هذه السيارة.. ما نستطع أن نصنع مثلهم.
هذا هو الضلال الذي تقع فيه الأمة، لكن ما عاش الناس ثقة بالقرآن، ولا عاشوا ثقة بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ونظروا إلى القرآن ونظروا إلى الرسول وكأنه صاحب مهمة معينة، ومجال محدود هناك، لا شأن له بالحياة وبأمور الحياة، نحن سنحاول من جانبنا ننظر كيف نهدي أنفسنا، كيف نعمل في سبيل إخراجنا من هذه الأزمات. لدرجة أنه ماذا حصل؟.
أليس العرب الآن يبحثون عن السلام من أمريكا؟! من عدوهم، وهم يقولون ويصرحون أن أمريكا هي التي تدعم إسرائيل. أليس هذا من الضلال المكشوف؟ الضلال الذي لا يدخل فيه أحدنا، هل أنت ستذهب إلى عدوك الأكبر تِريد منه أنه يفك منك عدو ما هو إلا يد من أياديه، وهو إنما يعمل لصالحه؟! هل سيفكه منك؟ لا.
هذا الزمن – أيها الإخوة – هو زمن لا بد أن الناس يقفون موقفاً صحيحاً من أنفسهم، ما عاده وقت مجاملات ولا حياء ولا مداهنة… وقت مناقشة الحقائق، ومعرفة الحقائق، يكفي الناس ما يلمسونه من ذلة وإهانة وضياع لهم كمسلمين, كعرب.. يكفي.
المفروض أن يبحثوا عن الحل.. الإنسان متى ما اشتد به المرض ما هو في الأخير بيشرب العلاج ولو هو مرّ؟. الآن نبحث عن العلاج، ولنقبل ولو كان مراً، مع أن العلاج من قِبَل الإسلام ليس مراً، ما يمكن يكونْ مرّاً، لكن نفهم أن وضعيتنا أصبحت إلى درجة أنهم إذا قالوا لي.., أعتقد أن العرب لو يفهمون وضعيتهم وقالوا: أنتم لن تتخلصوا من هذه الوضعية إلا بعد أن تُتَوِّجُوا ذلك الجَمَل وتجعلوه قائداً لكم، أن من الطبيعي أن يسيروا وراء هذا الجمل، ويُتَوِّجوه ويجعلوه قائداً لهم، ويهتفوا باسمه، ويصفقوا له, وضعية سيئة.. ناهيك عن الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
هل كان أعلام أهل البيت مرّ؟ غير مقبولين لدى الأمة؟ علي غير مقبول؟. لماذا غير مقبول؟ كان ظالماً؟ كان جشعاً؟ كان غبياً؟ ماذا كان؟ أعلام تشَدّ الناس إليهم فكيف يمكن أن يكونوا مراً؟ كيف يمكن أن لا يُقبلوا؟.
أنت عندما تمرض وتشتد بك[الملاريا] ألست تشرب [السَّنَا] وهي مرّ؟. سعال يحصل فيك أو أي شيء من الأمراض، تأكل [مرّ]، تأكل [صبر] الأمة هذه هي لا تدرك بأنها أصبحت مريضة، خليك عن الآخرين، نحن الزيود هل أننا بعد لم نفهم وضعيتنا؟ هل كل شيء سابر؟. لا والله ما كل شيء سابر، وأننا تحت الصفر في كل شيء.
نستعرض: هل لدينا حزب؟ لا. هل لدينا مطبعة؟. لا.. لدينا قناة تلفزيون؟. لا.. لدينا إذاعة؟. لا.. لدينا صحيفة.. لدينا مجلة؟. لدينا جمعيات؟ حتى الجمعيات ألسنا فاترين فيها؟ قلنا جمعية لهمدان ممكن تعملوا جمعية ما تحرك الناس في ضحيان اعملوا جمعية ما تحركوا رازح حاولوا ما تحركوا فوط ما تحركوا وهكذا… فاترين, فاترين في كل شيء. نحن نعيش حالة ضلال رهيب. هل نحن طائفة واعية نستمسك بعلمائنا وبأعلامنا؟ أم أننا أصبحنا كما يقال: [تَوْفِيَة مذاهب] من يريد أن يوفي مذهبه قال من عن الزيدية! إما جعفري والاّ وهابي ما بيروا إلا الزيدية ذي هم مضاحك.. تائهين، لم يعد لدينا شيء حتى الوعي ليس لدينا شيء ثابت. يطلع واحد من هناك وشخروا فيه يرى بلاطه بتلمع قالوا ذولا على الحق, لمبه تولع فوق الحرم, قالوا [أشهد لله أن ذولا على حق]، يعني حالة من الضياع تبحث عن بلاطه أو صومعة، أو ناس يطوفون عند البيت أو واحد بثوب نظيف وذقنة نظيفة قال: [كيف يا خي ما هم على حق وهم كأنهم عُطْب] وأشياء من هذه.
الزيدية عندما يكونوا على هذا النحو هم تائهين ضائعين, حتى في حياتنا، الشوافع هم الآن في اليمن أرقى منا، تعرفوا؟ أهل تعز أرقى منا، لديهم خدمات أكثر منا، نحن الزيود ينظر إلينا نظرة أخرى. على مستوى المحافظات ينظر إليهم نظرة أخرى إمش من صنعاء وكذا تجد اليمن نصفين نصف فيه خدمات كثيرة وفيه أشياء كثيرة والموظفين منَّه والمسئولين منَّه, القواد منه الوزراء منَّه ونصف آخر لا يلتفت إليه أليس هذا حاصل؟.
يعني أننا أصبحنا ضائعين حتى أمام من هم مضيعين للثقلين.
قد نقول سابقاً مثلاً الزيدية من أسس فكرهم من أسس دينهم هو أن الدولة الظالمة لا يدخلون فيها، لكن الناس الذين قد أصبحت القضية عادية لديهم هل هم داخلون فيها؟ لا. لا زالوا خارج. فمتى ما أصبحنا غير قابلين [لمرّ]، نحن الآن مستعدون أن نقبل [مرّ] نأكله فنشفى من حالتنا هذه.
عندما تقارن بالإمام علي, تقارن بالحسن, تقارن بالحسين تقارن بالأعلام من أهل البيت الذين صعدوا في مختلف مراحل التاريخ يفرضون أنفسهم عليك، وليس فقط أنت من تحاول أن تلمِّعهم. متى لمّعنا أحداً من أهل البيت واحتجنا إلى أن نكذب له من أجل أن نلمعه أمام الآخرين. لكن الآخرين يتمسكون بـ[مُرّ] حقيقة، يتمسكون بناس منحطين يحتاجون في كل وقت يضربون لهم [رَنْج] مره أصفر، ومره أبيض من أجل أن يلمّعه أمام الآخرين؛ لأنهم أعلام مثل إذا هناك بضاعة تقليد مثل البضاعة التي تأتي من تايوان ما بتكون ملان بُويَه لماعات كلها, ثلاجات لَمّاعة صفراء.. [أهلا وسهلا] مكتوب فيها, تقليد. ثلاجات أصلي تأتيك أحياناً بثوب طبيعي ومنظر عادي لكنها أصلي با تجلس معك سنين والقهوة فيها ما تتغير. هكذا التلميع.
نحن لا نحتاج إلى أن نلمّع أعلام أهل البيت، أي لا نحتاج نحن ونحن نراهم ناقصين أن نكبرهم, نكبرهم حتى يكونوا جذّابين عند الآخرين، فقط نحتاج إلى أن نتحدث عن نصف واقعهم، وسيصبحون جذابين عند الآخرين، لست بحاجة إلى أن تضيف شيئاً من عندك، تحدث فقط عنهم، تحدث ولو بنصف مما هم عليه مما لديهم يكفي أن يجعلهم جذابين عند الآخرين.
لكن ما الذي يحصل؟ [خلاص يا خي هذفه في علي كم قلحنا دائماً علي, أهل البيت, أهل البيت!] بينما لا ينظر ِإلى أن الآخرين شغالين أربعة وعشرين ساعة [أبو بكر, عمر, عثمان, معاوية.. أبو بكر عمر عثمان]، في المساجد في المدارس في الجامعات في المعاهد في الأشرطة، في الصوامع، في العربيات، في الإذاعات، في صفحات الكتب أبو بكر عمر عثمان. الصحابة, صحابة، صحابة.
ونحن صاحبنا عاده مركز دخل عندهم قله سنتين.. ثلاث, سمع ثلاث, أربع محاضرات في أهل البيت قال: يا خي بس خلاص أهل البيت أهل لبيت. ما هذه – أيضاً – حالة متدنية. والآخرين متى سمعتم سني يقول يا جماعة خلاص صحابة أو شغلتونا صحابة صحابة, لا.. يقولون له: تحرك شغل صحابة صحابة أبو بكر عمر عثمان معاوية ما هذا الذي يحصل؟. لاحظوا الفارق الكبير الذي يعني أننا في ضلال رهيب. أعلام لديهم يحتاجون أن يلمِّعوهم، وهم منحطون يحتاج أن يلمِّعه، ويحتاج يتكلم عنه كثيراً، هم ينطلقوا يتكلموا عنهم كثيراً وبالكذب، الذي ليس من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ولا قاله، ولا يمكن أن يقوله، فيتكرر هذا الكلام كثيراً كثيراً جداً.
ونحن من أعلامنا قدوات يصح أن نتعبد الله بولائهم، لا تحتاج إلى أن تكذب من أجلهم، ولا أن تكذب من أجل أن تلمعهم، وهم لو تحدثت بنصف ما هم عليه أو بربع ما هم عليه لكان فيهم ما يجذب الناس إليهم، ولكان فيهم ما ترى بأنك تعتز وتفتخر بأن يكونوا قدوة لك، ثم لا تتحدث عنهم، ثم تصمت عنهم. أليس هذا الذي يذهل الإنسان، لا نتحدث عنهم بل متى ما جاء أحد يتحدث عنهم قلنا: [بس ياخي خلاص].
الإنسان يحاول إذا أراد أن يعرف وضعيته ينظر إلى الآخرين، أنت زيدي شيعي، ولك أعلام من أهل البيت، انظر ماذا يعمل الآخرون لأعلامهم، أنظر كيف أعلام أولئك وكيف أعلامك.