نفسية نخشى ان تصيبنا دائرة ، ويسارعون فيهم؟.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الثاني والعشرون من دروس رمضان صـ18ـ19.
{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} مع أنهم بالشكل الذي يجب أن تسارع في الابتعاد عنهم، وليس أن تسارع فيهم، أن تسارع في الابتعاد عنهم؛ لأنهم هكذا قدمهم بشكل فضيع جدًا في نفوسهم، أهدافهم، تفكيرهم، نواياهم، أعمالهم كلها. {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} وكلمة مرض واسعة المعنى، أهم شيء فيها قلوب لم ينطبع فيها هدى الله، ولم تستنر بنور الله، ولم تستبصر ببصائر الله، هي قلوب مريضة، فليكن فيما بعد يظهر إما بشكل نفاق، أو بشكل جبن، أو بشكل بحث عن مصالح، أو بشكل ـ التي يسمونها ـ مزايدات حزبية، أو كيفما كانت، المهم أن هناك مرضاً، أما ناس سليمين لا يتولونهم على الإطلاق، يبتعدون عنهم. إذًا فمعناه مريض يتولى مرضى، ألم يقدمهم مرضى، هم، بنوا إسرائيل؟.
{يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} يسارع فيهم، مثلما تقول: في الله، أشبه شيء مثلما تقول: يعمل في الله، أو يحب في الله، يسارع فيهم، يحاول في الشيء الذي فيه ماذا؟ فيه استرضاء لهم، أو الشيء الذي ربما يظهر لهم منه فيعتبرون أنه قدم خدمة لهم فيأمن شرهم، أو كيفما كان، المهم مسارعة إليهم بالشكل الذي يريدون، أنت عندما يقال لك: أنت تحب في الله أي: أنت تحب إنساناً الحب الذي يريد الله منك أن يكون قائما بينك وبينه، فهم مسارعون بالشكل الذي يريد بنوا إسرائيل، يسارعون فيهم أي يسارعوا إليهم بالشكل الذي يريدونه هم، وإذا لم يكن عنده معرفة أنهم يريدون فالقلوب المريضة هي تتشابه، {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} (البقرة: من الآية118) ألم يقل هكذا؟ ثم ولا تدري في الأخير وإذا أنت أهدافك أهداف السفير الأمريكي تماماً ولست تدري إذا لم ينتبه واحد!.
لأن هذا الهدى هو قدم بالشكل الذي يجعل قلوب الناس مستنيرة وسليمة، القلوب المستنيرة المهتدية السليمة المستبصرة لا يمكن على الإطلاق أن تكون متشابهة مع القلوب المريضة، لكن القلوب المريضة يمكن تتشابه مع بعض، {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} ذلك من هناك يحاول أن يسكت الناس بأي طريقة حتى لا يرفعوا شعارًا في المسجد، وذلك الذي داخل المسجد، وإذا هو مثله محاول أنهم يسكتون ويتوقفون! ألم يبرز في الشاشة وإذا هم تشابهت قلوبهم؟ ذلك مريض من النوعية التي قال: {بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا} (النساء من الآية: 155) ونفوس خبيثة {أولئك الذين لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} (المائدة من الآية: 41) وأنت لأن قلبك مريض يعني: من يكون على هذا النحو قلبه مريض، أصبح عملك عمله ومشابهاً له، وبالطبع لا يتحرك هؤلاء الذين يعارضون إلا وقدهم عارفين أن أمريكا شغالة؛ ولهذا يكون خائفا، معظمهم، لو نقول ـ مثلاـ: [الموت لهولندا] هل أحد سيصيح في المسجد؟ لا، لن يعارضنا أحد، لو تقول: [الموت للعرب] أو تلعن العرب، هل سيعارضك أحد من هذه النوعية؟