ثقافة “هيهات منا الذلة”. بقلم/ زيد البعوه
| مقالات | 10 محرم 1442هـ/ الثقافة القرآنية :- هيهات منا الذلة استراتيجية حسينية جهادية عسكرية في ميدان الصراع في مواجهة الطواغيت والظالمين وثقافة قرآنية محمدية علوية يتحرك على أساسها المجاهدين في سبيل الله والمستضعفين ، هيهات منا الذلة موقف أيماني جهادي صادق في ساحة المعركة بين الحق والباطل ، هيهات منا الذلة درس بطولي سطره الإمام الحسين بسيفه ولسانه ودمه ليكون موقفاً رئيسياً في كل معركة يخوضها الحسينيون في مواجهة يزيد وأحفاد بني أمية وكل الطواغيت والمستكبرين ، هيهات منا الذلة عنوان ثورة تسعى لتحقيق العدل ولا تبالي بما يملكه الطواغيت من أموال وأسلحة وإمكانيات عسكرية ، هيهات منا الذلة مبدأ استوحاه الإمام الحسين من سورة التوبة من قول الله تعالى: “أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”.
هيهات منا الذلة ليس مجرد شعار تردده ألسنة الناس وتصدح به حناجرهم ولا عبارات ترويجية حماسية تكتب على الجباه وفي الشوارع والصحف والمجلات، هيهات منا الذلة عهد ووعد وقول وعمل وصدق وتحرك وكفاح ومسؤولية يترتب عليه انطلاقة جهادية ميدانية كخيار ثابت لا يمكن أن تتغلب عليه التحديات والمشاق ولا يمكن التراجع عنه بالمقايضات والمرغبات ، هيهات منا الذلة صرخة تنطلق من أعماق التقوى التي تسكن أرواح المجاهدين والصادقين من عباد الله كعهد إيماني سطره القرآن بقول الله تعالى: “رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”، هيهات منا الذلة خيار عسكري جهادي أعلنه الإمام الحسين عليه السلام في ميدان المعركة ليقطع من خلاله الطريق على العدو الذي يراهن على ارتكاب الجرائم وسفك الدماء للتغلب على مطالب الثائرين التي تسعى إلى إحقاق الحق وإلى إسقاط عروش المستكبرين
هيهات منا الذلة ثورة في وجه الظلم والطغيان وقوة إيمانية وعزيمة جهادية وإرادة نفسية راسخة وتوجه عملي لا تردعه قوة العدو ولا تؤثر عليه قلة الناصر ، هيهات منا الذلة شجاعة وبطولة وإقدام وفروسية وضربات حيدرية وعمليات عسكرية حسينية نوعية ، هيهات منا الذلة شرط أساسي في ميدان المعركة في مواجهة الظالمين لأن الذلة خصلة دنيئة يأباها لنا الله ورسوله والمؤمنين وحجور طابت وطهرت وأنوف حميَّة ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام كدستور عسكري جهادي استنبطه الإمام الحسين من وحي هدى القرآن وعمَّده بدمه بشهادة في سبيل الله تذرف لعظمتها عيون الملايين من البشر منذ ذلك اليوم إلى يوم الدين
هيهات منا الذلة مدرسة ثورية متكاملة نستلهم منها معنى الصمود والثبات ومعنى التضحية ومعنى القوة النفسية والمعنوية والإيمانية ، هيهات منا الذلة سلاح عسكري بعيد المدى قاتل به الإمام الحسين يوم عاشوراء وعلى تراب كربلاء في مواجهة ارتزاق ابن زايد وظلم وطغيان يزيد سلاح يقهر الهزيمة النفسية ويتغلب على الخوف وينتصر على التردد والتراجع والانكسار، هيهات منا الذلة سيف حسيني يخرج من غمدة لضرب أعناق المفسدين ورصاصة جهادية تطلقها بنادق المجاهدين إلى صدور الفراعنة والمستكبرين ، هيهات منا الذلة عبادة ميدانية عملية وصلوات حسينية قدسية في محراب الشهادة
هيهات منا الذلة تعني الانتصار للمظلومين والثورة في وجه الظالمين ، هيهات منا الذلة تعني انتصار الدم على السيف وانتصار الإرادة الإيمانية على الوساوس الشيطانية ، هيهات منا الذلة انتصار للقيم الثورية الجهادية وانتصار للمبادئ الإسلامية وتنفيذاً للتوجيهات الإلهية وعملاً بالآيات القرآنية، هيهات منا الذلة موقف مع الله ووقفة مع النفس وخيار أخير لا تؤثر عليه قنابل الطائرات ولا يربكه صليل السيوف ، هيهات منا الذلة مبدأ تحرك على أساسه الإمام الحسين عليه السلام وينطلق عليه كل من يقتدي بالإمام الحسين لمواجهة الطواغيت والمجرمين من اليهود والنصارى والمنافقين من الأعراب، وهذه ثقافة حسينية جهادية يعلمها لنا اليوم السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله ويجسدها رجال الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان قولاً وعملاً وهذه الثقافة مكتوب لها الانتصار.