البرنامج اليومي (كيف أنت تريد تسكتنا أن لا نتكلم على اليهود والنصارى والله قد لعنهم في القرآن؟).
برنامج رجال الله.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الشعار سلاح وموقف صـ 1 ـ 3.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
[من المؤسف أنك تسمع أن هناك من يتكلم من اليهود والنصارى على رسول الله، وعلى القرآن، وعلى الإسلام] وترى العرب في المقابل، ما يحصل منهم مواقف قوية, بل يصل الأمر إلى أنه مثل ما حصل عندنا في صعدة عندما يندد الناس بأمريكا وإسرائيل, ويتكلموا على أمريكا وإسرائيل، يحصل من يقول لك: لا.. يبطِّلوا ويسكتوا, يتوقفوا لا يكتبوا الشعار هذا.. إلى الدرجة هذه حصلت.
وكيف أنت تريد تسكتنا أن لا نتكلم على اليهود والنصارى، والله قد لعنهم في القرآن الكريم! كيف لا نتكلم على أمريكا وإسرائيل، وهاهم لا يسكِّتون من يتكلم منهم على رسول الله، وعلى القرآن، وعلى الإسلام, لا يسكتونهم.
أي كتابات فيها ردود, فيها تشنيع على الأمريكيين, على اليهود والنصارى عندما يتكلموا على رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) المفروض أن تنشر ويتحرك الناس فيها, أي عمل يعتبر تشهير بأعداء الله، موقف منهم, ينطلق الناس فيه لا يتوقفوا وإن منعتهم الدولة؛ لأن بعض المسئولين يأتي من جهة نفسه يتصرف هكذا, مثلما عمل المحافظ في صعدة يقول لك: لا عاد يكتبوا الشعار, لا عاد يلصِّقوا الشعار, وقلَّع الملصقات منه!.
هذا عمل ما هو طبيعي، نقول له: إنك كيف أنت تريد تسكِّت الناس, وهؤلاء الأمريكيين ما سكَّتوا أصحابهم وهم يسبون رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يسبون رسول الله، سب أشد من كلمة الموت لأمريكا, أصلا كلمة الموت لأمريكا ما هي كلمة سب, ما هي كلمة سب, أبداً, هي إعلان موقف, أننا نعتبرهم أعداء، نتعامل معهم كأعداء, أما اللعنة على اليهود فاللعنة قد لعنهم الله في كتابه في عدة آيات.
كيف يبلغ الحال بالعرب إلى أن يأتي مسئول فيهم, إلى أن يصل الحال بدولهم أن تحاول أن لا يعد يتكلم الناس حتى الكلمة ضد أعداء الله، وأعداؤهم هم في نفس الوقت يحاربونهم بكل وسيلة, يحاربوننا بالكلام, بالأسلحة, بالإقتصاد، في كل مجال.
وفي شهر رمضان ما يزال الناس في أول الشهر فيحاول الناس أن يهتموا بتدبر القرآن الكريم, وسيعرفون أن الأشياء تكون هامة جداً, هامة جداً مسألة أن يكون الإنسان ملتزماً بكتاب الله, وأن يهتدي بكتاب الله, قضية تتوقف عليها نجاته، وهدايته في الدنيا وفي الآخرة, ويتوقف عليها عزة المسلمين، وعزة العرب بالذات, عزة العرب بالذات وقوتهم وتمكينهم يتوقف على الإهتمام بالقرآن الكريم, بغيره لا يمكن أن تقوم لهم قائمة ولا يمكن أن ترتفع لهم راية، إطلاقاًَ؛ لأنهم ربطوا بالدين, ربط مصير العرب بالدين.
عندما يربطهم بمسئولية, يربط بهم الدين، ليس فقط كعبادة بل كمسئولية, أن يتحركوا له, وأن يكونوا أنصاراً له، وأن يجاهدوا في سبيله, فمتى ما فرطوا فيه، ما عاد يمكن تقوم لهم قائمة, ما يمكن يعتزوا.
هذا ما هو حاصل وما يشهد له واقع الناس اليوم؛ لهذا واجب الناس أن نعود إلى القرآن الكريم في هذه الظروف التي يواجه فيها الدين حملات شديدة, أول شيء نحصن أنفسنا، ونحصن أولادنا، ما يصبحوا عرضة للتضليل، ما يصبحوا عرضة بأن يصبحوا في الأخير قد يجندوا لصالح أعداء الله, لصالح اليهود والنصارى, قد يجندوا فعلاً.
لأن الأمة قد مرت بحالة مثل هذه، الإستعمار الذي انتهى قبل فترة, الإستعمار العسكري الذي كان موجوداً استعمار بريطاني وفرنسي وإيطالي وبلجيكي وغيره, كانوا يسوقون الناس في الحرب العالمية، يسوقون المسلمين ليقاتلوا تحت راية البريطانيين، تحت راية الإيطاليين، تحت راية الفرنسيين، يقاتلون, يجند لك عشرات الآلاف من المسلمين يقاتلون لصالحه، لأطماعه, هذا يعتبر من أسوأ المواقف، من أسوأ الحالات.
هكذا الناس، وناسين أنهم في مستقبل استعمار جديد, استعمار لكن وبأسلوب أخبث من الأول, أسلوب أخبث من الأول, كان الأسلوب الأول يكون من البداية عبارة عن هجوم, الهجوم يخلق عند الناس حالة ردة فعل واستياء من المستعمر؛ ولهذا تجد أنهم في الأخير اضطروا إلى أن ينسحبوا من البلدان التي استعمروها.
الاستعمار الحديث الآن جاء تحت عنوان خبيث، باسم مكافحة إرهاب, ومعهم مجموعة يسمونهم إرهابيين يقسموهم على المناطق، وفي الأخير يقولوا نريد ندخل نطرِّدهم, نلحق بعدهم, ويدخلوا المناطق, يدخلوا البلدان, يدخلوا البلاد ويحتلوها ويهيمنوا عليها, ويكونوا قد خضعوا الدولة فيها, والناس ما يروا شيء إلا عندما تستحكم قبضتهم, ما يرى الناس أشياء, ما يروا أمريكيين أمامهم زاحفين، إلا بعدما يكون قد استحكمت قبضتهم, قد دخلوا البلاد, بنو قواعد عسكرية, توافدوا بأعداد كبيرة.
وما يزال تحت عنوان مكافحة إرهاب, مكافحة إرهاب، مثلما تعمل إسرائيل الآن, لاحظ إسرائيل كم قد لها محتل في فلسطين؟ حوالي خمسين سنة, وتلاحظ ما حصلوا على ذريعة أحسن مما حصلوا عليها تحت اسم مكافحة إرهاب في الأيام هذه, في السنة هذه, الآن يدخلون المدن وباسم أنهم ملاحقين إرهابيين, يدمروا ويقتلوا ويجرفوا مزارع ويقلعوا الأشجار، باسم أنهم ملاحقين إرهابيين, وباسم أنهم مكافحة إرهاب، وأنهم يكافحوا إرهابيين، وهناك إرهابيين يحاربونهم.
استخدموه الآن كسلاح, استخدموه كذريعة, كمبرر ليلجموا به العرب؛ لأن الحكومات العربية أرغمتها أمريكا أن تدخل معها في اتفاقية مكافحة الإرهاب, وفلسطين إرهابيين, وستدخل إسرائيل لتلاحق الناشطين في حماس, في فتح, في الجهاد الإسلامي, تحت مبرر [هؤلاء إرهابيين] وهي محتلة, ما هي محتل من قبل؟ ما حصَّلت لها ذريعة مثلما حصلت لها في السنة هذه, وهو كان بداية شر هذا العنوان الذي طرحوه باسم مكافحة إرهاب, وأنت تجده أنه ما يتوجه إلا إلى المسلمين, وإلى المجاهدين من المسلمين, يعني المقصود من ورائه ضرب الحركات الجهادية, وضرب حركات التحرر.
يعملون لهم مجموعة باسم أنهم إرهابيين وما هم إرهابيين، هم أصحابهم, هم الذين ربوهم, هم الذين وزعوهم على المناطق, ثم يدخلوا باسم أنهم يلاحقونهم, يلاحقونهم, يطاردونهم, يطاردونهم في أكثر من 60 دولة, من الذي سينقلهم إلى 60 دولة؟ من الذي سيعطيهم الإمكانيات هذه، الذين يسمونهم تنظيم القاعدة؟ وبعدين يلاحقونهم.
وفي اليمن, اليمن له النصيب الأوفر من هذه, من الإتهامات, نصيب وافر ربما أكثر من أي بلد آخر, ما هم قالوا عادهم ضربوا؟ الأمريكيون قالوا أنهم ضربوا سيارة في مأرب بصاروخ من طائرة أمريكية؟ وحصل قالوا استنكار من أحزاب المعارضة، استنكار على الدولة نفسها، أنها فرطت, أو أن هذا يعتبر تفريط في سيادة اليمن, أن تصل المسألة إلى الدرجة هذه، طائرة أمريكية تلحق سيارة يمنية فيها يمنيين ويرموهم هكذا على ما قالوا في هذا الموضوع, والله أعلم بحقيقته.
يعتبر تدخل باسم مكافحة إرهابيين وملاحقة إرهابيين, والهدف هو البلاد، واستعمار البلاد وإفساد الناس ومحاربة الدين.
فعندما يرجع الناس إلى دين الله سبحانه وتعالى؛ لأنه ما بقي منجى إلا أن يرجعوا إلى الدين {وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (آل عمران: 101) ومن خلال تأمل القرآن الكريم سيعرف الإنسان ما يجب عليه, كيف يجب أن يكون عند الله سبحانه وتعالى, يصف المؤمنين بأنهم قوامين بالقسط, آمرين بالمعروف, ناهين عن المنكر, منفقين في سبيل الله, يوجب عليهم أن يكونوا أنصاراً لدينه.. هذه صفات المؤمنين التي تؤدي بهم إلى الجنة, إلى دخول الجنة, إلى أن يحصلوا على رضوان الله سبحانه وتعالى، ويفوزوا بالجنة، النعيم العظيم الدائم.
ما هي فترة أن يكون الناس يغلب عليهم الخوف, أو حالة اللامبالاة, حالة الخوف, أو حالة اللامبالاة؛ لأن الخوف هو من السكوت من القعود، حتى يتمكن أعداء الله, وبعدها سيضربوا الناس في كل مكان، ويحاربوا كل أنشطتهم الدينية ويحاربوا مصالحهم ويحاربوا كل شيء, هم يحاولوا أن يذلوا المسلمين إذلال, ما هي هكذا معهم مطامع مادية فقط, عاد فيها إذلال للأمة هذه, محاربة لدينها, مسخ لثقافتها, هم يريدوا – كما يقولون في أهدافهم – أنهم يريدوا أن يقيموا مملكة داوود, يعني مملكة إسرائيلية, مملكة صهيونية تحكم المناطق هذه كلها، البلاد العربية وغير البلاد العربية.
وبعد أن يهيمنوا على البلاد العربية التي هي منبع الثروات، سيهيمنوا على الغرب؛ لأن عندهم فكرة أن يقيموا حكومة عالمية, فإذا مسكوا المنطقة هذه وهيمنوا عليها استطاعوا من خلال التحكم في ثرواتها، التحكم في منافذها، ولذلك تحصِّل إسرائيل قد معها قاعدة في البحر الأحمر، قريب لباب المندب، قد معهم قواعد هناك, إذا مسكوا المنطقة هذه، استطاعوا أن يتحكموا على بلدان أوربا وعلى بلدان.. تصبح أمريكا نفسها تابعة لإسرائيل, مثلما هي الآن إسرائيل في الصورة تابعة لأمريكا.
لا يتهاون الناس ببعض الأشياء, نحن نعتبر بعض الأعمال نعتبرها هامة جداً, للأسف الكثير من الناس يعتبرها طبيعية وعادية، وما هي كافية أن الناس ينشطوا فيها. لكن يتهيأ, يهيئ الله مثلاً ما يمكن أن يجعل له شاهد أن هناك هذا العمل المعين عمل مهم ومؤثر, هذا الشعار انطلق من سنة تقريباً في شهر شوال في العام الماضي, عاد به إلى حد الآن مناطق كثيرة ما بيرفعوه ولا بينطلقوا في هذا الإتجاه, اتجاه توعية نفوسهم, تهذيب نفوسهم ليكونوا معدين أنفسهم لمواجهة أعداء الله، ورافضين لهيمنة أمريكا وإسرائيل.
حتى الشهر الماضي حين جاء السفير الأمريكي إلى صعدة بعدها وإذا المحافظ قد معه حركة ثانية, توجيهات نزلت بمجموعة أشخاص يسجنوهم؛ لأنهم كتبوا الشعار، وأرسل بعض الجنود يقلعوا الشعار ويخدشوه في أماكنه, ما هذا يعتبر عمل سيئ؟ عمل سيئ, يعني عمل غير طبيعي، إنه إنسان عربي مسلم في اليمن يحاول أن يحارب أي كلمة تجرح مشاعر الأمريكيين, يحارب الكلام فقط, الكلام ضد أعداء الله, كيف لو قد انطلق الناس عملياً!.
يعني هو يحاربك لا تتكلم عليهم كلام؛ لأنهم ينزعجوا منه، وانزعاجهم منه ما هو من أجل أنهم ما يريدوا يسمعوا كلمة قاسية عليهم, لا.. يعرفوا أنه عملياً يؤدي إلى خلق عوائق أمام خططهم المرتبة في اليمن, يخلق عوائق أمام ما يفكروا فيه من هيمنة في اليمن.
فعندما يخرج السفير الأمريكي, والسفير الأمريكي هذا نفسه اٌختير من وزارة الخارجية الأمريكية اختيار خاص لليمن، هو شخص من كانوا يقولون أنه متخصص في موضوع مكافحة إرهاب, وفي هذا الموضوع الذي نراهم الآن يتحركوا فيه, السفير هذا اختير لليمن, نوعية خاصة. خرج إلى هنا انزعج, خلاهم يمَسّحوا, خلاهم يقلّعوا الأوراق, خلاهم يسجنوا أشخاص. ما هذا شاهد على أن هذا الشعار مؤثر على الأمريكيين؟ ولا ما من عملوا شيء, ليس مثلما يقول البعض: ما منه شيء، هي كلمات ما منها فائدة!.
هذا الشعار قد هم ذولا بيحمسوا مِنَه, إذا الإنسان يفكر إنه يبطِّل، ما هو داري إن قدهم بيحمسوا, هم ذولا قد سجنوا البعض, وهم ذولا بيخدشوه… وهو قال نبطِّل. طيب المسألة أن تبطِّل, أن تتوقف ستصبح هذه في الأخير مفتاح شر, في الأخير يطلبوا أشياء كثيرة تتوقف, مدارس دينية, مدارس علمية سيقولوا تتوقف, ما يعمل الناس في العطلة الصيفية، مرشدين يتوقفوا, لازم ترخيص من وزارة الأوقاف, خطباء المساجد لازم يكونوا معينين.. وهكذا, منهج لازم يعدِّل، مناهج المدارس الحكومية, في الأخير تأتي قائمة طويلة عريضة من الممنوعات ومن المفروضات, أشياء يمنعونها وأشياء يفرضونها فرض.