المؤمن الحقيقي لا يقبل نهائياً ان يحكمه الباطل او يهيمن عليه مهما كانت الظروف.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة بمناسبة ذكرى عاشوراء عام 1433هـ
الإنسان المؤمن حقاً بعزة الإيمان وبإباء الإيمان مهما كانت قسوة الظروف, مهما كان حجم المخاطر, مهما كان الثمن لا يقبل نهائياً لا يقيل نهائياً بأن يكون من يهيمن عليه من يحكم توجهه في الحياة هو الباطل هم الظالمون ويستعبده الطاغوت, لا يقبل بذلك, يكون حاضراً لأن يضحي لأن يبذل نفسه في سبيل الله لأن يلحق بالرفيق الأعلى وهو ثابت على الحق صامد على الحق لا يتزعزع ولا يتضعضع لا يؤثر فيه إرجاف ولا يؤثر فيه أحداث ولا يؤثر فيه تكالب الطغاة ولا وحشيتهم ولا فظاعة إجرامهم
الإنسان المؤمن على مستوى عالٍ من الحضور للتضحية والاستعداد للتضحية, الله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ}(التوبة: من الآية111) روحية عالية يحملها الإنسان المؤمن لأنه دائماً يتطلع إلى ما عند الله يرجو الله ويرجو ما عند الله, ولا يرى في تضحيته في سبيل الله ولا في بذله النفس والروح وبذله المال في سبيل الله أي خسارة, يرى أنه رابح مع الله وأن ما يتحقق له حتى من خلال الشهادة هو الحياة الدائمة هو الفوز العظيم هو المقام الرفيع المكانة السامية والعالية عند الله سبحانه وتعالى
ولذلك أيها الإخوة الأعزاء بهذه الروحية, الروحية الإيمانية التي تحمل الإباء والعزة والاستعداد العالي للتضحية تستطيع الأمة أن تواجه الجبروت, جبروت الظالمين وطغيانهم, ولن يركعها شيء من ظلمهم ولا وحشيتهم ولا فضائع جرائمهم, ستكون الأمة في صمودها في ثباتها في قوتها وتمسكها بالحق أقوى من كل جبروتهم وفوق كل طغيانهم, أكثر صموداً وأعظم استبسالاً, وأقوى ثباتاً في مواجهة الطاغوت, بهذه الروحية تستطيع الأمة أن تقيم الحق وأن تجعل للإسلام سيادة في واقعها يحكم توجهها وتبني عليه واقعها
أما من يظن أو يتوهم أن بالإمكان أن يجمع بين حالة الإيمان وروحية الخنوع والخضوع والذل والاستسلام والعجز واليأس والإحباط أنه يمكن أن تكون هذه طريقة لإقامة حق أو لتغيير واقع أو لإصلاح خلل أو لمواجهة طغيان الطغاة فهو واهم, واهم, هذه الروحية – الخنوع والخضوع – هي التي ركَّعت الأمة على مدى مراحل كبيرة من تاريخها لمجرمين سيئين على مستوى فضيع من الدناءة والانحطاط والسوء والشر والظلم والطغيان والإجرام, كانت هذه هي النتيجة هذه هي النتيجة.