حديث القرآن عن اهل الكتاب وعداوتهم لهذه الأمة.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية الثامنة والعشرون 28 رمضان 1441هـ.
عندما نعود إلى القرآن الكريم في حديثه عن أعدائنا من أهل الكتاب، هم من يتجلى في واقعهم على أوضح ما يكون، وعلى أبين ما يكون، أنهم تنطبق عليهم تلك المواصفات القرآنية في عدائهم الشديد للأمة، في مؤامراتهم ضد هذه الأمة، أنهم من يتجهون في هذا الزمن كفريقٍ هو فريق الشر من أهل الكتاب، فريق الغدر، فريق المكر، الفريق الذي يعادي هذه الأمة، ويستهدف هذه الأمة، ويتآمر بكل أشكال وأنواع المؤامرات على هذه الأمة، ويستهدف هذه الأمة في كل المجالات، له برنامج كبير، وأعمال واسعة، واهتمامات كثيرة، وأنشطة واسعة: على المستوى السياسي، على المستوى الإعلامي، على المستوى الاقتصادي، يشتغل بوضوح، هو حاضر في ساحتنا الإسلامية بشكلٍ مباشر، وعبر أدواته من الموالين له، الذين يستغلهم ويستخدمهم كأدوات؛ لتنفيذ الكثير من مؤامراته، التي لا يتمكن من تنفيذها بشكلٍ مباشر، أو لا يحتاج إلى تنفيذها بشكلٍ مباشر.
فالقرآن الكريم في حديثه الواسع عن هذا الفريق (فريق الشر والغدر والمكر والكفر من أهل الكتاب، من اليهود والنصارى)، قد قدَّم ما يكفي هذه الأمة لتكون على أعلى درجةٍ من الوعي، وعلى أعلى مستوى من استشعار المسؤولية، وعلى وضوحٍ تام فيما ينبغي عليها أن تفعله لتواجه هذه الحرب، التي هي حرب قائمة بالفعل عليها في كل المجالات، ولكنه المرض، المرض الذي يجعل البعض من الناس لا ينفع فيهم هذا الواقع الواضح، وهذه الأحداث البينة، أحداث كبيرة، وأحداث مستفزة، وأحداث مؤلمة، عداءٌ فيه إضرارٌ واضحٌ بالأمة، فيه استهدافٌ واضحٌ للأمة بكل أشكال الاستهداف: القتل اليومي، الإذلال لهذه الأمة، الظلم، الاضطهاد، القهر، الاحتلال، المصادرة للممتلكات، الاستهداف على المستوى القيمي والأخلاقي، على المستوى الثقافي والفكري، ما ينبغي أن تكون الأمة مستفزة تجاه عدوٍ يفعل كل هذا بها، حادثة واحدة كان يفترض أن تكون مستفزة لهذه الأمة، العمل بشكل واضح للاستهداف لهذه الأمة في رموزها الدينية، حتى وصل ذلك إلى درجة الإساءة المعلنة والصريحة إلى رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-، السخرية من القرآن الكريم، السخرية من الإسلام جملةً وتفصيلا.