متى ما نسيت الله نسيت الموقف المناسب في مواجهة الأعداء.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الثالث والعشرون من دروس رمضان صـ 8.
{وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (المائدة من الآية: 57) أليس هذا تحذيراً من جديد بمعنى: أن الإنسان في أي مرحلة من هذه المراحل التي يبدو أمامه شيء كبير، وأمامه أشياء خطيرة.
يجب في البداية أن يلتفت إلى الله أولاً يتق الله، إذا نسي الله نسي نفسه، هذه القضية أساسية: أن الله ربط فيما يتعلق بالناس مصلحتهم وخيرهم، وعزتهم، واستقامتهم به؛ ولهذا قال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (الحشر: 19) متى ما نسيت الله نسيت الموقف المناسب مع هذا العدو، ولا تدري إلا وقد أنت تتولاه، وتعمل لصالحه، وعلى أساس أنك تريد أن تسلم شره، ولن تسلم شره؛ ولهذا قال هنا: {وَاتَّقُواْ اللّهَ} يجب أن تكون هذه في المقدمة، أن نلتفت إلى الله سبحانه وتعالى، ونتقيه؛ لأننا إذا لم نتقيه سننسى أنفسنا، إذا لم نتقيه سندخل في مواقف يكون هو من يضربنا ضربة شديدة، لا تعتبر ضربة العدو شيئا بالنسبة لضربته، أي: فيجب أن نخافه هو، وأن نتقي ما يمكن أن يحصل من جانبه، إذا عدلنا عما وجهنا إليه، لا أن نتقي العدو، ونشغل أنفسنا ونخشى العدو ونحاول نسترضي العدو، وفي الأخير نرى أنه لا ينفع معه أي شيء.
هذه الحالة أعتقد إذا واحد تأمل ـ وعلى أساس كثير مما يبلغنا من مواقف الناس ـ أنها قضية منسية، تقوى الله في موضوع الحالة التي الناس فيها الآن في مواجهة الخطر الأمريكي والإسرائيلي، ترى الناس كل واحد في الأخير يحاول هو كيف يتقيه، وينسى أن يتقي الله، لكن عندما تتقي الله سيبين لك ما يشكل وقاية لك من ذلك العدو، إذا نسيت الله ستنسى نفسك، وتدخل في مواقف لا تشكل لك وقاية، لا من الله ولا من العدو.