يسعى الطواغيت من خلال ارتكابهم للجرائم الى اخضاع الناس وإذلالهم
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة بمناسبة ذكرى عاشوراء عام 1433هـ
أن الطغاة والفراعنة والجبابرة والسلاطين سلاطين الجور الظالمون, والحكومات التي تمارس الطغيان بحق شعوبها تعتمد في إخضاع الناس وفي الهيمنة عليهم على الجبروت والبطش والقمع والوحشية, فتقتل بدون رحمة, تقتل الكبار وتقتل الصغار, تدمر المساكن, تستبيح دماء الجميع, تقتل النساء والأطفال والرجال بوحشية كبيرة, وتمارس البطش بأعتى وأسوا صوره, تعتمد هذه كوسيلة لإخضاع الناس, لترسيخ حالة رهيبة من الخوف والذل في نفوس الناس, تهيئهم للاستسلام والخضوع المطلق والإذلال المهين
فهذه القيمة من أهم القيم الإباء والعزة؛ لأن الإنسان المؤمن حقاً بعزة الإيمان وبإباء الإيمان مهما كانت قسوة الظروف, مهما كان حجم المخاطر, مهما كان الثمن لا يقبل نهائياً لا يقيل نهائياً بأن يكون من يهيمن عليه من يحكم توجهه في الحياة هو الباطل هم الظالمون ويستعبده الطاغوت, لا يقبل بذلك, يكون حاضراً لأن يضحي لأن يبذل نفسه في سبيل الله لأن يلحق بالرفيق الأعلى وهو ثابت على الحق صامد على الحق لا يتزعزع ولا يتضعضع لا يؤثر فيه إرجاف ولا يؤثر فيه أحداث ولا يؤثر فيه تكالب الطغاة ولا وحشيتهم ولا فظاعة إجرامهم
الإنسان المؤمن على مستوى عالٍ من الحضور للتضحية والاستعداد للتضحية, الله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ}(التوبة: من الآية111) روحية عالية يحملها الإنسان المؤمن لأنه دائماً يتطلع إلى ما عند الله يرجو الله ويرجو ما عند الله, ولا يرى في تضحيته في سبيل الله ولا في بذله النفس والروح وبذله المال في سبيل الله أي خسارة, يرى أنه رابح مع الله وأن ما يتحقق له حتى من خلال الشهادة هو الحياة الدائمة هو الفوز العظيم هو المقام الرفيع المكانة السامية والعالية عند الله سبحانه وتعالى