يجب ان نعرف اننا امة مستهدفة والواقع والأحداث تؤكد ذلك.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة جمعة رجب 1441هـ.
الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية بشكلٍ عام في مختلف بلدانها وأقطارها هو واقعٌ مؤسف، وواقعٌ يتضايق منه الجميع، وواقعٌ يجب البحث عن مخرجٍ منه، عن معالجةٍ لمشاكله، وبناءً على ذلك عندما نعي أننا أمة مستهدفة، وأنَّ العدو يستهدفنا، ونرى يوماً بعد يوم الكثير من المشاكل، عندما نتأمل في واقعنا نجد أنَّ كثيراً مما نعانيه ليس وليداً لظرفنا، وليس طارئاً على حياتنا، نحن أمة- للأسف- لها كثير من المشاكل المتراكمة على مدى الزمن، عبر قرونٍ من الزمن تراكمت الكثير من المشاكل، من المعاناة، من الأخطار، من العوامل السلبية التي أضعفتها، أثَّرت عليها، أثَّرت في واقع حياتها، تركت تأثيراً سيئاً في كثيرٍ من أمورها.
كثيرٌ من القيم الإيمانية العظيمة والمهمة فُقدت في واقع هذه الأمة، وغابت عن واقع هذه الأمة، ليس فقط نتيجةً للاستهداف الخارجي، ليس فقط بفعل ما يقوم به أعداء الأمة من خارج الأمة، ولكن على مدى الزمن لعبت تلك الفئات: فئة النفاق، ولعب الطغاة، والجبارون، والمضلون، وعلماء السوء، والجبابرة من داخل الأمة دوراً أساسياً في عملهم وسعيهم لتغييب تلك المفاهيم، تلك المبادئ، تلك القيم من واقع الأمة، حتى غابت في كثيرٍ من الزمن، في كثيرٍ من الأحيان، في كثيرٍ من الأقطار عن الواقع؛ حتى باتت النظرة إلى الدين نفسه، إلى الإيمان نفسه، إلى الإسلام نفسه، وكأنه لا يحمل تلك القيم، وكأنها ليست جزءاً منه، وكأنها ليست أساسيةً فيه، وكأنها ليست في جدول أعماله، وكأنها ليست جزءاً من برنامجه للحياة، وكأنها ليست جزءاً أساسياً منه كمشروعٍ للحياة؛ فغابت العدالة، وأتت الشرعنة للظلم، الشرعنة للطغيان من علماء السوء الذين برروا ذلك، وأتت حالة الانحراف التي نراها ماثلةً أمامنا في كيانات، في أنظمة، في حكومات، في جماعات تنتمي لهذه الأمة، وتقدِّم نفسها كجزءٍ من هذه الأمة، ثم هي تفعل كلما هو محرم في هذا الدين، ترتكب أبشع الجرائم، تعتدي، تظلم، توالي أعداء الأمة، تقف في معسكر أعداء الأمة، تتآمر على أبناء هذه الأمة… تفعل الأفاعيل الشنيعة والفظيعة التي لا تنسجم بأيِّ حالٍ من الأحوال مع هذا الدين، مع الإيمان في كل مضمونه، في مبادئه، في قيمه، في أخلاقه، في شرعه ونهجه.