قداسة موقف الإمام الحسين عليه السلام وقداسة موقعه كقائد وقدوة.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي.
كلمة في ذكرى عاشوراء 1439هـ.
إن الإمام الحسين «عليه السلام» من موقعه العظيم وفي دوره المهم في هذه الأمة حدد الموقف المسؤول التاريخي، الذي يبقى مناراً للأمة في كل مراحل التأريخ، الإمام الحسين «عليه السلام» لم يكن مجرد ثائرٍ عادي، له مطالب محدودة تحرك من أجلها في الساحة، وله مطالب حقوقية معينة تحرك من أجلها، الإمام الحسين «عليه السلام» أولاً- باعتبار مقامه الإيماني العظيم وهو في عصره وفي مرحلة ثورته البقية الباقية من أهل بيت النبوة، الذين قال عنهم رسول الله «صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين»: (إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كـتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
الإمام الحسين «عليه السلام» من هذا الموقع، في ظل هذا الدور المسؤول، من موقع الهداية وموقع القدوة، موقع الهداية باعتباره البقية الباقية من آل بيت رسول الله «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله»، في الموقع الذي تتطلع إليه الأمة ليحدد لها مواقفها المسؤولة المنبثقة عن أصالة الإسلام، وعن مبادئ الإسلام، وعن قيم الإسلام.
الإمام الحسين «عليه السلام» من هذا الموقع الذي حدده النبي «صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله» حينما قال: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسينٌ سبطٌ من الأسباط)، الحسين «عليه السلام» في ظل هذا الدور الذي يمثل فيه امتداد الرسالة الإسلامية، القيام مقام رسول الله محمد خاتم النبيين –صلوات عليه وعلى آله– وريثاً له، في موقع القدوة والهداية للأمة؛ ليتخذ الموقف الذي يعبّر عن الإسلام في أصالته، وفي مبادئه، وفي قيمه، وفي شرعه، الإمام الحسين «عليه السلام» تحرك من هذا الموقع، وضمن هذا الدور الذي أقام فيه الحجة على الأمة كافة، ورسم لها الموقف المسؤول الذي لا مناص عنه، الذي تفرضه المسؤولية بكل ما تعنيه الكلمة، والإمام الحسين «عليه السلام» من مقامه الإيماني والأخلاقي العظيم في ما هو عليه من كمال الإيمان، من التمثل الحق بمبادئ الإسلام، وأخلاق الإسلام، وقيم الإسلام.