لم يأمر الله عبادة بالقيام بعمل المستحيل في إقامة الدين ومواجهة الطاغوت؟.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الثامن عشر من دروس رمضان صـ4.
في موضوع إقامة عباداته إقامة دينه تجد أن مقدماتها هو يجعلها عادة مما هي متوفرة أو سهلة التناول، تجد الصلاة تقيس عليها حتى الجهاد نفسه، مقدمات الصلاة أن يكون هناك طهارة، الطهارة أليست من شيئين من أكثر الأشياء توفراً: الماء، والتراب؟ أليس الماء من أكثر الأشياء توفراً في الأرض والتراب من أكثر الأشياء توفراً في الأرض؟ فمع أهمية الصلاة، وأهمية أن تقيم الصلاة وأن تحافظ على الصلاة وأن تؤديها على هذا النحو: تعلم ما تقول، تأتي مقدمات لها والدخول في أدائها، في إقامتها، في أداء هذه العبادة الهامة، تراها مقدمات سهلة التناول ماء أو تراباً. ما هو الشيء الذي ربطه الله بحالات نادرة جداً تبحث عنها مثلاً زئبق أحمر أو أشياء نادرة جداً أو [بيضة ديك] هل هناك شيء من هذه في دين الله؟ تجدها كلها يقدمها عبارة عن عبادات هامة، ويجعل وسائلها مما بالإمكان أن يتناوله الناس.
تلاحظ في موضوع الجهاد، موضوع إقامة الدين ألم يقل هناك: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ}(الحديد: من الآية25)؟ ترى الحديد من أكثر الأشياء توفراً في الأرض بالقياس إلى المعادن الأخرى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ}(الحديد: من الآية25). فعندما يقول: {كُونُوا أَنْصَارَاً لِلَّهِ}(الصف: من الآية14) ثم يكون المطلوب في أن تحقق نصراً لله هو أن تبحث عن زئبق أحمر، أو تبحث عن أشياء نادرة جداً جداً، قال هنا: الحديد، والحديد ملان الأرض، وهكذا تقيس عليه الأشياء الأخرى.
هذه نفسها تنسف المفاهيم المغلوطة حول المقدمات لأداء الأوامر الإلهية، العبادات بكلها، لاحظ في الجهاد أليسوا يقدمون لك قائمة من النادرات [ما معنا.. ولا جهدنا.. ولا.. ولا..] إلى آخره؟ أشياء كثيرة، لكن الله يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}(الأنفال: من الآية60) ما استطعتم من قوة: ما كان في متناولك، أنت معك لسان عندك قدرة تتكلم تكلم، والكلام، الإعلام، المنطق يعتبر وسيلة هامة جداً من وسائل القوة، أنت عندك إمكانية أن تقاطع امتنع، لا تشتري. هل هي قضية صعبة أنك لا تشتري بضاعة أمريكية أو إسرائيلية؟ الحديد متوفر وفي الغالب تكون المعارك تراها ليست متوقفة على نوع واحد بل أرقى ما وصل إليه الإنسان لحد الآن هي: الأسلحة الذرية، جُمِّدت ما هي جمدت هناك؟ حصل تسابق إلى أن أدى في الأخير إلى تجميدها مكانها.
ترى المعارك تكون المعركة فيها الطائرة والدبابة وفيها المدفع وفيها البندق وفيها الخنجر أيضاً، أليس الجندي يحتاج الخنجر؟ فقل له: إذاً فأمامك الحديد، بحسب قدراتك وطور قدراتك أن تحصل على ما حصلت منه وهو كثير أعني: لاحظ هنا المقارنة بين نصر الله في إقامة دينه أن يجعل الوسيلة من الأشياء المتوفرة بشكل كبير في الأرض {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ} كما هنا في الصلاة يجعل مقدمة من مقدمات إقامتها شيء متوفر في الأرض وهو الماء والتراب؛ لتكون عندك نظرة عامة، هكذا: بأن الله سبحانه وتعالى الذي يقول: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}(الحج: من الآية78) أن هذه سنة من سننه يجعل أشياء متوفرة، إنما قد يكون الإنسان هو هو الذي يجهل نفسه هو الذي يعلق الأمور بالمستحيلات يعمل له قائمة من المستحيلات ويعلق الأمور بها، وإلا فالأشياء متوفرة وفيها مجال لأن تطور خبراتك فيها، وتحصل على أسلحة متطورة من خلالها كما عمل الآخرون.