التذكير بالحق في المواقف المهمة والمسؤوليات الكبيرة.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية الحادية عشر 11 رمضان 1441هـ.
التذكير بالحق في المواقف المهمة والمسؤوليات الكبيرة، والتذكير بالحق في القضايا الصغيرة والكبيرة، التذكير بالحق على مستوى الالتزام العملي، التذكير بالحق على مستوى الالتزام العملي من أهم المسائل، والتواصي به في إطار الالتزام العملي، والناس يتحركون، والمؤمنون والمؤمنات يتحركون كأمة مؤمنة تعمل على إقامة الحق، وعلى التحرك للحق، وعلى أن تجسد في واقعها قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}[الأعراف: الآية181]، لا بدَّ من التواصي بالحق.
الإنسان قد يتحرك في هذا الإطار: في إطار أمة تسعى لأن تقيم الحق، وأن تهدي بالحق، وتهتدي به، وتعدل به، وتقيمه في واقع الحياة، في إطار المسيرة العملية يأتي الهوى، تأتي المؤثرات الكثيرة جدًّا التي تؤثر على الكثير من الناس: إما إمكانيات، إما سلطة، إما موقع، إما مسؤولية معينة، إما انفعالات وغضب، إما رغبات وشهوات، إما مخاوف… عوامل مؤثرة تؤثر على الإنسان، ففي أدائه العملي، وفي أداء مسؤولياته، قد يخرج عن الحق في موقفٍ معين، في تصرفٍ معين، في فعلٍ معين، في سلوكٍ معين، حينها هناك أهمية للتواصي بالحق، والتناصح بالحق، ولا يتحول الواقع إلى واقع مجاملات ومداهنات يسود فيه الانحراف، ويتعاظم فيه الانحراف، ولا أحد يتحدث مع أحد، ولا أحد يوصيه بالحق، لا بدَّ من التواصي بالحق والتنبيه عند ملاحظة بوادر انحراف، أو مؤشرات انحراف عن هذا الحق في قضيةٍ معينة، في موقفٍ معين، في سلوكٍ معين، في تصرفٍ معين، في تقصيرٍ معين، تقصيرٍ في مسؤولية مهمة، يأتي التواصي بالحق، ويجب أن تكون هذه حالة مقبولة، ومطلوبة وليس فقط مقبولة، مطلوبة، والإنسان المؤمن لن يأنف إذا ذُكِّر بالحق؛ لأنه من استثقل الحق أن يقال له، سيستثقله في العمل أكثر، كما يفيده كلام الإمام علي -عليه السلام-، من استثقل الحق أن يقال له وأن ينصح به؛ فبالتأكيد هو أبعد عن الالتزام به في الواقع العملي وهو أثقل عليه في الالتزام العملي، وهو أثقل عليه في الالتزام العملي.