الإيمان بالله يترك آثارا طيبة في النفوس ويترك آثارا عظيمة في واقع الحياة.
بصائر من نور القياده.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضره بعنوان (الذين ان مكناهم) 1432هجريه.
للإيمان دلالته، دلالته في واقع حياة الإنسان المؤمن وأثره العظيم في واقع حياة الإنسان المؤمن، من هذه الدلائل هذا الاستعداد للبذل والعطاء والتضحية مع الله سبحانه وتعالى والثبات على دينه، والثبات على الحق، الثبات على المواقف التي يأمر الله بها مهما كانت التضحيات، مهما كانت النتائج، مهما كان مستوى البذل والعطاء والمعاناة والمشاق والصعوبات، تصبح قضية الإنسان الأساسية التي يعادي من أجلها، يواجه من أجلها, يتحمل المعاناة من أجلها، يضحي من أجلها، يواجه الظالمين المجرمين وأئمة الكفر من أجلها هي قضية مرتبطة بالله، هي مسألة دين الله، العبودية لله؛ لأن الإنسان المؤمن يأبى، يأبى أن يستعبده أحد غير الله سبحانه وتعالى، لا يقبل بالخضوع إلا لربوبية الله.
وهذا ما لا يريده الظالمون، هذا ما لا يتقبله الطاغوت، الطاغوت الذي يريد أن يفرض ما يريده هو، ما يسعى إليه هو، ما يقرره هو ولو خالف الله، ولو خالف كتاب الله، ولو خالف تعليمات الله لا يهمه، يريد أن يذعن الناس له حتى فيما هو باطل، فيما هو مخالف للدين، ليس للدين عندهم أي قيمة ولا أي اعتبار.
فلذلك عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} إذاً هذه الفئة المؤمنة التي تتحرك على أساس إيمانها، على أساس خضوعها لربوبية الله، ورفضها لعبودية الطاغوت وهيمنة الطاغوت، واستعدادها للبذل والتضحية والعطاء مهما كانت المعاناة، حتى لو كان الثمن أن يخسر الناس من ديارهم، هم حاضرون في الأساس لأن يبذلوا أنفسهم مع الله فما بالك بالديار.
الله سبحانه وتعالى حينما يكون هكذا توجه، وهكذا صدق مع الله، وهكذا تصميم وعزيمة وإرادة مع الله سبحانه وتعالى جل شأنه هو الذي وعد ولا يخلف وعده بأن ينصر هذه الفئة المؤمنة، أن يمدها بالنصر وهو مقتدر على ذلك، مقتدر على ذلك، لا أحد يستطيع أن يحول بينه وبين ذلك أبداً، أو يستطيع أن يغالبه أبداً، هو القاهر المهيمن.