التولي الصحيح يكون لأعلام الهدى الذين اصطفاهم الله للآمة.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الثاني من سور المائده صـ17.
المسألة غير متروكة لك فتتأثر بهذا أو بهذا دون مقاييس إلهية وأنت تتولى الأعلام الذين الله سبحانه وتعالى هو الذي اختارهم وعينهم وحددهم حتى تتولاهم فتسلم من أن تكون عرضة لزيف الولاءات وصنع أعلام هي في الواقع تضر القضية التي أنت تتولاه من أجلها، تضر بالقضية نفسها التي أنت تتولاه من أجلها، أما هنا فالتولي صحيح حيث تكون الولاية للأعلام الذين رسمهم الله للأمة ونصبهم للأمة فإن الولاية تعطي ثمرتها، ألم يقل هنا {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} طالبان ماذا عملوا؟ ألم ينسحبوا من المدن ويتبخروا؟ ولم ندر أين ذهبوا؟ هل غلبُوا أم غُلبُوا؟ غُلبُوا أو تَغَالبوا لأن القضية هي كلها خداع ووهم، كلها تزييف وتضليل، حتى لا يبقى منفذ للآخرين لأن يضعوا هنا أو هنا من جانبهم شخصاً آخر وهمياً علماً من أعلام الباطل؛ لأن الآخرين شغالين حتى وإن كان الله قد وضع هم يحاولون أن ينصبوا، ألم يختر علياً علماً للأمة فنصبوا لنا آخرين؟ ألم يختر الزهراء لتكون علماً بالنسبة للنساء وقدوة للنساء سيدة نساء العالمين فنصبوا أخرى؟. هكذا يعمل بدو أهل الضلال خلي عنك الخبثاء والمحنكين والدهاة منهم. إذاً فالمسألة مهمة.
قد تقدم مقاييس معينة هي في الواقع مغلوطة لكن القرآن الكريم هو نفسه أيضا إذا ما اهتديت به وسرت على ولاء صحيح لمن نصبهم لك من أعلام الهدى لتهتدي بهم هو الكفيل بأن يفضح أمامك الآخرين، هو الكفيل بأن يعرفك الله من خلاله وبتوفيقه فيكشف ويفضح لك الآخرين الذين هم أعلام وهميين عندما تراهم ينتصبون هنا أو هناك تصيح منهم جهة هنا وهناك، القرآن الكريم لم يغفل أي شيء، في الوقت الذي هو يوجهك هو يبين لك أيضاً كيف تكون طريق الباطل، ألم يقل الله {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (البلد: 10)؟ يعني بين لك وضح لك كيف طريق الحق ثم بين لك أيضاً كيف طريق الباطل.