أعظم قدسيةٍ في الدنيا هي لبيت الله الحرام.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الخامسة والعشرون من محاضرات رمضان لعام 1441هـ.
الله -سبحانه وتعالى- يقدِّم حقيقة واقعهم، الحقيقة أنهم يصدون عن المسجد الحرام، وهذه جريمة من أكبر الجرائم على الإطلاق؛ لأن أعظم قدسيةٍ في الدنيا هي لبيت الله الحرام، وللمسجد الحرام، في كل المقدسات، في كل المساجد، في كل الأماكن المقدسة، أول وأكبر وأعظم قدسية هي للمسجد الحرام، ودوره مهم، سواءً فيما يتعلق بالعبادة فيه لله، والتعظيم لله -سبحانه وتعالى-، أو بشعائر الحج، أو بأدائه الدور المطلوب في أن يكون مركز إشعاعٍ للهداية للناس إلى الله، وأن يكون محطةً لتزود التقوى؛ لأن الهدى والتقوى هما الثمار الأساسية التي ينبغي الحصول عليها من خلال هذا الدور للمسجد الحرام ولشعائر الحج، فتكون محطة لتزود التقوى، وتكون أيضاً منبراً للهداية للناس إلى الله -سبحانه وتعالى-، الهداية الإرشادية، والهداية العملية من خلال الدفع العملي والتحريك العملي وفق منهج الله -سبحانه وتعالى-.
هذا الدور عطَّله المشركون في سيطرتهم على المسجد الحرام، وسيطرتهم على مكة، وإدارتهم بالسيطرة والاستحواذ لشعائر الحج، فلم يبق شيءٌ من ذلك، لا محطةً للتزود بتقوى الله -سبحانه وتعالى-، ولا منبر هداية إرشادية وعملية لتحريك الناس في طريق الله -سبحانه وتعالى- في صراطه المستقيم في الموقف الحق، وتذكيرهم بمسؤولياتهم وواجباتهم، وجمع كلمتهم في المواقف الحق، هذا الدور تعطل، تعطيل هذا الدور للمسجد الحرام، لشعائر الحج، للأماكن المقدسة في مكة، والمعالم والشعائر التي هناك، يعد بذاته جرماً عظيماً، وذنباً كبيراً، وجنايةً على المسجد الحرام، على شعائر الحج والمشاعر المقدسة هناك، يعد جرماً كبيراً بحد ذاته.