محاضرة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي الـ 9 ــ دروس ما بين الهجرة وعاشوراء ــ 9محرم 1440هـ
| محاضرات وخطابات السيد القائد | 9 محرم 1440هـ/ الثقافة القرانية:-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في سياق الحديث عن الانحراف الكبير في تاريخ الأمة الذي عمل على الاتجاه بالأمة في طريق متعرجة بعيدا عن الصراط المستقيم والزج بها نحو سبل معوجة خارجة عن النهج الأصيل الذي كان عليه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وتضمنته آيات الله في كتابه القرآن الكريم في هذا السياق المنحرف والذي عبر الرسول صلوات الله عليه وعلى آله بتوصيف دقيق ومحق في ما وصفه به فقال أنهم سيتخذون دين الله دغلا وعباده خولا وماله دولا في هذا المسار المنحرف المعوج أتى الطغيان الأموي بيزيد بن معاوية ليكون في موقع القرار والسلطة والتأّمر على الأمة الإسلامية وهذه خطوة كارثية وفظيعة جدا وتمثل انقلابا واضحا ومكشوفا على حقائق الإسلام وعلى مبادئ الإسلام وعلى منهج الإسلام.
يزيد بما عرف به وما عرف عنه وبما يمثله من نقيض تام مع تلك المبادئ الإسلامية مع تلك القيم الإسلامية مع ذلك المنهج الإلهي يؤتى به ليفرض على الأمة الإسلامية في موقع القرار والسلطة وفي موقع القيادة والإمرة، الموقع المهم الذي تدار من خلاله شؤون الأمة بكلها ومن خلاله ترسم مساراتها وسياساتها واتجاهاتها ومواقفها وإدارة كل شؤون حياتها وأيضا من خلال هذا الموقع تصبح كل قدرات وطاقة هذه الأمة تحت السيطرة القدرات العسكرية القدرات المادية فكانت هذه الخطوة كارثية بكل ما تعنيه الكلمة وتمثل خطورة بالغة على الأمة في دينيها وانتمائها وهويتها وحتى على مستوى استقرارها وصلاح حياتها وشأنها، يزيد عرف عنه أمور فظيعة جدا عرف عنه أولا استهتاره بالإسلام وفي كثير من عباراته ومقاماته ومقالاته وأشعاره ورد ما يعبر عن هذا الاستهتار بهذا الإسلام جملة وتفصيلا بل عبارات تعبر عن حالة الكفر بنبوة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله من مثل قوله:
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحيٌ نزل
فيصرح في هذا البيت بكفره التام بنبوة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ويعتبر أن ما أتى به رسول الله هو مجرد حيلة للوصول إلى الملك وهذه نفس عقيدة المشركين التي كانوا يعتقدونها في حربهم مع رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وعبارات أخرى فيها إساءات إلى الدين الإسلامي وإساءة إلى مبادئه وشرائعه وإلى أشياء كثيرة في الدين الإسلامي. وثانيا كان يحمل عقدة الانتقام والحقد على رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وكان هذا واضحا وتجلى بأكثر بعد ما فعله بعترة رسول الله وبالإمام الحسين عليه السلام فقد تجلى كذلك في أشعاره في مواقفه في كلامه في أقواله ما يعبر عن هذا الحقد وعن تلك العقدة من الانتقام التي يسعى للوصول إليها فهو كان يسعى عمليا لأن يتمكن من موقع يحقق له فيه هذه الأمنية الانتقام من رسول الله وهو القائل فيما بعد:
لست من “خندف” إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل
فهو يقول في هذا الشعر لا بد وأن ينتقم من رسول الله في عترته في ذريته على أساس الثأر بأسلافه الذين قتلوا في حربهم الجاهلية ضد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فهو كان يحمل هذه العقدة من الانتقام ويسعى للوصول إليها من الانتقام من رسول الله من خلال ذريته والانتقام من بقايا المهاجرين والأنصار وخصوصا الأنصار الأوس والخزرج الذي كان حاقدا عليهم بشكل كبير جدا ويضمر ويعد العدة للانتقام منهم شر انتقام وأشد انتقام وفعل ذلك في نهاية المطاف وسنأتي إن شاء الله للحديث عن ذلك، فإنسان يحمل عقد الجاهلية حتى ضد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وضد من كان لهم دور بارز في حمل راية الإسلام يعني أنه على نقيض تام من مبادئ الإسلام وقيمه وأنه لم ينسجم بعد مع هذا الدين لا في مبادئه ولا في قيمه ولا في أخلاقه ولا في رموزه حتى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله لا يزال حاقدا على رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ولا مع أمته كحالة مع الأنصار وكحالة مع أخيار الأمة في أي بقعة كانوا حاقد بشكل كبير جدا.
لتصفح وقراءة وتنزيل المحاضرة كاملة اضغط الرابط التالي:-
محاضرة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي الـ 9 ــ دروس ما بين الهجرة وعاشوراء ــ 9محرم 1440هـ