مصحف الشهادة؟. بقلم ماجد جدبان
| مقالات | 20 جماد اول 1440هـ/ الثقافة القرآنية:- الشهادة عطاء قابله الله بعطاء وعطاء الشهادة في سبيل الله هو البذل للنفس والمال وهو أغلى ما يملكه الإنسان المؤمن للدفاع عن الأرض التي أنجبت آلاف الرجال قضى البعض منهم نحبهم شهداء ذودا عن دينهم وبلادهم بينما ما يزال البعض الأخر يذودون عن حماها ويدافعون عنها من كل قوى الشر والطاغوت ويدفعون خطرها وجرائمها ووحشيتها عنها وعن أهلها، فالدمار والحصار والعدوان يدلان على وحشية أناس لا يعرفون إلهاً وقرآنا ودينا يزجرهم عن أفعالهم.
أولئك هم الدرع الحصين لهذه الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء لتنبت أزهار النصر والحرية والعزة والكرامة وهم الدرع الواقي لها من كل غاز ومستعمر وعميل تكالب عليها، ليثبتوا للعالم عطاء اليمن وتضحياته الجسيمة وتلهف هذا الشعب وعشقه للشهادة على ترابها، وذلك من منطلق عظمة تضحية الشهداء ووعي هذا الشعب وتقديسه للشهادة التي من خلالها أعطى للحرب بأسها وأعاد للشهادة في سبيل الله زخمها وطبق تلك المناقب مصحفا يتلى وآيات تقرأ ووقائع تسري كسريان الماء العذب إلى كل نفس صالحة ومؤمنة لتفتح لكل حر وشريف ووطن ومجتمع وأمة حدائق خضراء ينبت فيها الإيمان والوعي بضرورة المضي بكل حماسة إلى ميادين الجهاد ليقدموا من خلالها شهادة على صدق آيات هذا القرآن وعظمته وبسالة المؤمنين وقوة تأثير الإيمان بعد أن قدمه أولئك المعتدون ضعيفا وهزيلا مشوها.
لقد قدموا القران والإسلام كما قدمه معاوية في السابق من خلال خديعة رفع المصاحف على الرماح التي استعملها ليخدع بها البعض ممن كانوا في معسكر أمير المؤمنين علي (ع) الأمر الذي أحدث أثرًا في أصحاب النظرة القاصرة آنذاك ولو دققنا في واقعنا اليوم فسوف نلاحظ أن قوى العدوان والباطل تستعمل نفس الأسلوب في تحريف مفاهيم القرآن خدمة لمصالحها.
إن أصالة هذا الشعب ممتدة من مدرسة الإمام علي ومدرسة ولديه الأماميين الحسن والحسين بعد أن تكالبت عليهما قوى الشر والفسق والضلال بقيادة يزيد وأبوهما وهو نفسه ما يجري الآن على أمة وشعب طاهرين من طهر أولئك الآئمة، عاهدوا الله وكتابه أن يمضون بكل صمود واعتزاز وفخر على خطى الشهادة والشهداء بين أياديهم مصحف وسلاح وعلى أكتافهم كفن وكفاح وفي قلوبهم إيمان وصلاح وفي ذاكرتهم حي على خير الرجال.