في هذه المرحلة عندما لا نتحرك ولا ننهى عن السوء سيسخط الله علينا.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي
الدرس التاسع والعشرون من دروس رمضان صـ 6.
في مرحلة كهذه التي نحن فيها، أليس هو يظهر الكثير من أقوال الناس بالشكل الذي يدل على أنه من ظاهر القرآن، خلي عنك أشياء تستوحي منه ليس له أثر في النفوس. هنا يقول: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} أنجينا الذين ينهون عن السوء، أليس هذا يعتبر جواباً كافياً على أي إنسان، قد يأتي يقول لك: اسكت، إنما فقط قد تؤدي إلى أن يلحقك كذا، ومشاكل، وأشياء من هذه، يخوفك، قل: لا، إن القضية التي يجب أن نخافها هو عندما لا نعمل، عندما لا نتحرك، عندما لا ننهى عن السوء.
{فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (الأعراف:166)، نعوذ بالله. إذاً هو هنا يبين بأن الله سبحانه وتعالى يؤاخذ، وكما أنه قادر على أن يؤاخذ بشكل عام أمة من الأمم، هو عالم بعباده جميعاً، يستطيع ويعرف أن يؤاخذ على طريق التخصيص، أخذنا الذين ظلموا، {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ}، أليس هو يبين هنا فئة خاصة من المجتمع؟ أيضاً يوجد فارق هنا، لاحظ كيف الفارق بين منطق من قالوا لهم: ما فائدة وعظكم لهم، وبين ما يحصل اليوم؟ بشكل عجيب الفارق، هنا سيقول لك: [اسكت ستكلف علينا، وتجلب الشر علينا، اسكت ما لك دخل، ماذا يمكن أن تعمل أنت في هذا الموضوع!].
هؤلاء ما يزال منطقهم الذين آخذهم الله على سكوتهم، منطقهم بأنه ما فائدة أن توعظوا قوماً قد هم محكوم عليهم ربما؛ لأنهم قد هم فاسقون، ظاهر فسقهم، قد هو محكوم عليهم بالعذاب الشديد؟ أليس هؤلاء منطقهم أحسن من منطق الناس اليوم؟ فعلاً ما يزال أعلى، أما هذا فيقول لك: اسكت! بل ربما في الأخير يحاول يطلِّع موقفك أنت بأنه المخالف للدين، يحاول يجعل موقفك المخالف لموقف الدين نفسه، بمعنى: أن هذه الحالة التي هي ظاهرة في الناس، يصدون بها من يعمل في عمل كهذا، وهو يذكِّر الناس بالله سبحانه وتعالى، وبخطورة كبيرة محتملة من جهة الله سبحانه وتعالى، فيما إذا قصروا، خطورة كبيرة من جهة العدو، وعدو يعرفه الناس، عدو كبير، وإمكانياته كبيرة، يأتي ليقول: [اسكت، ما لك دخل] لا يقول يا أخي: اسكت، هؤلاء الأمريكيون هم أعداء لله، وربما الله مهلكهم، أو معذبهم عذاباً شديداً، هو لا يقول هذه على الأقل، هذا سيكون منطقاً أسهل من المنطق الذي يقدمونه.