مصير الأمة في حاضرها ومستقبلها مرتبط بولاية امرها؟. بقلم/ زيد البعوه.
| مقالات | 17 ذو الحجة 1439هـ/ الثقافة القرآنية:- ولاية الأمر التي امر بها الله تعالى والتي ينبغي ان لا تكون محط جدل ولا قضية للنقاش لأن ولاية الأمر هي امر من الله ومحور الارتكاز الذي يبنى عليه رفعه وعزة وكرامة وقوة الأمة في حاضرها وفي ميدان الصراع مع عدائها وكذلك الحال ولاية الأمر المرتبطة بالله ورسوله واهل بيته هي ضمانه حقيقية لمستقبل الأمة الى اخر أيام الدنيا ومصدر لنجاتها وفلاحها وفوزها يوم القيامة..
ولاية الأمر في الإسلام تبدأ من الله سبحانه وتعالى ومن الرسول محمد صلى الله عليه واله ومن الامام علي عليه السلام ومن اهل البيت عليهم السلام الذين يسيرون وفق ما وجه الله اليه ووفق تعاليم القران ويمضون على سنة نبينا محمد صلى الله عليه واله وينطلقون من نفس السبيل والطريق الذي سار فيه الامام علي عليه السلام وهذا ما نص عليه القران بقول الله تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون..
وبما ان قضية ولاية الأمر في الإسلام قضية أساسية ترتبط بمصير الامة في واقعها ومستقبلها والى يوم القيامة يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله وسلامة عليه وهو يتحدث عن أهمية ولاية الأمر وعن ارتباطها بمصير الأمة ((كيف يجوز على الله سبحانه وتعالى، الذي سمى نفسه بالحكيم، العليم، العدل، الذي سمى نفسه بالرحمن الرحيم، أن يأتي لينظم شؤون كل أسرة، لينظم حتى المواريث، ثم لا ينظم شأن الأمة، ويترك الأمة دون أن ينظم أمرها!. هل يجوز على الله؟ هذا لا يجوز على الله، لكن الآخرين جوزوه على الله، ولما جوزوا على الله أن يكون أهمل شأن الأمة رأينا عشرات الخلفاء، والرؤساء، والزعماء الذين هم بعيدون عن الإسلام يتقافزون على حكم المسلمين، وعلى أكتاف المسلمين جيلاً بعد جيل. هل يجوز على الله أن يهمل أمر الأمة؛ ليفسح المجال لأولئك الذين لا يدينون بدينه، ولا يخشونه، ولا يخشون اليوم الآخر، هل يجوز على الله أن يترك شأن الأمة؟ لا يجوز. فنحن عندما نحيي هذا اليوم، نحن نقول: إن الإسلام دين ودولة، ومن الله جاء الإسلام هكذا: نظام شامل للحياة كلها، لا يمكن أن يغفل جانباً من جوانبها، ولا أن يفسح ولا قيد أنملة للضالين والمضلين، والظالمين، أن يتحكموا على رقاب الأمة. إنه دين الله الحكيم، الذي نزله الحكيم، على رسوله الحكيم، دين عظيم، من إله عظيم، نزل على رسول عظيم؛ لينشأ أمة عظيمة، لا مجال فيها لهؤلاء الضعاف، لا مجال فيها لهؤلاء الأقزام، الذين وجدناهم أقزاماً أمام اليهود. أليس خزياً علينا نحن المسلمين أن نرى زعماءنا، وهم ما يقارب الخمسين زعيماً كلهم يقفون راكعين مطأطئ رؤوسهم أمام اليهود؟ هل هذا هو الإسلام؟ لا يجوز أن يكون هذا من الإسلام، ولا علاقة لهذا الموقف بالإسلام، ولا شرعية لهذه النوعية أبداً في الإسلام )) ثم اردف الشهيد القائد كلامة بقاعدة أساسية نابعة من ثقافة القران وقائمة على الحكمة والرؤية الصحيحة حول ولاية الامر المتمثلة في اعلان الرسول صلى الله عليه واله يوم الغدير عندما رفع يد الامام علي ع معلناً ولايته على الناس قال الشهيد القائد (إن من لا يعلنون ما أعلنه الرسول في هذا اليوم هم من يَصِمُون الله في حكمته، وفي عدله، وفي رحمته، هم من يضيفون النقص إلى الله) ولهذا نجد ان ولاية الأمر ليست مجرد وراثه ولا حب سلطة وتسلط لمجرد السلطة بل هي مشروع الله من اجل استقامة الحياة ونجد ان اهتمام الرسول صلى الله عليه واله بهذا الأمر في يوم الغدير هو نابع من ايمان وحكمة ورحمة بهذه الأمة وهذا ما فهمناه وتعلمناه من مؤسس المسيرة القرآنية ومن دروسه ومحاضراته القائمة على الحق والعدل والرحمة والمعرفة والوعي الذي يجب ان يكون هو السائد في أوساط الأمة بمعرفة ولاية الأمر في الاسلام
ولاية الأمر التي امر بها الله وولاية الأمر اليهودية
ولأن ولاية الأمر في الإسلام قضية أساسية يرتبط بها مصير الأمة فالله سبحانه وتعالى قد تحدث عنها في القران الكريم وحددها بشكل مفصل حين قال تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومعروف من هو الذي زكى بخاتمة راكعا ولأن القران الكريم خاطب المؤمنين بكلام الله القائل وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا لهذا كان حديث الولاية في يوم الغدير هو بمثابة دستور ومنهج للإسلام والمسلمين على مر الزمان حين قال من كنت مولاة فهذا علي مولاة اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ولهذا نجد ان هناك انسجام تام بين الآية القرآنية وبين الحديث النبوي وهذا يعني ان الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه واله حددوا بشكل واضح ولاية الامر في الإسلام لكن للأسف الشديد هناك من يتنكر لتوجيهات الله ويلهث وراء السراب والوهم ويرمي بتوجيهات الله هناك بعيداً باحثاً عن الديمقراطية والجمهورية والتعددية وغير ذلك من العناوين التي تسوق الانسان الى مستنقع خطير وهو الابتعاد عن ولاية الله الحقيقية والانزلاق تحت ولاية الآمر التي تسعى أمريكا وإسرائيل فرضها في أوساط الأمة بعناوين ومصطلحات زائفة ومكذوبه تتنافى مع حكمة الله وعدلة..
في هذا العصر الذي تسعى فيه أمريكا وإسرائيل للسيطرة على العالم بشكل عام وعلى لأمة العربية والإسلامية بشكل خاص ثقافياً وعسكرياً واعلامياً واقتصادياً وفي كل المجلات نجد ان الامريكان والصهاينة يسعون بكل جهدهم الى السيطرة على هذه الامة وفرض ولاية امر يهودية ونصرانية عليها وصناعة اسلام مزيف يتوافق مع سياسة البيت الأبيض والكنيست الصهيونية والمثير للاشمئزاز ان معظم زعماء وملوك الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسهم النظامين السعودي والاماراتي ومن يدور في فلكهم جعلوا من انفسهم مجرد خدام للأمريكان والصهاينة بشكل ظاهر وواضح ومكشوف يسارعون فيهم ويطيعونهم ويعملون ما تملية عليهم إدارة البيت الأبيض حتى ضد شعبوهم واوطانهم كما هو الحال بالنسبة للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذي تخسر فيها دول الخليج وبعض الدول العربية أموالها وجنودها لمصلحة اليهود والنصارى بأمر منهم..
وكما هو واضح ومعلوم ان التولي هو عبارة عن مواقف واعمال في الواقع تثبت وتحدد الانتماء والطاعة وهذا ما يحصل بالفعل اليوم من قبل زعماء العرب الذي بذلوا انفسهم واموال شعوبهم ومواقفهم في خدمة اليهود والنصارى حتى خرجوا عن اطار ولاية الأمر التي وجه الله اليها القائمة على العدل والخير والرحمة والصلاح وموالاة أولياء الله وعداوة أعدائه لكنهم كما حكى عنهم الله في قولة ومن يتولهم منكم فأنه منهم لهذا صار التولي لهؤلاء الزعماء خارج عن اطار التولي لله ولرسوله وللإمام علي واهل البيت عليهم السلام..
امرهم شورى بينهم وامر الله لا جدال فيه؟
يحاول البعض من علماء البلاط والضلال والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين الذين يروجون لطاعة الطواغيت يعملون على خلط الأمور وتزييف الحقائق وتحريف المعنى الصحيح لقول الله تعالى وامرهم شورى بينهم معتبرين ان هذا توجيه الهي يخول الانسان في اختيار من يتولى امرة ويقوده في كل شؤون حياته من خلال الانتخابات والأكثرية والأقلية بعيداً عن الله وبعيداً عن القيم والمبادئ الربانية القائمة على الرحمة والعدل والإحسان والصدق رغم ان الآية واضحه وضوح الشمس ليس لها أي علاقة بولاية الأمر لأن الله تعالى في موضوع ولاية الأمر قال انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وهذا يعني ان امر الله في ولاية الأمر ليس فيه مجال للنقاش والجدل ابداً فالله هو الذي يصطفي ويختار ويحدد من يتولى امر الأمة اما قولة تعالى وامرهم شورى بينهم فهذا يعني أمور البشر فيما بينهم فيما يخص قضاياهم الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك رغم انها لا يجب ان تكون بعيدة عن الله وعن ولي الأمر المرتبط بالله ..
ولهذا نجد ان امر الله امر يجب العمل به والقيام به والالتزام والطاعة التي لا مجال للنقاش فيها وان ولاية الامر امر الهي لا جدال فيه وان ومور الناس في طبيعة حياتهم المعيشية امر شورى فيما بينهم وهكذا الحال في بقية الأمور المتعلقة بحالة الصراع القائم والمستمر بين الحق والباطل وبين أولياء الله واعداء الله نجد ان الله امر ووجه توجيهات قائمة على العدل والحكمة بما يتوافق مع مصلحة الانسان في الدنيا والاخرة..
في ميدان الصراع النصر والغلبة مرهون بـ ولاية الله ورسوله والامام علي (ع)
ولأن ولاية الأمر لها علاقة بمصير الأمة في كل شؤون حياتها وخصوصاً في ميدان الصراع بين الحق والباطل بين الإسلام والكفر وبين المؤمنين واليهود والنصارى فأن الله سبحانه وتعالى جعل تولية وتولي رسوله وتولي الامام علي وتولي ورثة الكتاب الصادقين الصالحين المحسنين المجاهدين من اهل البيت شرط أساسي للنصر والغلبه في مواجهة اليهود والنصارى وجعل النصر مرهون بالتولي لله ورسوله والامام علي واهل البيت عليهم السلام بقولة تعالى بعد ان قال انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ــ قال بعدها ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فأن حزب الله هم الغالبون..
وهذه حقيقة الهية لا جدال فيها وتتحقق مصاديقها في الواقع من خلال الصراع القائم بين الامة العربية والإسلامية وبين اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل وقد رأينا لكثير من الشواهد في واقع حياتنا كيف ان الكثير من الحروب والصراعات التي تخوضها امتنا في مواجهة اليهود والنصارى كيف ان أولئك الذين يتولون الله ورسوله والامام علي واهل البيت عليهم السلام يتمكنون من التغلب على أمريكا وإسرائيل وينصرهم الله وكيف ان أولئك المنحرفين البعيدون عن ولاية الامر الالهية لا يصلون الى نتيجة ولا يحققون اي نتائج تذكر تدل على عظمة وقوة الله وقوة الإسلام فيثبتون ان الإسلام ضعيف والسبب هو عدم تمسكهم بولاية الأمر الربانية..
ولهذا نجد ان ولاية الأمر في الإسلام هي محور ارتكاز أساسي في كل شؤون وقضايا امتنا وان ولاية الأمر الربانية امر مرتبط بمصير الامة ليس في الدنيا فحسب بل في الدنيا والاخرة اللهم انا نتولاك ونتولى رسولك ونتولى الامام علي ونتولى اهل بيت نبيك الطاهرين ونتولى من امرتنا بتولية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي اللهم انا نبرأ اليك من اعدائك واعداء رسولك واعداء دينك واعداء من امرتنا بتوليهم من اهل البيت وفي مقدمتهم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله تعالى.