الإنسان المؤمن صاحب اهتمامات كبيرة فيما يتعلق بواقع الأمة وميادين الصراع
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس التاسع من دروس رمضان صـ17.
لو أن تمويل الجهاد قضية تعتمد على طرف معين تعتبر منهكة .. منهكة للأمة نفسها، ثم أن هذه القضية نفسها هي أيضاً تجعل الإنسان عنده اهتمام، اهتمام مستمر يرى نفسه مسئولاً، ومعنياً بالقضايا. الآن أليس الكثير من الشعوب يكون عندهم الجيش هناك؟ الجيش! الذهنية هذه مسيطرة أن هناك جيش، وأيضاً البعض يقول: أن هناك جيشاً وأن هناك دولة. هذه القضية تجعل الآخرين مجردين عن الشعور بالمسئولية، وعن الاهتمام. الإسلام بنى الإنسان على أساس: أن يكون صاحب اهتمام بالقضايا الكبيرة، ومشارك فيها، ومشارك فيها، مشارك بيده، مشارك بنفسه، مشارك بماله، يكون في نفس الوقت شريكاً في النتائج، يلمس الناس هم، ترتفع معنوياتهم، عندما يحققون انتصارات هم.
فإذا كانت جهة معنية ومعينة [لحالها] هي فقط، تذبل الاهتمامات عند الآخرين، وينسون حتى تصبح لديهم حالة لم يعد لديهم شعور بمسئولية. فيكونون هم معرضين للهزيمة، فإذا ما هزمت تلك الجهة المعينة هزمت البلاد بكلها.
لهذا يأتي الخطاب موجه للمسلمين، أليس الخطاب موجه للمسلمين؟ {وَقَاتِلُوا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ}، {وَأَنْفِقُوْا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ}، {كُونُوا أنْصَاراً لله} وهذه القضية هامة من الناحية التربوية بالنسبة للأمة، فيما يتعلق بواقع الأمة في بناءها، بنائها النفسي، بالطريقة هذه يصبح الناس، يصبح الإنسان المؤمن صاحب نفس كبيرة، صاحب اهتمامات كبيرة، يرى نفسه في الصراع الكبير مع الأعداء مهما كان كبيراً، لا تكون نفسيته معرضة للتضاؤل والتلاشي، فالإنسان الذي لا يعطى قضايا كبيرة تكون نفسيته معرضة للاضمحلال والتلاشي، فيصبح لا يمثل أي رقم في الحياة، لا يمثل أي دور في الحياة، لكن هنا قضايا تجعلك دور في الحياة، لك فاعلية في الحياة، ونفسك تكبر، ومعنوياتك تكبر، واهتماماتك تكبر.