فضيلة وشرف السبق في ميادين العمل الى ما فيه الشرف والرفعة.
يوميات من هدي القرآن الكريم.
الدرس الرابع من دروس سورة ال عمران صـ8.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
لأهمية التذكير بفضيلة السبق التي كان العرب معروفون بأنهم كانوا سباقين إلى ما فيه الشرف، والرفعة، ألم يكونوا هكذا؟ سباقون إلى ما فيه شرف ورفعة، ويتنافسون فيما بينهم على مقامات الشرف، والرفعة، والإباء، يقول لبني إسرائيل أنفسهم: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ} ليفوزوا بشرف السبق في مستقبل الرسالات كما فازوا في ماضيها، في أيام أنبياء بني إسرائيل، عندما فاز الكثير منهم، حيث كانوا يجاهدون تحت راية موسى، وعيسى، وغيرهم من الأنبياء.
ونحن العرب يقول لنا، ولو كنا كما كان يراد لنا خير أمة، نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونؤمن بالله لكان خيراً لنا، لكان خيراً لنا في دنيانا، وآخرتنا. لماذا انحط بنوا إسرائيل؟ لأنهم منهم المؤمنون قليل، وأكثرهم الفاسقون، هكذا تكون الأمة في حالة كهذه معرضة للإستبدال، أن يستبدل الله بها غيرها.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}(المائدة: من الآية54) يعني قوم آخرين غيركم {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ} هذا هو الفضل، يعني: التأهيل، التأهيل لحمل الرسالة، التأهيل بأن تناط بكم مسؤولية كهذه، هو شرف، وهو فضل عظيم.
ذكَّرهم بالنعمة العظيمة، والشرف العظيم لهم بأن يكون محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) منهم، لم يحسبوا لها حسابها، كانوا يرفعون أصواتهم فوق صوته، ويجهرون له بالقول كما يجهر بعضهم لبعض، فجاء الله في كتابه الكريم يؤدبهم، أنتم لا تعرفون من هو هذا الرجل، محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، أنتم لا تعرفون عظم النعمة به عليكم، منَّ عليهم بان كان كتابه الكريم بلغتهم، {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء:195)، وذكرهم بالشرف العظيم {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}(الزخرف: من الآية44) لشرف لك ولقومك {وَسَوْفَ تُسْأَلونَ}.