المؤمن نفسيته رفيعة، نفسيته عالية، يقدر الأمور حق قدرها.
يوميات من هدي القرآن الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا صـ5.
المؤمن نفسه رفيعة، نفسه عالية، يقدر الأمور حق قدرها، القرآن الكريم يضرب أمثلة لهذه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} (الزلزلة:8).
كل عمل ترى أن فيه رضا الله وإن كان لدى الآخرين لا شيء، أو كنت تراه أنت قليلا فيما يجب عليك أن تؤديه، قدره حق قدره، ثم حاول، حاول أن يدفعك اهتمامك إلى أن تنال الأمور الكبيرة التي فيها لله رضا، التي يرضى عنك بها الله سبحانه وتعالى.
إذا كنا في هذه الدنيا لو سألنا أنفسنا الآن – أيها الإخوة – عن موقفنا من القرآن الكريم أعتقد لا أحد منا يستطيع أن يجيب بأننا نتبع القرآن الكريم اتباعا كاملا، بل واقعنا واقع المعرضين عن كتاب الله، المعرضين عن ذكر الله. يجب علينا أن نستيقظ، يجب علينا أن نتنبه، يجب علينا أن نعود إلى القرآن الكريم فنتدبر آياته، نتأملها نتفهمها، نتدبرها بشكل جدي، وبروح عملية، وبشعور بمسئولية.
الله يقول عن هذا القرآن الكريم: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ}(طـه: من الآية100). ماذا يعني أعرض عنه؟ رمى به هناك؟! قد تكون معرضا عنه وهو بين يديك، قد تكون معرضاً عنه وهو في جيبك، قد تكون معرضاً عنه وأنت تحفظ آياته آية آية عن ظهر قلب، أنت معرض عنه في ميدان العمل، معرض عنه لا ترى أن فيه الهداية الكافية، فأنت تبحث عن هدى من هنا أو هنا، معرض عنه لا تقدر الهدي الذي بين دفتيه حق تقديره، فترى أن كثيرا من شئون الحياة لم يتناولها ولم يهتم بها.