الإسلام يربي الأمة على الاستقلال والاعتماد على الله وعلى نفسها
يوميات من هدي القرآن الكريم.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس التاسع من دروس رمضان صـ 17.
أن دين الله بنى الأمة بناء، استقلالية تكون هي معتمدة على الله فهي تنفق في سبيل الله، معتمدة على قدراتها، وتطور هي قدراتها، انتصاراتها تحسب لها، وتراها أنها من الله، وليس من الطرف الآخر الذي يساندها.
أمة على هذا النحو تستطيع باستمرار أن تكون متحركة، ولا أحد يستطيع أن يقهرها، ولا تكون مدينة لأي طرف في نفس الوقت، من إيجابيات هذه التربية: أنها لا تصبح مدينة لطرف آخر. لأن الدين هو مهمة عالمية، فهل من الناحية الأخلاقية، هل هو مقبول أن تأخذ من الفرس مساعدات، لأنك تقاتل الروم، وأنت تعرف أن هذا الدين يجب أن يدين به الفرس، ويجب أن تدعوهم إليه فتقاتلهم متى ما اتجهوا ليصدوا عنه، سيكون معناه في الأخير: بأنه هذا الدين يمكن أن يخادع، تقول لطرف من الأطراف، يساعدك، ويعينك حتى تنتهي، وتفرغ من قتال الطرف الآخر، وفي الأخير ترجع عليه عندما تكون قوياً.
هذه ليست من أخلاق الدين، وليست قضية أخلاقية، ولا من الناحية الإنسانية. فلئلا تكون الأمة مدينة لأي طرف آخر يجب أن يصل هذا الدين إليه، ستصل إليه. أن يرى الآخر: أن هذه هي نفسها تستطيع أن تواجه، مواقفها قوية، فعندما تصل إليه أنت، لن ينظر إذا ما لديك طرف آخر سيقيم الوضعية، فإذا ما هناك طرف آخر يساعدك سيكون متجرئا عليك، يعرف أنها أمة معتمدة على نفسها، وهي التي انتصرت على ذلك الطرف، وانتصرت على الطرف الآخر. فبالتأكيد سيكون هناك فيما يتعلق بهذا الطرف الذي تصل إليه أنت بالدين؟ يحاول أنه لا يتجرأ عليك في نفس الوقت، ولا ينظر للأمة نظرة أنها في وضعية مستضعفة لأنه ليس هناك طرف آخر يساندها