دين الله بنى الأمة على الاستقلالية والاعتماد على الله.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس التاسع من دروس رمضان صـ 16.
في مراحل الصراع قد يكون طرف من الأطراف في مصلحته أن يساعدك .. في مصلحته أن يساعدك، لأن له موقفا من الطرف الذي أنت تقاتله، لكن هنا لها أثر سلبي كبير، فيما يتعلق بنفسيات المسلمين المقاتلين، المجتمع بكله، سيعتبرون الانتصارات ومواقفهم القوية كلها بسبب الآخرين، والقضية هنا تقوم على أساس أنك أنت تكون متوجها إلى الله دائماً .. دائماً. ولهذا عندما تنفق، أنت تنفق في سبيل الله، من أجل الله، وتقاتل من أجل الله، وتتلمس النصر الذي هو من عند الله، فتكون مرتبطاً بالله، لا تأتي في الأخير تجعل سبب النصر، وفضيلة الانتصارات بسبب الطرف الآخر الذي هو دولة أخرى، أو جهة أخرى.
هنا لو يحصل موقف آخر ربما تتلفت من الذي يمكن أن يساعدك، ولو على حساب أن تقدم تنازلات من دينك، يأتي حالة أنت لا تجد فيها طرف يمكن أن يساعدك، تنهزم من أول يوم، مثلما حصل للعرب الآن، تلفتوا الآن، بحثوا عن روسياً، فرنسا، الصين، لم يعد هناك الاتحاد السوفيتي سابقاً، استسلموا من أول يوم!، ألم يستسلموا من أول يوم؟ هذه عملية تربوية هامة جداً جداً: أن دين الله بنى الأمة بناءاً، استقلالية تكون هي معتمدة على الله فهي تنفق في سبيل الله، معتمدة على قدراتها، وتطور هي قدراتها، انتصاراتها تحسب لها، وتراها أنها من الله، وليس من الطرف الآخر الذي يساندها.
أمة على هذا النحو تستطيع باستمرار أن تكون متحركة، ولا أحد يستطيع أن يقهرها، ولا تكون مدينة لأي طرف في نفس الوقت، من إيجابيات هذه التربية: أنها لا تصبح مدينة لطرف آخر. لأن الدين هو مهمة عالمية، فهل من الناحية الأخلاقية، هل هو مقبول أن تأخذ من الفرس مساعدات، لأنك تقاتل الروم، وأنت تعرف أن هذا الدين يجب أن يدين به الفرس، ويجب أن تدعوهم إليه فتقاتلهم متى ما اتجهوا ليصدوا عنه، سيكون معناه في الأخير: بأنه هذا الدين يمكن أن يخادع، تقول لطرف من الأطراف، يساعدك، ويعينك حتى تنتهي، وتفرغ من قتال الطرف الآخر، وفي الأخير ترجع عليه عندما تكون قوياً.