هويتنا الإيمانية فلاح وقوة وثبات وتماسك وصلابة وحضارة وعزة وكرامة
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضرة الإيمان يمان.
لماذا صمد شعبنا خلال هذه الخمس السنوات من العدوان، وحجم هذه المعركة بشكل كبير فهي اليوم أكبر معركة قائمة على وجه الأرض، تحالفت فيها قوى الشر من الكافرين والمنافقين، بإمكاناتهم الهائلة، واستخدموا فيها أفتك الأسلحة، واستخدموا فيها الحرب الاقتصادية الشرسة، وكل الوسائل المتاحة التي أمكنهم أن يستخدموها لإذلال شعبنا وتحطيمه؛ بهدف السيطرة عليه، وفشلوا، هم الأثراء، الأكثر مالاً، الأكثر عدداً وعدةً، الأقوى إمكانيات، الأكثر خبراء، وإمكانات متنوعة، وحشدوا لهذه المعركة من أسبابها المادية ما كان سيكفي لحسمها
لماذا فشلوا في السيطرة علينا كشعبٍ يمني؟ هل لأنه كان لدينا مال أكثر من أموالهم، إمكانات أكثر من إمكاناتهم؟ لا؛ لأننا امتلكنا هذا الرصيد الأخلاقي والمعنوي، لهذا الإيمان الذي هو صلة بيننا وبين الله؛ لأننا قومٌ توكلنا على الله، ووثقنا به، والتجأنا إليه، واعتمدنا عليه، ووثقنا بوعده بالنصر، ولذلك كانت مواقفنا قوية بقوة هذا الإيمان، وكان صمود شبابنا ورجالنا في كل الجبهات بهذا الانتماء الإيماني، بهذه الروح المعنوية الإيمانية، يوم كان الرجل منَّا من أبناء شعبنا يقف في الميدان في الجبهة، سواءً في السهل، أو في الجبل، أو في الصحراء، أو في الوادي، أو في البر، أو في البحر، والأعداء يأتون بكل إمكاناتهم الهائلة، بطائراتهم الحديثة، بأحدث الطائرات، بأفتك الأسلحة، فلا يتزحزح، ثابت، وصامد، ومقاتل، ومستبسل، ومتفانٍ، ويصعد رجالنا الأبطال ليعتلوا الدبابات الأمريكية المحطَّمة بأحذيتهم، ويوجهوا إليها ببنادقهم، ويرفعوا عليها رايات الشعار، ورايات التكبير، ورايات الوطن، هذه القوة ما منبعها؟ ما أساسها؟ ما سببها؟ هو الله سبحانه وتعالى، ولماذا؟ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}[الفتح: من الآية4]
هويتنا الإيمانية فلاح، هويتنا الإيمانية قوة، انتماؤنا الإيماني ثبات، وتماسك، وصلابة، وحضارة، وعزة، وكرامة، وهذا ما يجب أن نحافظ عليه، وأن نحميه؛ لأنه مبادئ، ولأنه أخلاق، ولأنه قيم، ولأنه سلوكيات، ولأنه عادات، ولأنه تقاليد يجب أن نحافظ عليها، وأن نربّي عليها، وأن نتحرك في هذا المسار بكلنا: علماؤنا الأفاضل والأبرار، وكذلك مثقفونا، وكذلك الأكاديميون… في كل واقع حياتنا، أن يكون لنا النشاط الواسع الذي يعزز هذا الانتماء، ويحافظ على هذا الانتماء، ويرسِّخ هذا الانتماء؛ حتى نورِّثه لجيلنا القادم؛ لأن جيلنا القادم يواجه الكثير من التحديات والمخاطر على هويته الإيمانية.