كل أمر قد يبدو مخيفاً في الدنيا هو دون جهنم ولا قيمة للخوف منه.
يوميات من هدي القرآن الكريم.
دروس من سورة المائدة صـ1.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الآمن هو من يأمن من عذاب الله وسخطه، وكل شر وكل عذاب، وكل أمر مخوف هو دون جهنم لا قيمة له، بل هو بالنسبة للواعين الفاهمين للخطورة العظيمة التي يجب أن يأمنوا منها، أنه إذا لم يحقق له الأمن من عذاب الله إلا أن يخوض هذه الغمار التي تبدو مخيفة للكثير، يخوضها بارتياح؛ لأنها لا تشكل شيئاً بالنسبة لما يخاف منه، وسيكون خوضها مما يحقق له الأمن يوم القيامة، الأمن من نار جهنم، الأمن من أهوال القيامة، الأمن من شدة الحساب؛ ولهذا قال الله لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) ليخاطب الناس {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (الأنعام: 15) هذا الذي يخيفني، فلا بد أن أنطلق في طاعته، وفيما يحقق لي الأمن من ذلك الشيء المخيف من نار جهنم، مهما كان الأمر، لا يقعد بي أي أمر مخيف من أمور الدنيا، أي شيء مخيف على أيدي الآخرين، أو ألسنة الآخرين {أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
هذا فيما يتعلق بجانب التخويف أن يكون لديك قاعدة ثابتة من ينطلق ليخوفك كيفما كان هدفه من تخويفك، فارجع إلى القرآن الكريم تعرف ما هو الأمر الذي يجب أن تخافه فعلاً وبيد من هو؟ هذه واحدة، تتأمل في القرآن الكريم عندما يتلو الإنسان القرآن الكريم تجد ما كان يحصل من تخويف للأنبياء للمصلحين، وكيف كانوا يواجهون من يخوفونهم بأنهم يخوفونهم بلا شيء بما ليس مخيفاً مقارنة بما يجب أن نخافه مما هو بيد الله، الله القاهر فوق عباده، الذي لا يستطيع أحد أن يحول بينك وبين أن يوقعك في هذا الأمر المخوف، نار جهنم.