شعار الصرخة سلاح بعيد المدى. بقلم/ زيد البعوه
| مقالات | 28 شوال 1441هـ/ الثقافة القرآنية:- في الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، ذكرى الموقف القرآني الأول في ميدان الصراع الشامل بين المستكبرين والمستضعفين، ذكرى تمزيق حاجز الصمت الذي كان يخيِّم على هذه الأمة، ذكرى السلاح النفسي والمعنوي والإعلامي، ذكرى الخروج من حالة الركود والجمود إلى حالة القول والفعل، إلى حالة الرفض والاستنكار لما يفعله الأمريكان والصهاينة بهذه الأمة، ذكرى رصاص الكلمات التي تطلقها ألسنة وحناجر من يستشعرون المسؤولية أمام الله حيال ما يفعله الصهاينة والأمريكان بحق أبنائها هذه الأمة، في هذه الذكرى ينبغي أن ندرك أهمية وعظمة وتأثير هذه الصرخة في أنفسنا أولاً وعلى أعدائنا ثانياً.
شعار الصرخة موقف وسلاح بعيد المدى شديد التأثير ضمن مشروع عملي جهادي شامل يهدف إلى الخروج من حالة الصمت والركود والجمود إلى حالة التعبير عن السخط وسلاح معنوي يعبِّر عن حالة وعي وتمييز العدو من الصديق وصرخة استنكار تعبِّر عن حالة عدم الرضا إزاء ما يرتكبه الطواغيت بحق هذه الأمة واستجابة عملية لله بمثابة إعلان البراءة من المشركين وأعداء الإسلام والمسلمين، هكذا هو شعار الصرخة في وجه المستكبرين تبدأ آثاره من النفس حيث يؤهلها لاتخاذ موقف من الأحداث ومن الصراع بين الحق والباطل ثم يترك أثره في النفس بعد أن يترسخ فيها بمعانيه العظيمة والمهمة وبعد ذلك يصبح سلاحاً معنوياً ونفسياً وإعلامياً ضد العدو وشعاراً ثابتاً وراسخاً له ما بعده من أعمال ومواقف في ميدان الصراع مع أهل الكتاب والمنافقين.
شعار الصرخة في وجه المستكبرين موقف جهادي تم استيحاؤه من القرآن الكريم كسلاح من أسلحة المعركة الإعلامية والنفسية والثقافية والأدبية والفكرية وحتى العقائدية في ميدان المعركة الشاملة التي يخوضها الحق في مواجهة الباطل ويخوضها المستضعفون في مواجهة المستكبرين، موقف مفرداته قرآنية ومعانيه قرآنية وأهدافه جهادية، لا مكان فيه للعنصرية والطائفية أو ما يسمى بمعاداة السامية، لأنه استجابة عملية لتوجيهات ربانية تدعو المسلمين إلى إعلان البراءة من المشركين ومن أهل الكتاب تحديداً واستنكاراً لما يرتكبونه من جرائم بحق أبناء هذه الأمة بصفتهم أعداء لله والرسول والإسلام والمسلمين.
شعار الصرخة أثبت جدوائيته في ميدان الصراع مع اليهود والنصارى “أمريكا وإسرائيل” وحلفائهم حيث كشف الكثير من الحقائق خصوصاً في زمن التطبيع مع اليهود وأكد مدى حالة السخط في نفوس الكثير من أبناء الشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتها الشعب اليمني الذي يرفع هذا الشعار منذ سنوات ويجسّد إيمانه العملي والحقيقي بما جاء في سورة “براءة” ويعلن موقفه الواضح المعادي لسياسة الاستعمار والطغيان التي ينتهجها الأمريكان والصهاينة وعملاؤهم من أنظمة الخليج وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي “آل سعود وعيال زايد “الذين أثبتت أعمالهم ومواقفهم المعادية للإسلام والمسلمين أنهم أدوات إجرامية لليهود والنصارى.
ولنا أن نتساءل ونقول لأولئك الذين ينتقدون الصرخة ويقلِّلون من شأنها: ما هو البديل؟ هل لديهم موقف آخر غير الصمت والجمود؟ لا يوجد لديهم، ولو كانوا يملكون لكانت السنوات الماضية منذ عام 2002م إلى اليوم كفيلة بأن تجعلهم يبتكرون مواقف وأسلحة جديدة تفنِّد أهمية شعار الصرخة وتبطل مفعوله وتأثيره، بل إن شعار الصرخة استطاع أن يجعل العملاء يطفون على السطح وعوراتهم مكشوفة ومواقفهم مفضوحة حين انطلقوا للتطبيع مع الصهاينة والأمريكان وخدمتهم ضد هذه الأمة بدلاً من الوقوف في صفها ومواجهة أمريكا وإسرائيل ونصرة فلسطين والمسجد الأقصى ولو بصرخة واستنكار ورفض وسخط يعبِّر عن حالة عدم الرضا بما يرتكبه الأمريكان والصهاينة بحق أبناء هذه الأمة.
لقد استطاع شعار الصرخة ومن يرفعه ويردده أن يفضحوا الأمريكان والصهاينة وعملاءهم ويفضحوا حريتهم المزيفة وديمقراطيتهم الكاذبة وأثبت شعار الصرخة أن السخط يؤثر على اليهود والنصارى وعملائهم وأنهم يخافون من تنامي السخط في أوساط الناس ضدهم وضد ما يقومون به، وأثبت شعار الصرخة انه سلاح وموقف مؤثر وفعال في ميدان الصراع مع المستكبرين، سلاح معنوي وفكري وإعلامي وثقافي وموقف مبدئي قرآني يعبِّر عن حالة الرفض والاستنكار لسياسة الأمريكان والصهاينة وموقف يعبِّر عن حالة الاستعداد التام لخوض غمار المعركة الشاملة مع اليهود الأكبر وأن النصر سيكون حليفاً للإسلام ولن يُقهر أو يُهزم.