المرأة الصالحة ودورها العظيم في اصلاح المجتمع وصناعة الرجال.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
سورة المائدة الدرس الرابع صـ 15.
المرأة تقع عليها مسئولية كبرى جداً، وهي زوجة، وهي أم، وهي قريبة من هذا الطفل تربيه, وهي قريبة من هذا الرجل تؤيده وتدفع به وَتصبِّره وتشجِّعه
تلك الزوجة التي تشد زوجها، وهو في هذه الميادين ينطلق ليعمل، تشجعه حتى لو خرج مقاتلاً في سبيل الله، لا تَبْكِي، بل تشجعه, تودعه بعبارات التشجيع، بعبارات تبقى حَيّةً في نفسه، تدفعه، تشد من أزْرِه، تلك الزوجة التي لا ترهق زوجها بتصرفاتها العشوائية داخل منزله، فتبعثر الكثير من أمواله فترهق كاهله فلا يكاد كل ما يجنيه يوفر إلا حاجات منزله لا يستطيع أن يُسْهِم في مجال الإنفاق في سبيل الله، ليكتمل له دينه من خلال صلاته وإنفاقه.
تلك الزوجة التي لا تزعج زوجها وهو يفكر في ما يهم أمر الأمة، فيما يجب أن يهتم به من أمر دينه وأمته، تلك الزوجة التي لا يكون همّها أن يبقى يسامرها ساعات بعد ساعات، زوجة صالحة.
وما أعظم دور الزوجات الصالحات في الدفع بالرجال، ما أعظم إسهام – المرأة الصالحة التي تربي – في صنع الأبطال، صنع الرجال، صنع المجاهدين في سبيل الله.
يقال أن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ذلك الرجل العظيم الذي استطاع بإيمانه وشجاعته وقوة نفسه أن يكون على هذا النحو الذي خلق فعلاً تجديداً في العالم، وخلق صحوة إسلامية، وأرعب أعداء الله، وعمل على إعادة الثقة لدى المسلمين بدينهم، يقال: أن خالته – وهي من تولت تربيته – كانت تقول له: [أنت عظيم، أنت بطل، أنت ستكون شجاعاً، أنت ستكون بطلاً، أنت ستكون عظيماً]. تلقنه هذه العبارات وهو ما يزال طفلاَ فنشأ فعلاً عظيماً كبيراً، نشأ فعلاً بطلاً شجاعاً مقداماً أرعب أمريكا, وأرعب دول الاستكبار كلها.
أفراد الأسرة إذا ما انطلقوا هكذا يشد بعضهم بعضاً، فقد يحضون كلهم بالقرب بأن يصلوا إلى تلك الدرجة التي يصل إليها واحد منهم عظيم، أليست هذه نعمة عظيمة داخل الأسرة؟. بواسطة الأب قد تلتف الأسرة في جنات عدن في مقام واحد، بواسطة الابن قد تلتف الأسرة ويجتمع شملها في مكان واحد في الجنة، وقد يكون مكاناً عالياً ببركة ذلك الابن. الأسرة ببركة تلك الزوجة، ببركة ذلك الزوج، ببركة تلك الأم قد يصلون إلى تلك الدرجة. لكن فيما إذا كانوا على هذا النحو يشدون بعضهم بعضاً.