نعمة الرسول والرسالة هي رحمة وفضل من الله علينا
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف 2 ربع أول 1442هـ.
نعمة الرسول والرسالة هي رحمة وفضل من الله علينا
علينا أن نعيد اتصالنا بهذه النعمة، بهذه الرحمة، بهذا الفضل؛ ليكون اتصالاً صحيحاً، سليماً من الشوائب التي أثَّرت سلباً، ورأينا تأثيراتها السلبية في واقع الحياة، إذا أعدنا هذا الاتصال السليم من الشوائب بالرسول، وتعرفنا على رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” من خلال القرآن الكريم، ثم يكون القرآن نفسه في آياته المباركة، فيما نتعرف من خلاله على رسول الله هو المعيار الأساس حتى فيما ينقل إلينا في السير، فننظف مناهجنا، وننظف موروثنا كله: الثقافي، والفكري، والتاريخي، من كل ما يحسب على رسول الله، وهو يختلف مع القرآن، هنا سنجد عظمة رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، سنجد كم سيكون هذا الارتباط الصحيح وهذه الصلة التي تنظف من الشوائب فاعلةً ومباركةً ومؤثرةً في واقع حياتنا، فنرى فضل الله “سبحانه وتعالى” علينا في واقع هذه الحياة، نتصل حينها بالتعليمات الإلهية بشكلٍ صحيح، بالنور الإلهي بشكلٍ صحيح، ونرى أثر ذلك في أنفسنا، وفي واقع حياتنا، وفي مسيرة حياتنا، فنبني على ذلك أسمى حضارةٍ في الواقع البشري؛ لأن الإسلام هو يهيِّئ بتعاليمه العظيمة، بمنهجه العظيم، بهذا القدوة العظيم، والأسوة العظيم: رسول الله “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”، يهيِّئ لنا أن نبني أرقى حضارة، تتميز بأنها حضارة مبنية على قيم إلهية، على مبادئ عظيمة وسامية وراقية، وعلى مكارم الأخلاق، الأخلاق الكريمة، فتكون حضارة المبادئ الإلهية، وحضارة مكارم الأخلاق، وحضارة التعاليم الإلهية، التي تؤسس هذه الحياة على أساسٍ من العدل والخير والرحمة والفضل، وتسمو بالإنسان. التوجهات الحضارية المنحرفة، والتي هي مطبوعةٌ بكلها بالطابع المادي، هي تبني ناطحات السحاب، ولكنها تدمِّر في الإنسان إنسانيته، ولكنها تسحق المجتمعات البشرية بلا رحمة.
إننا عندما ننظر إلى كل الحضارات القائمة اليوم والتي تكفر بالأنبياء وتبتعد عن تعاليمهم ولا تقبل بتعليمات الله “سبحانه وتعالى”، وترفض الأخلاق الكريمة الفطرية التي أتى الأنبياء من أجل إحياءها من جديد في واقع البشرية، نرى تلك الحضارات أنها تفقد الرحمة، كم البشرية اليوم بحاجة إلى الرحمة؟