يوم الفرقان يوم من ايام الله ويوم من ايام الإسلام العظيمة.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الـ 11 ( غزوة بدر 2 ) للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 18 رمضان 1438هـ.
يوم الفرقان، اليوم الذي سماه الله بهذا الأسم، يوم بدر وواقعة بدر وحادثة بدر الكبرى وما يسمى في التاريخ الإسلامي والسير بغزوة بدر الكبرى، هذا الحدث الذي كان حدثا مفصليا في التاريخ وأحدث تغييرا كبيرا في الواقع وأسس لمرحلة جديدة مهمة وأرسى الله به قواعد الحق والعدل، يوم عظيم كل الشعوب وكل الأمم في هذه الدنيا لها أيام مهمة، أيام تاريخية، أيام تعتبرها أياما مجيدة، وأياما غيرت في واقعها وتحقق لها فيها إنجازات أو نتائج كبيرة
نحن كمسلمين يعتبر يوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة يوم حادثة وواقعة بدر الكبرى، يعتبر يوما مهما وعظيما ومجيدا وتاريخييا واستثنائيا ومفصليا وفارقا، فارقا في تاريخ الأمة، فارقا أسس لمرحلة جديدة خرجت بها الأمة المسلمة آنذاك من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة القوة والهيبة والمكانة، وأيضا كسرت هيبة الطاغوت وكسر الله بها شوكة الأعداء، وعززت الأمل لدى المستضعفين، وغيرت النظرة السائدة في واقع الناس آنذاك، غير النظرة السائدة لقوى الطاغوت أنها قوى لا يمكن أن تقهر ولا يمكن أن تكسر وأنها أمر حتمي وأمر لا مفر منه، ونأتي اليوم لنستكمل على ضوء النقاط المهمة التي وردت بالأمس،
هذا اليوم الذي أسماه الله يوم الفرقان فكان يوما فارقا في تاريخ الأمة والبشرية بكلها، له أهميته من جوانب كثيرة، ما ترتب عليه من نتائج مباشرة ونتائج غير مباشرة وانتائج امتدت عبر التاريخ إلى اليوم، وما فيه من دروس وما فيه من عبر نستفيد منها نحن، يستفيد منها المسلمون في كل زمن وفي كل مرحلة وفي كل ظرف وفي كل مكان، وتستفيد منها البشرية بكلها، بالأمس كان هناك بعض من الدلالات المهمة التي يدل عليها الحدث من حيث هو، كيف أن النبي صلوات الله عليه وعلى آله من موقعه العظيم في الرسالة الإلهية من مكانته من منزلته الرفيعة عن الله سبحانه وتعالى، لم يكن معفيا عن تحمل المسؤوليات، عن تحمل المشاق وعنائها، عن التحرك في مواجهة الأخطار بل والتعرض لهذه الأخطار وهو يتحرك، يعني عرضة للاستهداف وعرضة للضرر ومعانيا، وقلنا أن كل أولئك الذين رسموا صورة مغلوطة عن الإسلام جردوا الإسلام فيها من جانب المسؤولية والتحمل للمسؤوليات العامة والتحرك في مواجهة الأخطار والتحديات هم غالطون، هم مخطئون هم بعيدون عما كان عليه النبي صلوات الله عليه وعلى آله، كذلك الذين يوظفون الإسلام توظيفا خاطئا كعناوين وشكليات لخدمة الطاغوت والاستكبار ولخدمة الظالمين والمجرمين هم كذلك مسيئون إلى الإسلام ومجرمون بحق الأمة