محاضرة الحساب والجزاء (8) الجنة ونعيم المتقين – المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1439هـ
| محاضرات وخطابات السيد القائد | 10 رمضان 1439هـ/ الثقافة القرآنية:-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا اله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين..
اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين ..
أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حديثنا اليوم في سلسلة الحديث عن اليوم الآخر و ما يتعلق به وصل بنا المطاف في الحديث إلى الحديث عن الجنة عن جزاء الله لعباده المتقين.. و الحديث في هذا الموضوع شيق و جذاب بحسب النصوص القرآنية و ما تضمنته و من يتأمل في آيات الله من يتأمل في ما وصف الله به ما أعده من النعيم و الجزاء العظيم لعباده المتقين يدرك حقائق مهمة جداً و من المهم للإنسان أن يرسخها في نفسه لأنها ستمثل حافزاً ودافعاً إلى العمل الصالح إلى الاستقامة ..
أول هذه الحقائق أن الاستجابة لله سبحانه و تعالى و الطاعة له و السير على هديه و في نهجه هو فوز للإنسان و خير للإنسان و مصلحة مؤكدة للإنسان و هو الكفيل بالوصول بالإنسان إلى السعادة الحقيقية و الأبدية فلا خسارة مع الله ولا غبن ..
فالإنسان عليه أن يعي جيداً أن الله غني عنه و عن أعماله الصالحة و عن طاعته و أنه هو.. هو كإنسان المستفيد و المنتفع في أعماله الصالحة لطاعته في النتائج المترتبة عليها .. أما الله فهو الغني الذي لا يحتاج إلى أعمالنا و لا تضره معصيتنا أن الله سبحانه و تعالى في ما أمرنا به و دعانا إليه وهدانا إليه أمرنا بما فيه الخير لنا و الصلاح لنا و الفلاح لنا و ما يلبي احتياجاتنا و ما يدفع الشر والخطر العظيم عنا في الدنيا و الآخرة أن الله سبحانه و تعالى رحيم بهذا الإنسان و كريم عظيم واسع الرحمة و واسع الخير و هو أكرم الأكرمين و بالتالي فهو يعطينا و يكافئنا على الأعمال الصالحة التي هي من الأساس مصلحة لنا و فائدة لنا و نفع لنا .
يعطينا عليها الجزاء العظيم ثم حقيقة أخرى أن كل ما يمكن أن يبتعد به الإنسان أو بسببه عن طاعة الله عن نهج الله عن الطريق التي رسمها الله كل ما يمكن أن يدفع بالإنسان إلى معصية الله لا يساوي شيئاً أبداً مهما كان من رغبات الإنسان و أهواءه و شهواته لكنه لا يمثل شيئاً و لا يساوي شيئا بجانب ما سيتحقق للإنسان أصلاً من الرغبات و الخير و ما يحقق له السعادة إذا كانت هي الرغبة إذا كانت هي الشهوة إذا كان الاندفاع و السعي وراء السعادة هو الذي يدفع بالإنسان إلى المعصية سواءً المعصية في تجاوز حد من حدود الله أو في التنصل عن مسؤولية من المسؤوليات والتفريط في طاعة من الطاعات .. إذا كانت هي الرغبات والأهواء والشهوات والسعي وراء السعادة واللهث وراء السعادة، فالذي ستصل إليه بالمعصية لا يساوي شيئاً أبداً في مقابل ما ستحصل عليه بالطاعة..
ما ستحصل عليه من خلال رضا الله سبحانه وتعالى والذي يمثل فعلاً رغبةً حقيقيةً، سعادة حقيقيةً، نعيماً عظيماً، يمثل فعلاً ما يلبي الرغبة الحقيقية لهذا الإنسان، ويسد الحاجة الحقيقية لهذا الإنسان. فليس هناك من غبن في طريق الحق ولا خسارة، على العكس، خسارة الإنسان الكبرى والفادحة والرهيبة والهائلة والفظيعة هي بمعصيته لله، هي بابتعاده عن نهج الله، هي باللهو وراء تلك الأهواء التي يستغلها الشيطان فيردي الإنسان ويتعب الإنسان ويخسر بذلك الإنسان..
طاعة الله والإتباع لهديه ثمرته في الدنيا العزة والكرامة والخير والسعادة والسمو وما أحل الله في هذه الدنيا من الطيبات، والحلال فيه ما يغني هذا الإنسان، وفيه ما يلبي حاجته الفطرية والغريزية، أما ما أعده في الآخرة فيه الوفاء للأجر، وفيه التتمة الحقيقية للأجر، وفيه الأجر الحقيقي والعظيم والواسع، فهو الشيء العظيم الذي سنتحدث عن بعض منه، عن القليل منه بحسب ما تضمنته النصوص الواردة في القران الكريم في بعض منها، وإلا فالحديث في هذا طويل جداً..
الله سبحانه وتعالى ذكر لنا في الكتاب الكريم في القرآن المجيد ما يحظى به الإنسان المتقي لله في ساحة الحشر من رعاية إلهية، من نعيم، من تكريم، من طمأنة..
لتصفح وقرأة وتنزيل المحاضرة كاملة اضغط على الرابط التالي:-
المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد عبد الملك الجنة ونعيم المتقين