البرنامج اليومي (إذا كان اليمنيون يريدون أن يسلموا شر أمريكا فليصرخوا جميعاً في وجهها، وليتحدوها).
برنامج رجال الله.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
لتحذن حذو بني اسرائيل صـ 9 ـ 10.
إذا كنت تريد أن تسلم أولئك فامش على قاعدتهم هم، هم الذين يقولون: [إذا أردت السلام فاحمل السلاح] هذا مثل أمريكي [إذا أردت السلام فاحمل السلاح].
عرفات ألم يبحث عن السلام؟ هل وجد سلاماً؟ متى فقد السلام؟ ومتى فقد الفلسطينيون السلام؟ يوم القوا بأسلحتهم وانطلقوا على طاولات المفاوضات، مفاوضة بعد مفاوضة، مفاوضات طويلة عريضة ثم بعد فترة تتلاشى كلها وتتبخر. هل حصلوا على سلام؟ إن هذا هو منطق الأمريكيين أنفسهم: [إذا كنت تريد السلام فاحمل السلاح].
إذا كان اليمنيون يريدون أن يسلموا شر أمريكا فليصرخوا جميعاً في وجهها، وليتحدوها، وليقولوا: ليس هناك إرهاب داخل بلادنا. لكن ما الذي يحصل؟ أمر بالسكوت من الكبير والصغير، وكله يُقدم تحت عنوان [حفاظاً على مصلحة الشعب].
نحن نقول: إن القرآن الكريم هو الذي علمنا مصالحنا، إن الله سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا أن من يسارع إلى اليهود والنصارى لا يمكن أن يبرر مسارعته بأنه من منطلق الحفاظ على المصلحة, وأنه فيما لو قال ذلك وكان في واقع نفسه معتقداً لذلك فإنه مخطئ، فإنه مخطئ؛ لأنها ليست مصلحة، أنت تريد أن تحافظ على مصلحة شعبك دع شعبك أن يصرخ كله، وأن يخرج في مسيرات كبيرة.. إذا ما قال الأمريكيون: أن هناك إرهابيين في اليمن، وهم من سيكفون أيديهم، وسينسلون، ويكممون أفواههم حينئذ ستحافظ على مصلحة شعبك.
ولا تتوقع أنهم سيحاصرونك اقتصادياً، هم جربوا عندما حاصروا إيران اقتصادياً أنهم هم من خسروا، أن الشركات الأمريكية هي من صرخت في وجه الحكومة الأمريكية جرّاء الخسارات الكبيرة التي فقدتها، بينما شركات أخرى فرنسية، وألمانية، وصينية، وغيرها هي التي كانت هي المستفيدة، من الذي خسر في الحصار ضد إيران؟ إنهم الأمريكيون أنفسهم، من الذي خسر من الخروج من إيران؟ إنهم اليهود, إسرائيل هي التي خسرت.
وما الذي يحصل أيضاً مع الأمر بالسكوت؟ من يتأمل – وحاولوا أن تتأملوا وتسمعوا كثيراً – هناك منطق يتكرر كثيراً، منطق يقوم على أساس أن يرسخ في نفوسنا أنه لا شرعية لأحد أن يتحرك ضد أمريكا اللهم إلا إذا كان قد أصبح يُعاني ويُضرَب كما هو الحال في فلسطين، حينئذ يمكن أن يقال: أن المقاومة مشروعة، ولكن بمنطق بارد، وقليلٌ من يؤيد هذا.
ألسنا نسمع الآن بأنه نحن نمنع أن تكون حماس إرهابية؟ أو أن يصنف الفلسطينيون بأنهم إرهابيون؟ أو أن يصنف حزب الله بأنه إرهابي؟ لأنهم ماذا؟ لأنهم يقاومون احتلالاً.. لكن آخرون ينطلق منهم مواقف ضد أمريكا في أي بلد عربي إسلامي سيقول الجميع: أنتم إرهابيون! لماذا؟ لأنه لا مبرر لكم أن تتحركوا، أليس هذا هو ما يحصل؟ يفهموننا نحن أنه لاشرعية لأحد أن يتحرك ضد أمريكا اللهم إلا متى ما أصبحت وضعيته كوضعية الفلسطينيين.
أي لا شرعية لك أن تقاوم وأن تتحرك وأن تواجه إلا بعد أن يصل بك اليهود والنصارى إلى وضعية لا يكون لتحركك أي جدوى، فحينئذ سيتفضل عليك هؤلاء الزعماء ويقولون: لا بأس أنت لن نسمح بأن تصنف إرهابي. لكن لن يقدموا لك شيئاً، ولن يدفعوا عنك شيئاً، أليس هذا هو ما يحصل مع الفلسطينيين أنفسهم؟.
يتمنن زعيم من هنا أو هناك أن يقول: لا، الفلسطينيون ليسوا إرهابيين، هم يقاومون الاحتلال.. ويرى هذه كلمة كبيرة، ويراها منّة على شعبه، ويراها منّة على الفلسطينيين، لكن هل عمل هؤلاء للفلسطينيين شيئاً؟ ألسنا نرى الفلسطينيين يذبحون كل يوم، وتدمر مساكنهم، ومزارعهم تقلع وتدمر؟ ما الذي عمل هؤلاء للفلسطينيين؟ ماذا عمل هؤلاء لحزب الله؟ ماذا عمل هؤلاء لحماس؟.
لماذا أما الغربيون: دول، وشعوب، وأفراد وهو ما حصل بعد حادث [الحادي عشر من سبتمبر] بشكل صريح.. ألم ينطلق المواطنون في فرنسا، وفي بريطانيا، وفي أمريكا، وفي استراليا، وفي ألمانيا، وفي مختلف المناطق ضد المسلمين في تلك البلدان؟ ألم تنطلق الصحف؟ ألم تنطلق وسائل الإعلام كلها لتهاجم الإسلام والمسلمين؟ هم انتظروا أحداً يمنحهم شرعية؟ أم أنهم يرون أن لهم شرعية؟ لأنهم يعتبرون الإسلام والمسلمين أعداء ولك حق في أن تقف في مواجهة عدوك.
لكننا نحن المسلمين نُثقف هكذا: ليس لليمنيين حق أن يقفوا في مواجهة أمريكا وإسرائيل، وليس للسعوديين حق، وليس للإيرانيين حق، وليس لأي مواطن في أي بلد عربي حق أن يقف ضد أمريكا، سيقولون ماذا تعني؟ ماذا تريد؟ ماذا تريد عندما تقول هكذا؟ أنت الآن إرهابي، هل ضربتك أمريكا الآن أو عملوا بك شيئاً؟.
نقول: أنت تريد أن أنتظر حتى يدوسوني بأقدامهم، ثم فقط يكون كل ما أريده وأنا منتظر منك، كل ما أريده منك أن تقول لي في الأخير: أنني لست إرهابياً, وأنت في الأخير لا يمكن أن تعمل لي شيئاً!.
الزعماء أنفسهم هم من سيقعون فيما وقع فيه عرفات.. وهل أحد من زعماء العرب عمل لعرفات شيئاً؟ بل يقول بعض الكتاب في الصحف: أنه فعلاً حتى الاتصالات، الاتصال من زعماء العرب أنفسهم بعرفات كلهم أقفلوا الاتصالات معه, ولا كلمة يسمعها، ويسجن داخل بيته ولا أحد يقدم له شيئاً، ولا أحد يتصل حتى يواسيه بكلمة!. هذه ما يجب أن نقاومها.. هذا ما يجب أن نرفضه.
إن اليهود والنصارى يقاتلوننا كافة، والله يأمرنا أن نقاتلهم كافة كما يقاتلوننا كافة، إنهم يتحركون في كل شعب، وهل هناك دولة إسلامية تضرب بريطانيا، أو دولة إسلامية تضرب فرنسا حتى ينتظر الفرنسيون أن يوجد لهم المبرر أن يتحركوا ضد المسلمين؟ أم أن كثيراً من المسلمين الآن ما يزالون سجناء بما فيهم يمنيون؟ سجناء في أمريكا، وسجناء من مختلف المناطق، وأشخاص قتلوا.
حتى نشرت بعض الصحف أن أربعة يمنيين من مدينة [القاعدة] قتلوا واستجوب كثير منهم؛ لأن في وثائقهم اسم [القاعدة] – والقاعدة هي مدينة في اليمن – ظنوا أنه من تنظيم القاعدة تنظيم [أسامة بن لادن] وهو من مدينة القاعدة مدينة هنا اعتقد في محافظة [إب]. محل الميلاد [القاعدة], قالوا: إذاً أنت من القاعدة .. قتل أربعة أشخاص لاشتباههم في الاسم.
لكننا نحن لا يجوز لنا أن نصرخ في اليمن، ولا في أي بلد عربي آخر، ونحن نُضرب في كل مجالات حياتنا، ونحن نرى ديننا يهدد، أولسنا كلنا نعرف أن الإسلام والمسلمين يواجهون بهجمة شرسة جداً من دول الغرب كلها؟. أليس هذا هو ما نلمسه؟. فلماذا يريد هؤلاء أن لا نتكلم لا في اليمن ولا في أي منطقة أخرى؟. لأنه لاشرعية لك أن تقول إلا بعد أن يصل أولئك إلى عندك فيدوسونك بأقدامهم.
تأملوا ستسمعون هذه العبارات تتكرر، ودائماً وسائل إعلامنا تخدم إسرائيل من حيث تشعر أو لا تشعر، وترسخ في أذهاننا شرعية بقاء إسرائيل كدولة، وشرعية تحرك أمريكا ودول الاستكبار ودول الكفر دول اليهود والنصارى ضد المسلمين شعوباً وحكومات ولا تمنح الشرعية إلا لفئات معينة!. ماذا يعني هذا المنطق عندما نسمع [أنه لا أما حماس وحزب الله وحركة الجهاد والفلسطينيين لا نسمع أن يصنفوا أنهم إرهابيين] ماذا يعني هذا؟، أما الباقون فإذا ما صرخ أحد ضدكم فهو إرهابي، أما الباقون في مختلف الشعوب الإسلامية فإذا ما تحركوا لمواجهتهم فهم إرهابيون وسنكون معكم ضدهم.
أليس هذا هو ما يعني حصر؟ حصر ماذا؟ حصر من نعزلهم عن قائمة اسم إرهاب في منظمات معينة بحجة أنها تقاوم احتلالاً مباشراً أولسنا محتلين في اقتصادنا، في سياستنا، في كل شئون حياتنا؟.أوليس العرب مستعمرين الآن؟ هم مستعمرون، أي زعيم يمكن أن يقول كلمة جريئة إلا ويسحبها بعد ساعة أو ساعتين؟ أليس هذا يعني استعمار؟.
استعمار في كل مجالات شؤوننا، وحرب لديننا نراها ونشهدها، وإفساد في أرضنا، وإفساد لشبابنا، وإفساد لنسائنا، وإفساد لكبارنا وصغارنا.. أليس هذا هو ما يحصل في البلاد العربية كلها؟.
إن الله هو الذي منح المسلمين الشرعية أن يقاتلوا أعداءهم كافة كما يقاتلونهم كافه، هو يقول: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}(البقرة: من الآية217) هو يقول: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة:29) هو من أمر المسلمين جميعاً أن يقفوا صفاً واحداً وبكل ما يمتلكون من وسائل في مواجهة أعدائهم، سواء كثر أعداؤهم أم قلوا.
التوزيع للشرعية إنما جاء بعد ما وزعت البلاد الإسلامية إلى قطع صغيرة، ثم بعد وزعت المواقف: فهذا مشروع, وهذا ليس مشروعاً.
إن كل ذلك هو يخالف منطق القرآن الكريم، وسيقولون ماذا؟ حفاظاً على مصالح، سيقولون ماذا؟ مقابل قروض نُعفى عنها، أو مساعدات، أو تنمية موعود بها.. كل ذلك يصنف في قائمة ماذا؟. في قائمة (بيع الدين بالدنيا)، فهل يجوز أن نرضى؟ سنقول: نحن مسلمون, وإذا كنا نرى دول الغرب كلها حكومات وشعوباً ينطلقون لمحاربة الإسلام والمسلمين كافة فإن كل مسلم يجب أن يكون جندياً يعاملهم بمثل ما يعاملون به المسلمين، ويقف في وجههم كما يقفون بكل إمكانياتهم في وجه المسلمين.