ينتشر الباطل بواسطة ثقافات مغلوطة وعلماء يعملون لمصلحة سلاطين الجور.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
سورة ال عمران الدرس الأول صـ 7.
من الذي يستطيع أن يجلس بعيداً عن أن يكون عَلَمُه هو الشيطان إذا لم يكن ماشياً على هدي الله؟ لا أحد. المسألة من أساسها سُنّة بشرية، فطرة بشرية لدى الإنسان يحتاج إلى أعلام سواء للباطل أو للحق، والحق أيضاً يحتاج إلى أعلام والباطل يحتاج إلى أعلام.
الباطل ما بينتشر من الأشخاص الذين يكونون في الشوارع مساكين مدهجين وسبَّر حديث وافلته وجاءت الأمة تلتقطه ثم تعممه في مدارسها، هذا ما بيحصل.
ينتشر الباطل من داخل أعلام رموز هم من يَلُوا أمر الأمة، أو يكبَّروا كعلماء في وسط الأمة فيصبح [قاضي القضاة]، أو يكون له لقب من هذا النوع، أو [إمام المحدثين]، فيأتي من هنا التضليل، ويأتي من هنا الانحراف، ويأتي من هنا الكذب، فيأتي من هنا الباطل فيعمم على نطاق واسع؛ لأني تلقيت الباطل من عَلَم، فبقدر ما لهذا العلم في نفسي من مكانة بقدر ما هيئت نفسي لتقبل هذا الباطل من جانبه، ليس هناك باطل ينتشر من الناس المساكين الذين هم فلاحين الذين يكونون بين أموالهم أو في الشوارع مُتَخبِّطين، ما بيمشي الباطل من بينهم، التحريف الذي هو باطل كتحريف لمعاني القرآن أو بوضع ثقافة باطلة.
من الذي يستطيع أن يعمم ثقافة باطلة؟ أليست هي الدول؟ والدول بواسطة من؟ بواسطة علماء يخدمونها من صحابة أو من تابعين أو من غيرهم من بني البشر.
فالباطل نفسه يحتاج إلى أعلام، وما بين أيدينا من الباطل لم ينتشر تلقائياً، إنما عن طريق أعلام شدّونا نحوهم، ثم قالوا هذا هو دينهم, هذه هي عقيدتهم، هذه هي سيرتهم، هذا هو ما كانوا عليه، فالتزموا بما كانوا عليه، وقد أصبحوا يملئون أنفسنا.
هكذا يكون انتشار الباطل، ولا بد في نفس الوقت للحق أن يسري على هذا النحو .. يأتي الحق عن طريق أعلام لهم مكانة في نفوسنا، أعلام نجلّهم، أعلام نحترمهم، أعلام ندين بحبهم، أعلام نعرف تاريخهم المشرق، أعلام نعرف كيف كانوا يجسدون القيم الصالحة، كيف كانوا رحماء بالأمة، من خلال انشدادي لهؤلاء الأعلام وحبي لهم وإجلالي لهم أتحلى بما كانوا يتحلون به، أدين بما كانوا يدينون به، فمن هنا يأتي تقبل الحق.